الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتراب والدولة

فلاح أمين الرهيمي

2019 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الاغتراب يعني استلاب الإنسان من حقوقه المادية والمعنوية ... مع مرور الزمن والتقدم والتطور في كافة مجالات الحياة المادية والمعنوية أصبحت الدولة بجميع سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية هي التي تهتم وتنظم حياة الإنسان المادية والمعنوية باعتبار الدولة منذ نشأتها وتأسيسها وجدت لخدمة ورعاية الإنسان وأصبح كل إنسان يعمل في الدولة يقدم خدماته للناس الذين يقيمون في رقعة جغرافية أطلق عليها اسم الوطن لقاء أجور مقابل الخدمات والرعاية والحماية للشعب وحقوقه أطلق عليها (راتب شهري) كل حسب عمله وكل حسب طاقته أي الرجل المناسب في المكان المناسب وقد وفرت الدولة في مؤسساتها جميع المستلزمات الخدمية التي تكفل للإنسان كافة المستلزمات التي تضمن حياته المادية والمعنوية والسعادة والاستقرار والاطمئنان وتشكلت تنظيمات دولية لمراقبة وتنفيذ تلك المستلزمات ومن أجل ضمان حقوق الشعب تشكلت سلطات في كل وطن سلطة أطلق عليها السلطة التشريعية من أشخاص ينتخبهم الشعب ينوب عنهم للدفاع عن حقوقه وضمان تنفيذها من قبل السلطة التنفيذية (سلطة الحكم) بما يضمن للشعب حقوقه المادية والمعنوية في حياة سعيدة رغيدة تنعم بالاستقرار والاطمئنان من خلال تخويل الشعب لها استغلال خيرات الوطن في باطن الأرض وظاهرها والتصرف بها لخدمة الشعب وقد وجدت الطبيعة لخدمات الناس الذين يسكنون تلك الرقعة الجغرافية التي اسمها (الوطن) مشاعه إلى الساكنين فيها وليس لأحد كائن من كان من البشر. وكما هو معلوم ومفهوم عن مسيرة الحياة وحتمية التاريخ في التقدم والتطور عدم ثبات وجماد الحياة الإنسانية وإنما تؤمن بالحركة والتغيير لم تبق المرحلة المشاعية التي جعلت تلك الأرض وما في باطنها وظاهرها لكل من عليها من البشر وإنما تحولت حسب طبيعة الإنسان وسلوكه وتصرفه حسب القوة والسلطة والجاه فسادت المجتمعات الطبقية وصراعها من أجل المال والسلطة والجاه وأصبح الإنسان عبداً للإنسان الآخر بعدما كان الإنسان أخ الإنسان واستمرت تلك الحقبة ملايين من السنين وظهرت في تلك الفترة أفكار مناقضة للأفكار السائدة كالعبودية والرق والإقطاع والرأسمالية تدعو إلى الأفكار المشاعية بصيغة العصر الحديث كالاشتراكية والشيوعية وحدثت انتفاضات وثورات بين أبناء الشعب مساندة ومؤيدة لتلك الأفكار التقدمية وفي النهضة الأوربية كتب أحد الفلاسفة (هوبز) يقول أن الإنسان (ذئب لأخيه الإنسان) رد عليه المفكر والفيلسوف (جان جاك روسو) فقال (إن سبب اضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان هو المجتمع وليس الإنسان) فبادر المفكر (مونتسكيو) بدعوة الدول والشعوب إلى إقامة نظام تعددي ديمقراطي يقوم على تقسيم الدولة إلى تشريعية ينتخبها الشعب وتكون بمثابة المدافع عن حقوق الشعب مقابل السلطة التنفيذية التي تمثل سلطة الحكم وأن تكون السلطة القضائية حيادية بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في حالة الاختلاف والنزاع بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وأصبحت هذه القاعدة هي السائدة الآن في العالم ونحن في العراق (وطن مستباح وشعب مذبوح) منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين نبحث عن حقوقنا فيجيب الشاعر الراحل معروف الرصافي :-
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
ثم يجيب الشاعر الراحل محمد صالح بحر العلوم ويصرخ .. أين حقي .. أين حقي .. ثم يجيب الشاعر الراحل الجواهري الكبير مستهزأ وساخراً !
نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبع من يقظة ... فمن المنام
نامي على زبد الوعود ... تداف في عسل الكلام
نامي ستري زرائيك الحسان ... مبلطات بالرخام
سالت دماء وامتلأت السجون والزنزانات بأشلاء الضحايا وهم يناضلون من أجل حقوق الشعب وإلى يومنا هذا لا حقوق ولا ديمقراطية وكل من تلقاه يشكو همه ليت عمري هذه الدنيا لمن ...!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا