الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الجهل

عثمان عبدالله مرزوك
ناقد و باحث و اكاديمي

(Othman A. Marzoog)

2019 / 3 / 25
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


الرحلة هي طريق الى الاجوبة ومن لم يغامر في الرحلات فلن يكتشف طعم المغامرات. حاول ان تجيب على الاسئلة التي تكاد تكون بديهية للناس بطريقة علمية بدلا مما تمليه عليهم حواسهم.
هل السماء زرقاء؟
هل الحشائش والعشب خضراء؟
هل المستقيم هو اقصر مسافة بين أ و ب؟
هل الماء سائل والجليد صلب؟
هل الحائط ساكن ولا حركة فيه؟
هل نرى الحقيقة بحواسنا , ام ان عقولنا مسجونة بالحواس ولا حرية الا بالثورة والخروج على الحواس بأفكار غير التي تصورها حواسنا. قد يتصور الانسان العادي الاجابة على جميع الاسئلة بنعم يكون كافيا لأنها واضحة ولا تحتاج الى دليل!!! لكن الواقع العلمي يجب ب لا ضخمة و صادمة. فلا السماء زرقاء ولا تحتاج عمدا لترفعها ولا هي موجودة في والواقع !! ولا الحشائش والاعشاب خضراء !!! ولا الحائط صلب بل هو حركة مستمرة بدون توقف!!! حواسنا ترينا ظواهر الاشياء وليس حقيقتها!! اضف الى ذلك انها تكبل عقولنا وفقا للمألوف وتجعلنا جزء من العقل الجمعي الذي بدوره يشدنا اليه ويسجننا بداخله مرة اخرى.
بالنسبة للألوان وحقيقتها فببساطة هي فرق اطوال موجية, مثلا اللون الابيض هو موجة بطول كذا وبتردد كذا تؤثر هذه الموجات في قاع العين بطريقة تختلف عن تأثير موجات اطول او اقصر يفسر المخ هذا الاختلاف على اساس انه الوان, فاللون الابيض والاحمر والاسود هم نفس الموجة لكن بأطوال مختلفة مثلما نقول نفس الماء لكن بكؤوس مختلفة, طبعا الدماغ لا يستطيع ان يفسر كل الموجات منها العالية التي تسمى "فوق البنفسجية" ومنها القصيرة جدا وتسمى "تحت الحمراء " . بذلك يمكن القول ان الاعشاب والحشائش التي تبدو خضراء في الحقيقية الاعشاب هذه تمتص جميع الموجات عدا موجة واحدة بطول معين يفسرها الدماغ على اساس انها اللون الاخضر. العلم لا يرى الوان لكن فرق اطوال موجية فقط.
والان لنرى الحائط الصلب كما ترى حواسنا, في البداية كل المواد مكونة من ذرات والتي بدورها مكونة من "الكترونات" ذات شحنة سالبة "وبروتونات" ذات شحنة موجبة "ونيوترونات" ذات شحنة متعادلة وهذه تكون في مركز الذرة ويدور حولها الالكترونات والبروتونات. كل مادة نراها الان هي ذرات الفرق بين الحديد والماء والخشب هو في عدد الالكترونات والبروتونات التي تدور حول النيوترونات بالضبط مثل دوران الارض وباقي الكواكب حول الشمس لكن بأجسام صغيرة لا تراها العين وبنفس التباعد: بمعنى لو جعلنا هذا الاجسام الصغيرة بحجم الكواكب لأصبح الالكترون يبعد عن المركز وهو النيوترون مثل تباعد الارض عن الشمس حيث ان الفراغ اكبر من المادة بمعنى ان الفراغ بين الارض والشمس اكبر من الارض واكبر من الشمس. وبذلك نقول ان الفراغ في الحائط اكبر من المادة فيه ببساطه والحائط فيه حركة عظيمة لأنه يتكون من جزيئات لا تختلف عن أي مادة اخرى (قد يكون هذا الكلام صعب التصديق لكن العلم اثبته منذ اكثر من اربعين عاما ولم يعد يجادل فيه).
ان كنا حقا نريد صنع علماء بذلك يجب ان نعلم الطلاب كسر العلاقات المألوفة للأشياء, فلا الوان اختلافات جوهرية وليس هناك ساكن واحد في هذا الكون فكل شيء في حركة وكل ما نراه وهم تخلقه العين والحواس الاخرى!!! الاختلافات الجوهرية هي اختياراتنا نحن فقط.
من الممكن ان يجلس عاشقان في المساء ويجعلا نجمة رمزا لحبهما تبعد عنهما سنة ضوئية كاملة ولا زالا يرانها في السماء رغم انها اندثرت منذ مليون سنة ارضية لان الضوء يأخذ وقتا طبعا في الوصول لهما وضوئها يسير مثل سلحفاة نحوهما. الحواس تخوننا وتصنع منا ادوات تائهة لا تعرف الحقيقة بقدر ما تدعيها . بداية العلم هو الشك وبداية الحماقة هي اليقين, والحمقى اكثر من العلماء دائما. ببساطة تعليم الشك ثابت يجب ان يدرس حتى كعلم قائم بذاته , كل الاجابات العلمية تبدا بأسئلة علمية ؟ هل الضوء موجة ؟ هل الضوء ذرات؟ هل هناك ثابت في الكون تستطيع ان تقيس موقع منزلك بالنسبة له , فانت لا تستطيع قياس موقع شيء ما الا بالنسبة الى شيء اخر مثلا تقيس بالنسبة لخطوط الطول والعرض وهذا يعني انك تقيس بالنسبة للأرض والتي تتحرك حول نفسها وتتحرك حول الشمس التي هي ايضا تتحرك ضمن مدينتها النجمية واذا حاولت ان تعرف موقع منزلك بالنسبة للمدينة النجمية ستجد انها ايضا تتحرك ضمن مجرة اكبر منها تسمى التبانة والتبانة جزء من مجموعة مجرات هي الاخرى في حالة حركة وتوسع دائمين اذا ببساطة المكان دائما يكون نسبيا ...اي نسبة الى شيء ما ...متحرك هو الاخر ايضا.. ولا ترى حواسنا الحركة دائما مثلما تخدعنا اذا كنا في قطار متحرك وليس هناك شيء في الخارج من النافذة فلن نعرف اننا نتحرك وحتى الارض التي تتحرك لن نعرف انها تتحرك لولا الافلاك الاخرى. بذلك المكان نسبي وليس هناك مكان ثابت بدون ان نقيسه الى مكان اخر ايضا متحرك مثل الاول بالضبط..
الزمان لا يختلف عن المكان فهو الاخر ليس له وجود قائم بذاته او حقيقي فالساعة واليوم والشهر والسنة ما هي الا تعبير رمزي عن الحركة والانتقال في المكان , الساعة هي دورة الارض 15 درجة حول نفسها واليوم هو دورة كاملة للأرض حول ذاتها والسنة هي دورة كاملة للأرض حول الشمس بمعنى لو توقفت الارض من الدوران حول نفسها لن يكون هناك ساعة ولا يوم ولا نهار ولا ليل, ولو توقفت عن الدوران حول الشمس فلن يكون هناك سنة بصيفها وربيعها وشتائها وخريفها, اذا نحن نقيس الزمن عن طريق الحركة فالساعة في الهاتف مضبوطة وفق النظام الشمسي البابلي, الحقيقة هي ان الزمان والمكان مرتبطين ببعضهما ووجدا معا وسميا ب "الزمكان" . من يعيش على المريخ يكتشف ان اليوم المريخي يساوي السنة المريخية ويساوي 18 عشر يوم ارضي , لان المريخ يستغرق 88 يوما للدوران حول الشمس.
في النهاية اذا كان الزمان يحددها المكان "المادة" واقصى حركة للمكان هي سرعة الضوء والتي تبلغ 86284 ميل في الثانية فهل يتوقف الزمان اذا اصبحت الحركة اسرع من سرعة الضوء!!!!!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران