الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدي الرئيس.. قد حان وقت الانبرام

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 3 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سيدي الرئيس .. قد حان وقت الانبرام
أحمد موسى قريعي
قاموس الشباب السوداني دائما عامر بالمفردات والمترادفات العجيبة والجميلة، فتجدهم يستخدمون أكثر من مترادف لكلمة واحدة ككلمة "انبرم" التي لها العديد من الدلالات والمترادفات اللغوية التي لا تجدها إلا لدى شباب السودان الذين يقودون بجدارة واستحقاق "ثورة ديسمبر" الآن ضد نظام "الرئيس صدفة" عمر البشير. ففي هذا القاموس يمكننا أن نقرأ أكثر من معنى ودلالة لكلمة "انبرم" فهي تعني (هوّينا، وشتت، وقِد، واتخارج، وانكشح، وكب الزوغة، وورينا عجاج رجليك، وفحت، وشيلها موزة يا مان) وبالطبع جميع ما بين القوسين يعني كلمة واحدة فقط هي (اذهب) أو (تسقط بس).
يعني تفضل سيدي الرئيس وأترك كرسي السلطة الذي سرقته في ليل أسود، إنه ليل 30 يونيو المشؤم، الذي يشبه وجه نائبك الأسبق "علي عثمان" الرئيس الفخري المنتخب لكتائب ظل الإنقاذ.
في الواقع لا أجد مبررا لتمسكه "حد الإلصاق" برئاسة السودان مع أنها أكبر منك، وليست مقاسك، حتى أنك تجلس على "كرسي العرش" و"قدماك" تكاد تلامس الأرض، في حالة تدعو للسخرية وتصورك كأنك "أبله" وسط أطفال لا يدركون.
سيدي الرئيس هل أنت انسان مثلنا له قلب ومشاعر؟ تحب وتكره، ويصيبك الملل؟ إذن لماذا لا تمل من "دلدلة" رجليك على كرسي الحكم؟ ألم تشبع من المال والجاه والنفوذ والسلطة والبترول؟ ألم تشبع من قتل الناس؟ فقد قتلت شعبك آلاف المرات، وجعلته يتحسر أضعافها، ويبكي مثليها، ويتألم كل يوم بالجوع والبرد والحر واليأس، ويندب حظه في اليوم "خمس حزات" كأنها صلوات مفروضة لا ينبغي لنا أن نتجاهلها.
لماذا أنت بالذات سيدي الرئيس من حكم السودان 30 عاما؟ مع أني أراك شخصا عاديا لا تزيد علينا بشيء سوى أنك "سراق" وتاجر دين ماكر وماهر.
ماهي مقوماتك التي لا نعرفها؟ غير أنك كنت من "صبيان الترابي" وكنت أعلاهم رتبة في الجيش الذي انحط في عهدكم وصار مجموعة من المرتزقة الذين يباعون في سوق نخاسة آل سعود بثمن زهيد.
ماذا قدمت للسودان؟ حتى تطالبنا بكل وقاحة أن نُعطيك مهلة أخرى لتزيدنا فقرا إلى فقرنا، وبؤسا إلى خيبتنا وقلة بختنا، فقد مزقت بلدنا بالحروب والكوارث والمجاعات، حتى أنك لم تستطع المحافظة عليها كاملة، فقد فصلت جنوبها عن شمالها، وما بقي في طور الاحتضار.
هل كنت سعيدا ومرتاح البال عندما تخلصت من جنوبنا؟ ثم تركته يتقطع ويتمزق بالحروب القبلية والعرقية؟ وشردت أهلنا في دارفور؟ وجعلتهم لاجئين ونازحين ومشردين داخل بلدهم.
فقد ضيقت علينا كل شيء حتى نفوسنا، وشغلتنا بلقمة العيش، وتفرغت أنت لخراب ودمار وتفتيت السودان. تارة بالعقوبات الإقتصادية القاسية، وأخرى بوضعنا في دائرة الدول الراعية للإرهاب.
مع أن الحقيقة أنت وجماعتك الارهابين الذين طال أذاهم حتى المساجد الآمنة، فقد حفل سجلكم الإرهابي المتوحش بزعزعة الاستقرار الإقليمي وانتهاك حقوق الإنسان ومنع الحريات الدينية، وبالمراوغة والاستهبال والاستعباط والمناورة والمساومة والبراغماتية في المواقف آخرها موقفكم تجاه رئيس النظام السوري الفتى "بشار الأسد" بعد عزلة دامت سبع سنوات. هل هذا التحول بسبب دراسة التجربة التي أبقت "فتى سوريا" في السلطة رغم حرق سوريا من تحت رجليه؟ قل لي سيدي الرئيس وأعدك أن سرك "في بير"، فأنا ليس مثلك أحفظ ووعودي وأفي بها. أتذكر كم مرة وعدتنا؟ وكم مرة عملت لنا من "البحر طحينة" وكم مرة أخلفت وعودك؟
أرجوك لا تعدنا بشيء فأنت لدينا كاذب ومخادع وغير أمين على الكلمة. لكنك محظوظ وابن "مرزقة" فقط هو الحظ الذي أبقاك رئيسا رغم أنك لا تصلح لشيء.
معذرة سيدي الرئيس .. لقد حان وقت الانبرام.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة