الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرهاب ___ عن

نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)

2019 / 3 / 25
الادب والفن


عن دار تطوير لتنمية المهارات صدرت مجموعة صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش في حجم متوسط يساوي 73صفحة ويبدو ان الكاتبة أرادت من النواقيس صمتا مختلفا عن العادة مصدرةً نصوصها بمقولة لجلال الدين الرومي تؤكد ان للمعنى التأثير الأكبر في التغيير وبالتالي فهي أولت لقوة الفكرة في مجموعتها العناية الأوفر وتركت للإيقاعات الثائرة على النمطية في أسلوبها ووعيها الفكري مهمة الكتابة عن مواسم العطش ، الغربة والموت ،و عن الكثير من التمرد ،تمردها يبدأ من إصرارها على تقديم مجموعتها بنفسها وكأنها تقول وهي المتخصصة في الآداب واللغة العربية انها فقط صاحبة الشرعية في تأطير منجزها الأدبي و تقديم أوراقه الى محكمة القارئ دون حاجة إلى وسيط .وينتهي بإصرارها في السرد على دمج عقدة النص بعقدة المركب النفسي للإنسان باعتباره محور هذا الوجود المتناقض واحد شخوصه المتصارعة مع الواقع. وهنا
حرصت الكاتبة على معالجة قضايا الواقع وصارحت القارئ بمدى التضاد الذي يحياه في ظل مجتمعات تستسلم لمختلف أشكال الوعي الجمعي .لم تلتزم الكاتبة بمكان محدد فبعض الأقصوصات مكانها تونس والأخرى تشي بوقوع الأحداث في المجتمعات الاوروبية ،خاصة و ان القضايا المعالجة تمس الإنسانية ككل دون تمييز للهوية فحاولت بنصوصها ان تغوص في عمق مشاكل الذات الإنسانية في علاقتها بالواقع الذي يتأرق به الفرد ويحبط و قد يدمر . "الخصي" "ولادة " ، "مأتم " و "حساب" ثم "زينة الحياة الدنيا يعقبها "مواسم العطش "... فيها ثرثر قلم الكاتبة عاطفيا وفكريا وضمن بالأحداث عدة تساؤلات مشروعة لكاتبة اختفت وراء شخصيات عرفتها أو سمعت عنها ، لتصمت فجأة النواقيس في خجل عوض ان تعلن بداية جلسة مصالحة بين الذات و السلطة الدينية في أقصوصة " صمت النواقيس "تصمت أمام أبشع جريمة تمارس ضد الطفولة وهي تحرش الرهبان بالأطفال(استبقت الكاتبة ما حدث في قضية المدرسة القرآنية بالرقاب) ،ولتصمت مرة أخرى حزنا في أقصوصات مثل "عزاء" الحراقة" و "طوق ياسمين " ذاك الياسمين الذي انتهى ذبيحا وتشارك في حمل نعشه الدين كما السياسة .

لم تحاول فتحية دبش كتم صوت نواقيس الواقع الاسود بل قدمته كما هو دون تجميل ولا تزييف ،واقع أُطره المكانية موحشة وشخوصه غارقة في أوحال النفس والمجتمع والظروف .
هذا هو أسلوب الواقعية السوداء ومن يكتب الواقع في القصة القصيرة بمداد وردي يكون بعيدا عن الصدق ،اذ يقدم السرد الواقعي الصدق والإلتزام ويبحث عن الذات في عتمتها ،بمعنى أنه يفضح الخبايا و يكشف الدواخل لأبطال ينتمون لمجتمع تكاد صباحاته تخلو من ضجيج البراءة وتمتلئ لياليه بأنين الأجساد الموهنة والمغتربة و في فترة تاريخية معاصرة تكاد هي أيضا تخلو من البياض على المستوى النفسي المرتهن بسيسولوجيات مدمرة للروح والآمال والأجساد .(كنت دمية بين أيدي النساء، يخترن حلتي وحليي، يصففن
شعري، يعدن طلاء المساحيق حتى غابت تفاصيلي، يضحكن في شبق ودلال وهن يهمسن في أذني بذا وذا، سلمتني أيديهن إلى يديه،
نزع ما رمين على ظهري، مسح ما طلين على وجهي، وأمعن في
استعمار دواخلي، كنت كالطير الذبيح! -من نص أريكة 2)

لم تحتج الكاتبة أن يتجمل نصها الا بلغتها و كثافة أدواتها الفنية لتعطي للنصوص حيوية وديناميكية ترتقي بالسرد من مستوى الحكاية الى القص القصير الذي تندس اهدافه ومزياه بين الكلمات و الثنايا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في