الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغتيال الصدر : انتهاك لحقوق الانسان

احمد الحمد المندلاوي

2019 / 4 / 6
حقوق الانسان


بسم الله الرحمن الرحيم
إغتيال الصدر :انتهاك لحقوق الانسان

أحمد الحمد المندلاوي
-الباحث في مجال حقوق الإنسان


** تحل هذه الايام الذكرى السنوية السادسة والثلاثون لاستشهاد المرجع الديني و المفكر الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر "قدس سره" و أخته العلوية بنت الهدى في 8/4/1980 على أيدي أزلام النظام البائد ، لقد كانت عملية الاغتيال فاجعة أليمة حلّت بالعالم الاسلامي بل عالم الحقيقة و الفكر الانساني الأصيل، لقد جاءت هذه الجريمة لتثبت للعالم مدى استخفاف النظام البائد بأبسط معايير حقوق الانسان و المواثيق الدولية،بل جاءت الجريمة بداية واضحة لإغتيال الفكر الشيعي و إغتيال للحقيقة الناصعة في بلادنا المظلومة،حيث كان الشهيد الصدر"رض" الصوت المعبر عن آمال المسلمين جميعاً ،فأسرع النظام المقبور الى إخماده بشكل وحشي غير مألوف لدى بقية الانظمة في العالم، ويجدر بنا ان نذكر هنا نقطة مهمة في تاريخنا المعاصر، وذلك بانَّ النظام البائد مع حلول العام 1980 بدأ بتنفيذ تلك الخطة اللئيمة بإبادة المسلمين الشيعة و محاربتهم علناً بلا هوادة في طمس معالم تلك الحقيقة الناصعة في بلادنا حيث قام في نفس العام بتنفيذ ثلاثة اجراءات تعسفية جائرة وهي:
أ ـ عمليات التهجير القسري لعشرات الآلاف من العوائل الشيعية الى خارج البلاد ، و تحت حجج و إدعاءات واهية لا أساس لها.
ب ـ اغتيال المرجع الديني و المفكر الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر،و أخته العلوية بنت الهدى"رض"، المعروف دولياً بنبوغه العلمي و الإنساني .
ج ـ اعلان الحرب على جمهورية إيران الاسلامية،و بلا مبرر أستجابة لنزواته الآنية و بدفع من القوى الشيطانية .
إغتيال الشهيد الصدر انتهاك صارخ لحقوق الانسان
يلاحظ المتتبع لقضايا حقوق الانسان انّ اغتيال الشهيد محمد باقر الصدر"قدس" انتهاك صارخ لحقوق الانسان و مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان لا سيما المادة 18 منه :
** لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده ، وحريته في إظهار دينه او معتقده بالتعبد واقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده او مع جماعة وأمام الملأ او على حدة .
** أما المادة 6 من القرار المرقم 36 ـ 55 والمؤرخ 25 / 11 / 1981 وفقا للمادة ( 1 ) من هذا الاعلان ، ورهناً باحكام الفقرة ( 3 ) من المادة المذكورة ، يشمل الحق في حرية الفكر والوجدان او الدين او المعتقد ، فيما يشمل الحريات التالية :
1 ـ حرية ممارسة العبادة او عقد الاجتماعات المتصلة بدين او معتقد ما ، واقامة وصيانة اماكن لهذه الاغراض .
ب ـ حرية اقامة وصيانة المؤسسات الخيرية أوالانسانية المناسبة .
ج ـ حرية صنع واقتناء واستعمال القدر الكافي من المواد والأشياء الضرورية المتصلة بطقوس او عادات دينية او معتقدها .
د ـ حرية كتابة واصدار وتوزيع منشورات حول هذه المجالات .
هـ ـ حرية تعليم الدين او المعتقد في اماكن مناسبة لهذه الاغراض.
و ـ حرية التماس وتلقي مساهمات طوعية ، مالية وغير مالية من الأفراد والمؤسسات .
ز ـ حرية تكوين او تعيين او انتخاب او تخليف الزعماء المناسبين الذين تقضي الحاجة بهم لتلبية متطلبات ومعايير أي دين او معتقد ..
ح ـ حرية مراعاة أيام الراحة والاحتفال بالاعياد واقامة الشعائر وفقا لتعليم دين الشخص او معتقده .
ط ـ حرية اقامة وادامة الاتصالات ، بالافراد والجماعات بشأن امور الدين او المعتقد على المستويين القومي والدولي.
بعد هذا التوضيح لما جاء في وثيقة مهمة من وثائق الامم المتحدة بشأن صيانة حقوق الانسان و تعزيزها لنرى كيف يتعامل النظام الجائر مع هذه المفاهيم الحضارية،فعندما سأل مبعوث الامم المتحدة السيد ماكس فان دير شتويل ، طارق عزيز نائب رئيس الوزراء لدى حكومة صدام عن تقارير تنقل عن إعدام عدد من علماء الدين الشيعة العراقيين من قبل النظام فأجاب عزيز "المقبور":
"اذا انَّهم فعلاً قتلوا، أنا سوف لا أعتذر عن ذلك ". جاء ذلك في تقريره الاولي لعام1992.
فقد أعدم النظام البائد ابرز علماء الدين في العراق وهو المرجع الديني الكبير والمفكر الاسلامي العظيم الامام السيد محمد باقر الصدر واخته العالمة المفكرة آمنة الصدر في 8 / 4/ 1980م، وقد جرى ذلك له بعد تعذيب شديد وبعد احتجازه في بيته لعدة اشهر منذ عام 1979م .
والمعروف ان الشهيد الصدر قد تعرض عدة مرات للاعتقال التعسفي في 1971م و 1973م و 1979م، وتعتبر هذه الجريمة التي قام بها النظام من اكبر الجرائم في تاريخ العراق الحديث وان قتل مرجع ديني كان له باع كبير في العلوم الدينية والمعرفة الإلهية لشيء عظيم وانتهاك كبير لحقوق الانسان.

منظمات حقوق الانسان في العالم تدين الجريمة النكراء
لقد نشرت منظمة العفو الدولية ومراقبة الشرق الاوسط و بقية منظمات حقوق الانسان في العالم والصحف الدولية المعتبرة عدة تقارير عن هذه الجريمة النكراء ، بل أدانت النظام على ما اقترفت يداه، معتبرين أن هذه العملية غير الانسانية المخلة بكل تعاليم حقوق الانسان قد اضرت كثيراً بوضع النظام المقبور وجعلته امام جريمة لا يمكن ان ينساها الضمير الانساني الحي وعلماء الفضيلة وابناء الاسلام و طلاب الحقيقة في كل مكان ما دام الدهر، باعتبارها بدايات لجريمة الابادة الجماعية للمسلمين الشيعة، و هذا ما حدث فعلاً و تاريخ النظام الجائر مليء بتلك الانتهاكات الفظيعة التي لحقت المسلمين الشيعة من قتل و سجن و اغتيال أعداد غفيرة من علمائهم الاجلاء ،و تدنيس الاماكن المقدسة، و قمع الانتفاضة الشعبانية،ومجزرة الجنوب الى تجفيف الاهوار،و لدى المركز الوثائقي لحقوق الانسان الكثير من تلك الوثائق و الأدلة الجرمية على ما ذكرنا تصب كلها في اغتيال الحقيقة الذي بدأه النظام الحاكم باغتيال شهيدنا الغالي الامام الصدر"رض"
أحمد الحمد المندلاوي .
8/4/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس الصدر لوحده
وسام يوسف ( 2019 / 4 / 7 - 17:25 )
اعتقال وتعذيب واعدام اي انسان بسبب فكره هو همجية و انتهاك لحقوق الانسان سواء اكان .الصدر او غيره

اخر الافلام

.. بريطانيا: موجة تنديد بترحيل المهاجرين إلى رواندا • فرانس 24


.. لازاريني للجزيرة: الهدف الرئيس من الهجوم على الأونروا هو نزع




.. بلينكن: ليست لدينا معايير مزدوجة ونطبق المعيار نفسه بشأن حقو


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو




.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا