الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات ولد كوردي 26

جمشيد ابراهيم

2019 / 3 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات ولد كوردي 26
لربما كان لخالي اسبابه و عذره في سد الطريق علينا ان نذهب الى السوق عبر حديقته لانه من المحتل حس بان عدد البط في حديقته بدأ ينزل. طلب مرة والدي من احد اقربائه القرويين ان يذهب في الليل الى الحديقة و يسرق كم بطة منها باستعانة مصباح يدوي بالوان مختلفة كنا نسميه (اليكتريك) طبعا دون علم والدتي و تظاهر بانه اشتراها من السوق و اعطاها لوالدتي لتحضر اكلة لذيذة لبعض الضيوف و عندما مدح الضيوف طعم لحم البط بدأ هو و قريبه بالضحك و قال بانه اشترى اغلى الانواع من السوق لاجل عيون ضيوفه الاعزاء. اريد ان اذكر هنا باني شخصيا لا يعجبني لحم البط و لا آكله منذ صغري. لست نباتيا و لكن اقتصر على الدجاج و السمك و طبعا الكباب عند زيارة كوردستان.

يجب ان اذكر هنا بعض نزاعات و مشاجرات والدي مع البعض ففي حين كانت والدتي مسالمة و اجتماعية جدا و على علاقة جيدة جدا مع بنات و نساء المنطقة تشاجر والدي مع الجار على اليمين لانه سمعه مرة يشتمه: هذا القواد (يقصد والدي) هو السبب و لكنه و بعد فترة ارسل والدتي لزوجته لكي يتصالح مع زوجها و بنفس الطريقة ارسل الجار في حادثة اخرى زوجته الينا لنتصالح. كانت المشاجرات دائما على الشرف و الناموس و السب و الشتم.

شرب والدي مرة العرق مع ابن خالى الكبيرالذي كان ايضا معلما و تقريبا بعمره في مصيف حاج عمران المحبوب من قبل اهل راوندوز و فجأة بدأ ابن خالي بعد ان سكر يسب و يشتم والدي امام الناس باقذر الشتائم و نحن كنا جالسين في سيارة للرجوع الى راوندوز بعد اسبوعين هناك و والدي يقول: انتظر لاراك في راوندوز و يقول بانه اي ابن الخال لم يشرب العرق على حسابه ليشتمه. حكى والدي الحادثة لاخيه السائق و ذهب هو بدوره بالقرب من دكان خالي و صرخ باعلى صوته بان الذي يشتم اخي انيك عرضه. سمع ابن خالي الكلام و اخبر والده بما سمع و جاء لوالدي ليعتذر.

كان والدي و بعد ان صدر نقله الى (تلفات الدنيا) او بالالمانية الى (مؤخرة او طيز الدنيا) من رواندوز الى الرميثة يرجع الى راوندوز بين فترات بعيدة لطول المسافة بين جبال راوندوز و صحراء الرميثة و كان كلما يرجع يتحول بيتنا الى مركز لاستقبال الضيوف خاصة زيارة النساء لتقديم التهاني لوالدتي. كما قلت فاني احب جلسات النساء و استمع اليهن في كلام ليس له نهاية و احيانا كن يتكلمن في نفس الوقت دون الانتظار او الاستماع للبعض. كان هناك رجل في راوندوز اسمه قادر يجلس دائما بين النساء و اطلق عليه (قادر النسوي) كلقب يقلل من شأنه و اني اعتقد باني تعلمت منه الكثير و الحمدلله فاليوم ليس عيبا ان تجلس مع النساء و النسوية شرف لكل رجل.
www.jamshid-ibrahim.net












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟