الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمبلوك الإنقاذ

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 3 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عمبلوك الإنقاذ
أحمد موسى قريعي
العمبلوك في عرف الثقافة السودانية الشعبية هو ذلك الخروف أو الحمل الذي اكتنز شحما ولحما، بعد عملية تسمين شاقة ومكلفة. أقصد بهذا العمبلوك "عتوت الصحافة السودانية" المدعو "حسين خوجلي" صاحب جريدة "ألوان" الناطقة منذ العام 1984 بلسان الجبهة الإسلامية القومية وربيبتها الإنقاذ.
لا غرابة في أن الأقزام يتجملون دوما "بالطول" حتى يبدون عند الناس بذلك الطول ولكنهم في الواقع يخدعون أنفسهم بهذا "التجمل الطولي" المصطنع.
في الحقيقة لم أندهش أو استغرب لما قاله "حسين خوجلي" والسبب أن إناء الإنقاذ لا ينضح إلا بما فيه عفنا وفحشا وشتائما، وتهديدا ووعيدا وزعيقا. لأن أخلاقهم مهما تجملت وتحسنت أواستخدمت تلك المساحيق التي يضعها "خوجلي" عادة على وجهه لا يظهرون أبدا بذلك المظهر اللائق الذي ينتمي إلى الذات السودانية العفيفة الشفيفة، بل يظلون على قبحهم ورداءة أفعالهم.
لكنه كذب وفجر في الكذب عندما قال أن الجماهير السودانية التي افترشت الشارع قرابة الأربعة أشهر أنهم لم يتجاوزا هامش الـ 2% من مجموع الشعب السوداني. كيف يستقيم هذا "الكلام المايع" المخوجل؟ وأن الثورة السودانية أصبحت الآن "قرياف أو كيف" يشبه حاجة الناس للشاي، بل أنها أضحت تشكل وجدان ومزاج الناس العام، بل أنها أستطاعت أن تسحب هذا "العمبلوك" إلى خانة الخطأ والنقيصة، مثلما أجبرت نظامه أن يقدم التنازلات تلو التنازلات لأن "العصر" كما يقول المثل السوداني الشعبي "بجيب الزيت" وبالفعل قد قدم "خوجلي" كل ما لديه من زيت لكنه زيت رخيص لا يستخدمه إلا النفعيين والمنتفعين والانتهازيين الذين يساندون الإنقاذ في محنتها من أجل بضع "ضحاكات" أو قريشات يأكلونها سحتا بعد أن باعوا ضمائرهم من أجلها بثمن بخس.
لقد رسب هذا المأجور في أول امتحان حقيقي للوطنية وحصل على مجموعة أصفار كبيرة في الانتماء والشرف والأمانة والنزاهة وحيدة الصحافة. وهذا دأبه دائما فهو مخادع ومتأرجح و"ركاب حبال" كثيرة لكنه لا يجيد إلا النط على حبال السلطة والمال، لأنها المكان الأنسب له لأنه في حقيقة الأمر تاجر جشع يجيد فن الصفقات الرخيصة.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟