الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل حر ، و لكن ! / قصة قصيرة

ملهم جديد

2019 / 3 / 20
الادب والفن


بعد أن أصبح ما بقي على رأسه من الشعر ، لا يستأهل المبلغ الزهيد الذي يدفعه للحلاق كل شهر ، و بعد أن أصبح محيط خصر زوجته أعرض من أن يستطيع إحاطته بذراعيه ، انتبه ، إلى أن آخر قرار اتخذه بملئ إرادته كان قرار الزواج ، بعدها ، و بمرارة أخذت بالتصاعد كلما أوغل في التذكر ، أقرّ لنفسه بأن كل "قراراته" خلال الزواج لم تكن سوى قيام بالواجب حينا ، أو تفاديا لغضب زوجته في أحيان أخرى . و حسب تجربته الشخصية مع الأفكار الكئيبة التي تعلم مواجهتها بالتجاهل ، كان يمكن لهذا الأمر أن ينتهي إلى النسيان ، لولا أن هذه الفكرة كانت أكثر عنادا من غيرها ، بحيث ما أن يرميها خلف ظهره حتى تعاود الظهور مرة أخرى ، ثم ما لبثت أن تحولت إلى وسواس دائم ، فعقد العزم على اتخاذ قرار حر آخر " و لتذهب العبودية إلى الجحيم " .
الآن و بعد سنوات طويلة على الطلاق ، يجلس في غرفته وحيدا ، مرتديا بيجامته التي بهت لونها ، و أمامه صحن سلطة كان الدكتور قد نصحه بأن لا يتناول غيره في المساء بعد الجلطة الأخيرة التي كادت أن تودي به ، تارة ينظر إلى صورة عائلية قديمة تجمعه مع أولاده و زوجته السابقة ، و تارة يتأمل ماضيه بحسرة ، و يقاوم الإعتراف بأن أغبى قرارين اتخذهما في حياته هما القراران اللذان اتخذهما بملئ إرادته ، الزواج و الطلاق !













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع