الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والأجنتين يعززان علاقاتهما!

مرتضى عبد الحميد

2019 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الانطباع السائد عن السيد رئيس الوزراء، أنه لا يتعاطى النكتة، ولا تفارق الجدية والصرامة سحنته. لكنه في الفترة الأخيرة أثبت العكس وأطلق مزحة تضحك لها الثكلى، وهي أن المخدرات التي غزت المجتمع العراقي، وخاصة فئة الشباب المعّول عليهم في إعادة بناء الوطن، وإنقاذه من الهاوية الفاغرة فاها لابتلاعَهِ، تأتي إلينا من الأرجنتين، وتتكفل بنقلها طيور أبابيل، تحط في لبنان وسوريا أولاً للاستراحة، ثم تخترق الحدود العراقية، لتصل في المطاف الأخير إلى مراكز التوزيع المحددة مسبقاً.
يقال: حدث العاقل بما لا يليق، فأن صدق لا عقل له، إذن لم هذه التعمية والتضليل؟ ولم هذا الدفاع المستميت عن بلد آخر غير العراق؟ لاسيما ونحن نتحدث بمناسبة وبدونها عن الشفافية، وضرورة مصارحة الشعب بكل ما يجري سلباً، كان أم إيجاباً مما يؤكد أن الإيمان بها لا يتعدى طرف اللسان، مثل الكثير من الشعارات واللافتات البراقة.
الكل يعلم، شيباً وشباناً، بل حتى أبن الخامسة، أن إيران هي المصدر الرئيس للمخدرات في العراق بعد أن كان نظيفاً منها إلى سنوات قريبة، تُزرع في إفغانستان و توزع عبر إيران إلى البلدان الأخرى وهو ما أكده الفريق رشيد فليح قائد شرطة البصرة الذي قال بصراحة ووضوح، أن المخدرات التي تدخل البصرة 80% منها عن طريق إيران.
هل ينطبق هنا المثل القائل "ملكي أكثر من الملك" فالإيرانيون أنفسهم يعترفون بذلك ولا ينكرونه، ويسعون للتعاون مع العراق، ودول المنطقة للحد من إنتشارها، وإنقاذ المجتمع من تأثيراتها المدمرة.
إنه وباء جديد نسبياً على شعبنا ووطننا، ويحتاج إلى تظافر جهود الجميع، حكومة وشعباً واحزاباً سياسية ومنظمات إجتماعية، لوضع إستراتيجية وطنية كفيلة بالحد من خطورته، وتهميداً للقضاء عليه في فترة قادمة قد تطول أو تقصر، تبعا لأسلوب التعامل معه، إن كان جدياً، أو شكلياً كما جرت العادة.
ولا بد أن يتضمن سلّم أولويات هذه الإستراتيجية، تشغيل العاطلين عن العمل، لان البطالة هي السبب الأرأس في أنتشار المخدرات وتخريب عقول المدمنين عليها، وهذا لا يعني القيام بتوظيف الجميع في دوائر الدولة المدنية والعسكرية، كما يتبادر إلى الذهن، لأنه المستحيل بعينه، فضلا عن تحويلها إلى بطالة مقنعة تستنزف الواردات والكفاءات الوطنية، بل من خلال التنمية المستدامة، وإعادة الحياة إلى الصناعة والزراعة والخدمات الإنتاجية، وبالتالي تغيير بنية الاقتصاد العراقي من الريعية إلى اقتصاد منتج يتسم بالحيوية والتعددية.
وهذه النقلة النوعية لا يمكن إنجازها حتى بحدودها الدنيا، إذا لم يجر التخلي فعلياً عن المحاصصة بتلاوينها وفروعها الكثيرة، وإستبدالها بالمواطنة، والتعامل مع العراقيين كأسنان المشط، بعيدا عن إنتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية والعشائرية.
كما إن التوعية والتثقيف بمخاطر هذا الوباء، وخلق رأي عام مناهض له وللمتاجرين به، وتفعيل القوانين الرادعة، ستلعب هي الأخرى دوراً مهما، وقد يكون حاسماً في التصدي له بنجاح وإنقاذ البلاد من شروره.
فهل بمقدور من بيدهم الحل والربط، إنتهاج هذا الطريق المضمون، ومحاربة آفة خطيرة توشك على إبتلاع أجيالنا الصاعدة، إذا لم يجرِ تداركها من ألان، بدلاً من التبريرات التي ما أنزل الله بها من سلطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو عادل عبد المهدي
صباح ابراهيم ( 2019 / 3 / 19 - 21:53 )
كيف تريد ان يوجه السيد عادل عبد المهدي الاتهام الى إيران بتزويد العراق ودول المنطقة بالمخدرات وهو رجل ايران في العراق، وهو على وشك استقبال الرئيس الإيراني في قصره بالحفاوة و الموسيقى و السلام الجمهوري العراقي ؟
لقد اعطى عادل الى ايران ما لم تكن تحلم بالحصول عليه طيلة عشرات السنين الماضية، ووقع معها الاتفاقات التي ستملأ خزائن إيران بالعملات الصعبة ويعالج الحصار الأمريكي الاقتصادي والمالي على ايران من الأبواب الخلفية ،
لقد وهب الامير ما لا يملك ، وسلم رقبة العراق بيد جزاره .
لم يبق شئ لم تسيطر عليه ايران من ارض و خيرات العراق مياهه دون ان تمنحه حتى القشور .
لقد اغلقت 42 نهرا كانت تصب من اراضي ايران الى داخل العراق وحولت مجراها .
حولت النفايات السامة من المصانع الايرانية ومياه المبازل المالحة الى شط العرب وسممت مياهه وشعب البصرة .
اغتالت المخابرات الأيرانية خيرة الطيارين والأطباء والعلماء العراقيين بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي .
قتلت إيران من خلال عملائها المسؤولين في الوزارات الزراعة و الصناعة العراقية كي تنفتح ابواب الاستيرادات من ايران للعراق لسحب كل دولارات العراق .

اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم