الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهاحرين القاصرين باسبانيا و الاجرام

يوسف قموش

2019 / 3 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


على عكس باقي الدول الاوروبية الاخرى شهدت اسبانيا موجات هجرة في اواسط التسعينات من القرن الماضي جعلت منها وجهة جديدة نسبيا للهجرة ، و يعود الفضل في ذلك بالاساس الى الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة وخاصة في قطاعات البناء و السياحة و التدبير المنزلي .
لكن مع بداية الازمة الاقتصادية لعام 2008 تلاشت اغلب فرص الشغل و ارتفع عدد المهاجرين الذين مستهم البطالة ،حيث تجاوزت ال %50 منهم الشئ الذي جعل اعداد المهاحرين الجدد الى اسبانيا ينخفض بشكل كبير ليعاود الارتفاع و الانتعاش من جديد خصوصا مع ظهور بوادر الانفراج الاقتصادي مع مطلع 2015 ،لكن مع ملاحظة مهمة و جديدة في موجات المهاحرين وهي ان اغلبهم قاصرين دون الثامنة عشر من عمرهم .
تشير الاحصائيات الرسمية الاسبانية الى ان عدد المهاجرين القاصرين الذين وصلوا الى اراضيها في العام الماضي بلغ 10 آلاف قاصر يشكل المغاربة %70منهم . و امام هذه الموجات الكبيرة غير المتوقعة للمهاحرين قامت الدولة بإنشاء مراكز طوارئ لاستقبال هؤلاء القاصرين . هذه المراكز التي انتشرت بشكل ملفت في اغلب مناطق اسبانيا الهدف من ورائها ايواء القاصرين الذين لا يتوفرون على عائلات داخل التراب الاسباني و عدم تركهم فريسة للتشرد و الاهمال في الشوارع وما يتبع ذلك من امتهان الاجرام و التعاطي للمخدرات خاصة و ان اسبانيا سبق ان وقعت على محموعة من الاتفاقيات التي تهم المهاجرين و اللاجئين .
لكن يبدو ان سياسة الدولة الاسبانية في احتواء موجة الهجرة للقاصرين لم تنجح كما كانت تتوقع ،بل انها فقدت السيطرة على الوضع :
ارتفعت عدد الجرائم التي يكون مرتكبوها مهاجرين قاصرين قادمين من المغرب و الحزائر و بلدان جنوب الصحراء بشكل مهول ، بل اصبح اجرام هؤلاء يقض مضجع المواطنين الاسبان .
اعد مكتب التنسيق و الدراسات لفائدة كتابة الدولة المكلفة بالامن تقريرا حول علاقة الاجرام بالمهاجرين، و افضى الى ان المهاجرين المغاربة يحتلون المركز الاول في نسبة المعتقلين في السجون الاسبانية ، حيث تمثل نسبتهم ال %25,5 مشيرا الى ان اغلبهم متورطون في جرائم السرقة و المخدرات و الاغتصاب و القتل . و عزا ذات التقرير ارتفاع الجريمة في صفوف المهاجرين القاصرين المغاربة بالخصوص الى وافع دينية و ثقافية مرتبطة بالدين !! و الخصوصيات الثقافية و الظروف الاجتماعية العصيبة التي ترعرع فيها هؤلاء المعتقلين داخل المحتمع الذي يغلب عليه الفقر و الحرمان مما يؤثر على سلوكاتهم داخل الاراضي الاسبانية .
فمن بين 10 مهاجرين قاصرين يوجد 3 منهم سبق لهم ان ارتكبوا عملا اجراميا بغض النظر عن قيام الشرطة باعتقالهم ام العكس و تتراوح الاعمال الاجرامية التي يرتكبها هؤلاء المهاجرين بين جنح السرقة (سرقة هواتف ، ساعات ، و الات الكترونية و العاب ... ) و الضرب و التعاطي للمخدرات غالبا ما تكون من نوع المخدرات التي الف القاصر تعاطيها في المغرب (حبوب هلوسة ، الغراء المركز ... ) .
ان تساهل القانون و الشرطة الاسبانيين مع اجرام المهاجرين الاحداث نظرا للامتيازات التي يتمتع بها الحدث في القوانين الجنائية على وجه العموم ،يؤدي الى تفاقم هذه الاعمال و بالتالي المساس بالامن و الاستقرار العامين ، الشئ الذي ادى الى ظهور ردود افعال معاكسة من طرف مواطنين و منظمات غير حكومية اسبانية رافضة لتواجد هؤلاء القاصرين على الاراضي الاسبانية ، و امان غياب اي استجابة رسمية من طرف الدولة تلجأ هذه الجماعات الى القيام بردود افعال ذاتية تكون احيانا عنيفة ضد مراكز استقبال هؤلاء المهاجرين ( ما حدث مؤخرا في بعض مراكز منطقة كاتالونيا ) هذه الجماعات تتكون غالبا من شباب يتبنون افكارا عنصرية متطرفة و يطالبون بترحيل كل المهاحرين الاجانب المقيمين على الاراضي الاسبانية ، و قد انتعشت مثل هذه الافكار مؤخرا خصوصا مع تنامي المد اليميني المتطرف الذي يتزعمه حزب فوكس الراديكالي و الذي تمكن من انتزاع 12 مقعدا في برلمان الاندلس .
ستشهد اسبانيا في 28 ابريل القادم انتخابات تشريعية هي التي ستحدد المكون السياسي الذي سيترأس الحكومة المركزية و بالتالي ستضح معالم التعامل الرسمي المستقبلي مع ظاهرة المهاحرين القاصرين ، معالم قد تختلف باختلاف الحزب الذي سيتولى زمام الامور بمدريد ،لكن تبقى الضحية الاولى لكل هذه السياسات هو المهاجر الحدث الذي اضطرته الظروف التي فر منها في بلده الى الهروب ال دولة تعامله بمنطق المزايدات السياسية و بمنطق الربح و العائد المادي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من المذنب
بولس اسحق ( 2019 / 3 / 29 - 22:47 )
{لكن تبقى الضحية الاولى لكل هذه السياسات هو المهاجر الحدث الذي اضطرته الظروف التي فر منها في بلده الى الهروب ال دولة تعامله بمنطق المزايدات السياسية وبمنطق الربح و العائد المادي}..هل هناك من يعلمنا معنى الازدواجية.. وكان اسبانيا مسؤولة عن حماية الذين تضطهدهم بلدانهم.. ويا ليته يصون الأمانة.. استنادا لما تفضلت به من الجرائم التي يقومون بها.. فمن الملام يا سيدي العزيز.. ضربني وبكى وسبقني واشتكى.. تحياتي.

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو