الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهتي أضعها تحت المجهر .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2019 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما كتبناه قبل عام بالتمام والكمال !!..
الصورة لن تختلف عن 20/3/2018 م ، ونحن اليوم في 20/3/2019 م ، فما زالت الوجوه الكالحة والفاسدة والجاهلة المتخلفة ، تعشعش على المشهد السياسي العراقي ، وفي مواقع ( الدولة ! ) المختلفة .
لن يتغير شيء في النهج وفي السياسة والرؤيا ، لبناء حاضر ومستقبل البلد ، ولم يتغير شيء في عملية إعادة بناء ( الدولة ! ) .
أنا متيقن بغياب أي مسعى صادق وحقيقي ، في البدء في إصلاح ما تم تدميره على أيديهم ، واستمرار الطائفية والمحاصصة وتقاسم المغانم واحتكار السلطة وإدارة الدولة بأيديهم دون سواهم ، واستمرار الميليشيات التي تعبث بأمن الناس ومقدراتهم ، ويجد المتتبع للشأن الاقتصادي ، فسيجد توقف في عجلة الاقتصاد وغياب الخدمات والأمن والقانون .
هذه حقائق على الأرض يعيشها الناس ويكابدون جراء ذلك الموت البطيء والجوع والمرض والتشرد والدمار ، الحاصل في المدن التي احتلتها داعش ونتيجة العمليات العسكرية ولم يتم لليوم من البدء في إعادة الاعمار وإعادة النازحين .
هناك أبواق مأجورة تحاول طمس تلك الحقائق الدامغة ، ويظهروا على وسائل الإعلام ، مدافعين عن حكومة السيد عادل عبد المهدي ، ودعوتهم بعدم إصدار الأحكام عليها !!.. واعطائها الفرصة الكافية لتثبت مصداقيتها ، وكما كانت تفعل الحكومات السابقة ، وكل من يتناول تلك الحقائق فهو معادي للعملية السياسية !!؟..
وبأن ( الحكومة ! ) قد أوفت بالتزاماتها أمام الشعب وقدمت برنامجها وضمن المدة المقررة ( على الورق ! ) .. ماذا قد استفاد الناس من برنامج الحكومة ؟؟.. !!..
ولكن لم يبينوا لشعبنا حقيقة مفادها ، بأن الحكومة ومجلس النواب قد مضى عليهم في 12/ 5/2019 يكون قد مضى عام كامل ، وهم ما زالوا لم يكملوا تشكيلة حكومتهم ولأهم الوزارات ( الداخلية والأمن الوطني والدفاع والعدل والتربية ! ) وما زالوا يتصارعون ( هذا لك وهذا لي .. وهذا من استحقاقي الانتخابي ، وهذا للسنة وذاك للأكراد وتلك الوزارة للشيعة وغير ذلك !! ) .
فهل هناك شيء مختلف عما كان قبل عام ؟.. ولا نقول قبل ثلاث دورات انتخابية !!.. فلنذهب لما كتبناه قبل عام ونقارنه بالمتغيرات التي حدثت اليوم !.. إن كان هناك ما يشير الى شيء مختلف !!..
هذا ما كتبناه قبل عام :
هل الرئاسات الثلاث .. تعي ما يواجه النظام من مهمات ؟ ..
هل تعلموا الدرس ؟ .. وما يحتاجه البلد وبرؤيا موضوعية ثاقبة وجديدة ؟!... والى أين تسير الأمور ؟ ...
ما هو البديل عن هذه الصورة الضبابية !.. بل والظلامية ؟!...
وعلى أي أرض نضع قدمنا ؟ ...
وما هو السهل الممتنع ؟ ... وهل تم تشخيصه ؟...
هل هناك رؤيا حقيقية في تشخيص الخلل الحقيقي لإعادة بناء الدولة ؟..
العراق اليوم في مخاض عسير !...
هل نحن أمام ولادة قيصرية ؟ ..
أم ستحدث عملية اجهاض وموت سريري للمولود المرتقب، إن كان هناك مولود سيرى النور ؟ ..
من المسؤول عن هذا الموت السريري إن حدث ؟ .
أم هناك قابلة مأذونة قد تسعف الجنين ، وهو في رحم أمه وتنقذه من الموت ؟!.. وتخرجه من بطنها في الوقت الضائع وقبل هلاكه ؟ ..
ومن ثم اخضاعه للعناية المركزة وإعادة الحياة أليه ليواكب حركة الحياة !؟...
المشهد السياسي لا يحتمل التأويلات والمناكدات ، واللعب في رقعة الشطرنج من دون بيادق !...
أو نأخذ دور فتاحين الفال وننصب ونحتال على شعبنا كما كان يحدث خلال العقد الماضي وما زال كذلك ؟!..
أو نختار بين الوطني أو الولاء لخارج الحدود ؟!...
هل تعلمون بأننا أصبحنا في حيرة من أمرنا ؟..
فمن هي تلك القوى التي بوسعنا أن نطلق عليها وطنية وتدين بالولاء للشعب وللوطن !؟..
أو لنقل أنصاف الوطنية !.. يعني نص ردان ؟...
ومن بوسعه أن يجازف بتأريخه السياسي والنضالي ويقامر فيه ويلعب مع هؤلاء اللصوص والمرابين !؟..
ويقفز النهر من قريب !..على أمل العبور للجانب الأخر !.. أو السقوط في وحل الهزيمة !.
أو لنقل من هو عنتر زمانه ؟ .. أو عمر بن ود العامري !.. أو الشنفرة أو تأبط شرا ؟!... ليكون طوق نجاة للنظام السياسي القائم ، وانتشاله من المستنقع الأسن الذي نحن فيه !...
أقسم باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى !...
أن الأمور أعقد مما يتصور البعض ، وهي ليست مقامرة ولا مجازفة ولا عنتريات ثوروية على طريقة روبن هود ومونتكرستو وجمسدين !! ... لا !...
نحن أمام واقع مرير وبلد مدمر ( دولة ونظام وحكومة .. ومجتمع ومؤسسات ) !..
إنها صورة مرعبة ، ولكن السؤال من قام بكل هذا الخراب والدمار والموت ؟!...
ألم يكونوا هم أنفسهم ؟..
هؤلاء الممسكين والمتربعين على السلطة منذ سنوات ، وبيدهم مقاليد الحل والربط الذين ( يمتلكون السلاح ..والمال .. والإعلام .. والقرار .. وعباءة الدين ... ولديهم شعب مغيب الوعي والإرادة والعزم ، نتيجة لظروف موضوعية قاهرة وكارثية مرت على العراق !!)
هذه صورة حقيقية لحاضرنا وواقعنا اليوم ، وقوى فاسدة وظلامية متخلفة وجاهلة تعبث بمقدرات الناس ، التي سرقت الجمل بما حمل !..
ولكن لا يغيب عن البال ، بأن هناك قوى وشرائح واعية متبصرة وتمتلك الإرادة والعزيمة في مقارعة الظلم والتخلف والظلام ، ولا ننكر استبسالها وشجاعتها ومقارعتها للإرهاب ولأعداء الديمقراطية ولدولة المواطنة وللمرأة وحقوقها ، وتسمر الحراك الجماهيري في سوح التحرير والاعتصامات والتظاهرات في الجامعات ومواقع العمل والفلاحين والنساء والطلبة والكسبة وغيرهم ، هؤلاء يشكلون جذوة النضال الوطني ، المستعر لهيبه وما تحت الرماد ، وانحياز بعض من شرائح الإسلاميين من الفقراء والمتعففين المساندين لنضال شعبنا في الحرية والكرامة وضد الفقر والبؤس ، هؤلاء الجدار المنيع الذي يواجه طواغيت الفساد والفاسدين والطائفيين ، الذين يجسدون نهج المحاصصة المقيتة وحلفائهم من الطفيليين والمرابين وهواة السياسة .
استمرار الحراك الجماهيري ، ورفع وتيرة نضالهم المطلبي والسياسي ، يشكل الضمانة الأكيدة لتحقيق النصر على هذه القوى الشريرة .
وكما هو شأنهم هؤلاء الفاسدون ، كانوا سابقا وما زالوا على نهجه وتظليلهم سائرون ، والخداع الذي يمارسه هذا النظام القائم ، فهو يبحث عن طوق نجاة لانتشاله من هذا المستنقع وما يعيشه من أزمات !!.. يحتاج لكبش فداء ولينشر غسيله المتسخ بالإثم والرزايا !..
ضحايا وقرابين قد يسعى لتقديمها من صفار الفاسدين ، عسى وأن تبيض وجوههم القبيحة !..
هل سيتمكن هذا النظام من فك الحبل عن عنقه ؟ .
علينا أن نخرج برؤيا واضحة المعالم ، وبعيدة عن التعليل والتحليل والاسهاب ، وعن الصياغات الانشائية واللباقة والكياسة والتفلسف والتنظير والدبلوماسية السياسية المظللة أحيانا !! ...
نظام حَكَمَ العراق أثنتا عشرة سنة ، وأتى على كل شيء فيه حياة في هذا البلد !.. وأصبحنا البلد رقم 230 في التخلف والفساد !!.. يعني أفسد دولة بالعالم ! ..
هناك انهيار تام بالخدمات والطرق والصحة والتعليم ، بطالة تامة وشاملة مقنعة وغير مقنعة !!.. وأزمات مميتة كما ذكرنا في التعليم والصحة والسياحة والنقل والثقافة والقضاء وغياب الأمن وكل شيء !...
حدث هذا جميعه على يدهم وبفعلهم ، وبإشراف وتخطيط ومباركة هذا النظام الفاشل والمدمر ، لحاضر العراق ولمستقبله ( نظام الإسلام السياسي الطائفي والعنصري والفاسد ) .
الذي يقوم نهجه وثقافته وفلسفته ، برؤيا وفلسفة الدولة الثيوقراطية ، الدولة الدينية ، المعادية للديمقراطية وللحقوق وللحريات وللرأي الأخر ! ..
ومن يتمعن في سلوك هذا النظام ونهجه ، سيجد كل شيء بيناه ، وتم تناوله كان دقيق وصحيح ومدعوما ، بالحقائق التي تجدها في كل الأنشطة للدولة والمجتمع ، وهي من تتحدث عن نفسها ، وعن هذا الواقع المرير ، عمليا وسلوكيا ونهجا ، وما قام به هذا النظام خلال الفترة الماضية ، هذه كلها شواهد على ما تم ارتكابه من جرائم .
هذا النظام يريد إعادة إنتاج ذاته ، ولكن عبر سياسة ديماغوجية بائسة ، وركوب موجة ( التغيير ومحاربة الفساد ودولة المواطنة !! ) ، وكأن شيء لم يحدث عبر عقد ونصف من الموت والدمار والخراب ، ويدعي بأنه يريد أن يعيد بناء الدولة المدمرة !.. وبنفس الأدوات !.. ونفس النظام وعقليته المتخلفة ، ونفس الرموز السياسية والدينية العفنة ، دون أي تغيير في السلطات ( القضائية .. والتنفيذية .. والتشريعية ) فكيف يكون ذلك ممكنا ؟...
يقولون [ لو جاء نبيا ومنحناه صلاحيات إعادة بناء الدولة لفشل في ذلك !! ] ؟!..
كلمة حق أريد بها باطل ! ...
فإعادة بناء الدولة بوجود هؤلاء السراق والجهلة والظلاميين والمتخلفين
هو ضرب من الخيال !..
كمن يريد أن يحول الصحراء الكبرى الى جنان وارفات ببئر ارتوازي واحد وبمعول أبا جهل ! ...
النظام السياسي بكل أحزابه وميليشياته الطائفية المسلحة ، الغير متجانسة والمتنازعة على السلطة والمال والنفوذ !..
هؤلاء معينهم ومنبعهم واحد ، يختلفون على تقاسم المغانم والمناصب والهبات ، جميعهم يدينون ، بنهج وفلسفة الدين السياسي الراديكالي المتخلف والعنصري والطائفي ، وأن اختلفوا وتنازعوا فيما بينهم ، كما ذكرنا ، فهو نزاع على السلطة والمال والنفوذ ليس إلا .. والحقيقة هي من يتكلم وما تشاهدونه في تنازعهم على الوزارات والمناصب دليل دامغ !..
الحل لمشاكل العراق يكمن خارج نفوذ الإسلام السياسي واحزابه الطائفية ، من خلال قيام حكومة انتقالية وطنية مستقلة ، تتألف من ذوي الاختصاص ومن الخبراء النزيهين والمهنيين ، ومن خارج النظام القائم اليوم ، يأخذون على عاتقهم أنجاز المرحلة الانتقالية ، والبدء في إعادة بناء الدولة والهيئات المستقلة والدرجات الخاصة ، وعلى أساس المهنية والحيادية والوطنية ، وصياغة القوانين والتشريعات الضامنة لدولة المواطنة ، وتشكيل لجنة للنظر بالتعديلات الدستورية ، وإعادة النظر بكل الخطط والبرامج التي تنظم عمل المؤسسات الاقتصادية والنشاط الاقتصادي بكل فروعه وقطاعاته في البلاد .
إعادة بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وعلى أساس الحرفية والمهنية والوطنية والنزاهة وأن تكون مستقلة .
والعمل على تشريعات القوانين التي تزيل الحيف عن الملايين من الجياع والمشردين والبؤساء ، وعودة المهجرين والنازحين الذين هجروا مدنهم وقراهم بعد احتلال الإرهاب لهذه المدن في حزيران عام 2014 م .
الدفاع عن وحدة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه ، والتصدي لجميع التدخلات الخارجية في شؤنه وتحقيق السيادة الوطنية ، وبناء علاقات حسن جوار ، وتصحيح السياسة الخارجية ، ووضع العراق في مصافي الدول التي تحترم الحقوق والحريات والقوانين والأعراف الدولية .. وفي فترة انتقالية محددة ، و العمل على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وبأشراف دولي، ووفق قانون منصف وشفاف وعادل .
ربما هناك من يقول بأن هذا غير واقعي ، وغير ممكن التنفيذ ، فهذا النظام سوف لن يتخلى عن مواقعه وما يتمتع به من امتيازات وما يجنيه من أموال نتيجة فسادهم وسرقاتهم ؟..
نعم قد يكون ذلك صحيحا في ظل الواقع الحالي !..
فلن يبقى لدى قوى الخير والتقدم غير ، أن تختار المعارضة السلمية ولن نكون شهود زور وجسر عبور ليعبر علينا الفاسدون ، ونتبرأ من نهجهم ومن سياساتهم ، ونعمل على تمتين صلاتنا بكل القوى التي لها مصلحة في التغيير وتحفيزها وتنشيط عملها لتحقيق أمال وتطلعات شعبنا في الأمن والرخاء والسلام والتعايش .
على قوى الخير والتقدم والديمقراطية ، أن تعي مسؤوليتها ، وأن لا تعطي تزكية لهذا النظام الطائفي الفاسد ، وأن تدرك بأن هذه القوى غير قابلة لتصحيح مسارها أبدا وغير راغبة في فعل ذلك .
كل محاولات في هذا السبيل ، فهو جهد ضائع ولا يعود عليكم وعلى شعبكم بأي فائدة تذكر ، بل ستعود على الجميع بالضرر البالغ ، وترتكبون خطأ تاريخيا جسيما سيترك أثره لعقود طويلة .
وعليكم أن لا تقعوا في شراكهم وحبائلهم ، ولا تأمنوا ألاعيبهم وما يقومون به من فبركات وحيل ، هؤلاء السراق والمرابين والفاسدين والحمقى ، وأن تكونوا أكثر وعيا وتبصرا بما يدور من حولكم ، وأن توحدوا صفوفكم للضغط في سعيكم الحثيث لقيام دولة العدل والمساوات والقانون .
هذه الخطوط البيانية العامة التي تواجه العراق وشعبه اليوم وكل ما من شئنه ، أن يعيد بناء الدولة وهيكلها الهرمي ، ومؤسساتها المختلفة .
قيام هذه الدولة أمست ضرورة وطنية ملحة وواجب وطني مقدس ، ناهيكم كونها ضرورة موضوعية وأنية ملحة .
قيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية الهدف الأسمى لحاضر ومستقبل العراق .
وكل ما عدا ذلك فهو عبث ومضيعة للجهد والوقت والمال ، ولن يتحقق شيء مما تسعون من أجله ، مهما أرادوا أن يقنعوا الأخرين والسواد الأعظم من الناس ، بصواب نهجهم وصدق نواياهم وتوجهاتهم ، فهم كاذبون ويخلفون العهد والوعد ، ومحاولة تبرئهم من سنوات الفشل والهزائم وما ارتكبوه من جرائم في الفترة الماضية .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
20/3/2016 / م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام


.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب




.. حماس تواصلت مع دولتين في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيي


.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره المصري س




.. إسرائيل تكثف ضغطها العسكري على رفح وتشن غارات على أحياء بالم