الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبور الجزائر.. محاذير في الطريق.

أحمد التاوتي

2019 / 4 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سأكون مختصرا نزولا عند طلب أصدقائي القراء.
ألخص في هذه الورقة محاذير ثلاثة. خديعة الإسلاميين، مكر الإدارة المركزية، و مقتل الهويات.
بالنسبة لخديعة الإسلاميين لا أقصد أبدا ثقافتنا الاجتماعية الدينية و لا تقاليدنا و لا التدين الاجتماعي الذي نعرفه.
ما أرمي إليه هو التنبيه من التنسيق التنظيمي في أي تمثيل مستقبلي للحراك – و حتى لانتخابات أو لجمعية تأسيسية - مع التنظيمات الإسلامية مهما بدت لنا نعومتها و إلا وقعنا في أول و أكبر خطأ للثورة السورية التي قبلت في صفوفها و في نشاطاتها التنظيمية عضوية الإسلاميين بنية أن الهدف واحد و هو إسقاط النظام. و لم تكن تشعر الثورة وقتذاك بأنها احتضنت في أحشائها بذورا أكثر رجعية من النظام الذي تقاومه. و حدث بعد ذلك أن طغت تلك الحركات الرجعية بما لها من نفوذ تاريخي اجتماعي بديهي في ضمائر المواطنين لكونهم مسلمون ابتداء، و ما لها من مرافق دينية تاريخية اجتماعية في كل بلدة على سائر التراب الوطني من إنجاز الدولة " العلمانية" كما ترددون و يحلو لكم الترديد، و ما لها من تمويل إرهابي معروفة دوله..، و ما لها من إيعاز غير مباشر لمايسترو الفوضى الخلاقة لا يعلم به إلا أمريكا و المؤمنون. ثم تمكنت من تحويل البلد إلى حرب أهلية في أقل من سنة، تتواصل إلى اليوم.

أما الإدارة فلا خوف على الحراك منها.. لأن الحراك سفور سياسي و الإدارة لم يعد لها وجها سياسيا. و لكن يبدأ نشاطها الاستعماري المشبوه عند منطلق أي توافق على أية خارطة طريق. لأنها لا تزال تملك وسائل التنفيذ. و لهذا السبب لا تزال الثورة تتوجس من البذاءات الأربع في تسيير مرحلة الشغور. و برأيي فإن مسيرات الجمعة لوحدها، إذا أبقت على سلميتها و نقاءها كفيلة بنسفهم. أما ما يسمى بالدولة العميقة فالعمل الثقافي وحده سيكون الكفيل، و هو يتطلب وقتا أكبر نسبيا.
بناء على حدس سياسي – حتى لا أزعم أنني أؤسس على معطيات موثقة- فإن هذه الإدارة المركزية تشجع الآن من وراء ستار كل الوقفات و المسيرات الفئوية و المهنية و القطاعية التي تجري خلال أيام الأسبوع من أجل تمييع المسيرة الرئيسية ليوم الجمعة بدعوى أنها تدعمها. و هذا من شأنه أن يسرّع في عملية اهتراء الجانب الاقتصادي/الاجتماعي للدولة.. و تعرفون جميعا ماذا يعني دوام ذلك بعد بضعة أسابيع فقط.
لا تطلب الثورة من النقابات و المنظمات القطاعية إلا أن تؤدي وظيفتها بحس مهني و بدافع وطني. خصوصا و أنها اليوم تتمتع بجميع ضمانات الشارع.
القاضي و الموظف و المهندس و العامل لهم إذا أرادوا الخروج في مسيرة الثورة فقط، يوم الجمعة، و باعتبارهم مواطنين و فقط. أما بسائر أيام الأسبوع، فعلى القاضي و الخبير و المهندس و الموظف أن يتفقدوا مجددا الملفات التي جمّدها الهاتف.. و ستكون هذه أكبر خدمة يمكن أن يدعموا بها جزائر المستقبل.

نأتي الآن إلى مقتل الهويات... و هنا أفضل أن أعود إلى سنوات الثورة الأولى في الخمسينيات.. كانت ثورة لتحرير المكان.. و نحن اليوم مع تحرير الإنسان.
ثورة نوفمبر المجيدة جمعت تحت جبهة واحدة كل الأطياف نحو هدف واحد هو تحرير البلد. هذا كلام دقيق. و لكن ما أراه غير دقيق هو أن كل الأطياف وافقت بإرادتها ابتداء على الإجماع. سنعود إلى التفصيل بهذه النقطة – إذا أراد القراء - في مقال مفرد، و هو تفصيل غير مهم . يكفي هنا أن نعلم بأنّ الوحدة على علاتها أثمرت نصرا.
في وضعنا الخاص، إذا كان تحرير المكان يقتضي توحيد الأطياف السياسية و الإيديولوجية.. فإن تحرير الإنسان يتطلّب القضاء على الأطياف السياسية و الإيديولوجية.
و أذكر لذلك سببا واحدا:
تعلقنا الغريب بالعصر الميتافيزيقي جعل من قناعاتنا و سياساتنا و إيديولوجياتنا، بل و حتى من ثقافاتنا الاجتماعية و خياراتنا البسيطة في الحياة عقائد.. نعم جعل من كل ذلك عقائد مع الأسف.
و العقائد في عرف جميع قراءات التاريخ، تتدافع و لا تتنافس... تتدافع كما في العصور الوسطى و لا تتنافس كما في أي ممارسة سياسية بمجتمع حديث.
و هذا سبب لوحده كفيل بأن يدمّر أي بناء تأسيسي لمجتمع مدني قانوني معاصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير