الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امي و ذاكرة المخيم وطيرة الكرمل المحتلة

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2019 / 3 / 23
الادب والفن


امي تسألني عندما اتصل بها وهي لاتبعد عني الا ساعتين بالباص وساعة وشوية بالتاكسي اي المسافة بين لييج حيث اسكن ودوسلدورف حيث تسكن مع اخي عيسى تسألني انت يا ابني ما بتتصل فيني الا بالاعياد يعني كل شي ست اشهر او عدة اشهر فأقول لها لاتستهيني بهذه المسألة سأفتح لك تلفوني وسترين ان لاشخص اتصل به بهذا الوقت المتقارب جدا هههه سوى انت وانت تعرفين هذه العادة لااعرف حيث لا اتصل بأحد كيف انسحبت وتكونت عندي هذه الشخصية التي باتت طبعا ..بالطبع هناك اناس لا ارغب الاتصال بهم بسبب مواقفهم الايديولوجية سواء اخوانجية او مهوسين بالدين فتنتابني مشاعر القرف والاستخراء منهم لجاهليتهم الاسلامية واميتهم المعرفية ولكن هناك اشخاص ارغب ان اتواصل معهم ولا افعل كأمي وصديقي العزيز الطبيب سامر مصيبص واخي عيسى وامثالهم..تضحك امي وتقبل عذري الاقبح من ذنب و بنعمل دق نميمة عن المخيم شو صار بفلان في الزقاق الفلاني وشو صار بعلتانة اللي ساكنة على راس الزاقوق او برأس الحارة او قرب جمال الطمرجي ولسه خبز حسن هيك مع انها صارلها كذا سنة في المانيا الا انها تتابع الاخبار ..اخر مرة سألتها عن صديقي امجد فقالت لي قصدك ولاد اسعد عيشة مجرد ان قالت لي هذا الاسم احيت فعليا مناطق ميتة في ذاكرتي فلكل عائلة او شخص بالمخيم لقب يعرف به وهذه من تفاصيل تفاصيل المخيم..امي ذاكرة للمخيم وذاكرة لاتعيش ذاكرتي دون ان تدق على جدران الخزان النميمي عند امي الاكثر من رائعة رغم كل حواتيتها الفتنوية والتي اشعر انها لاتقصدها بل طريقتها بالحديث هكذا ..هي تعبت لتربية اربعة عشرة ولدا وبنتا يعني احنا بولدين ما مخلصين وتعذبت لتدريسنا وياما راحت مع نسوان الجيران لتنقب النا عكوب من البراري وتعملنا منه عجة وكان بطعم لاينسى ابدا هي ام ككل ام فلسطينية عليها ان تصنع من اللاشي شعراء كبار بحجمي ههههه وبيزنس كبير كأخي عيسى الذي هو شاعر ايضا وباقي العيلة من تعلمت وتخرجت من الادب الانكليزي او معاهد او مهن..فهي قد انتقلت من ارض فلسطين وكرمها والاملاك الكبيرة لكل عائلة بسبب الارهاب الصهيوني لتعيش في مخيم امكانياته شحيحة وظروفه صعبة فنجحت مع ابي كما اغلب العائلات الفلسطينية من تحويل هذه الكارثة الى فرصة لجيل جديد اكثر تعليما و قدرة على تحدي الاعداء الصهاينة واسيادهم الامبرياليين وعبيدهم من الرجعية العربية ومن لف لفهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-