الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب... وجع الكتابة

زهير إسماعيل عبدالواحد

2019 / 4 / 15
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


وجع الكتابة....لمهدي عيسى الصقر....
مدرسة الادب البصري بأمتياز
كتابة : زهير إسماعيل عبد الواحد
هو أحد كتاب السيرة الذاتية المفعمة بروح كاتبها وطيفه الذي يطل علينا في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب، كأن نبضه حاضرا" بين حروف كلماته يخبرنا من خلالها بلواعجه وآهاته وسكناته...
المؤلف مقسم إلى بابين أو فصلين ...الأول منهما يتناول حياة الكاتب الشخصية...طفولته وشبابه.. حله وترحاله... علاقاته وأشغاله...والثاني يتحدث فيه إلينا ككاتب مستعرضا معنا ولنا حيثيات عمله كصاحب قلم وفكر وصنعة كتابية ... نشأ في بيئة حبلى بالمجاهل أثرت بقلمه فيما بعد ...فهو وليد مدينة البصرة الجنوبية محط أنظار الغرباء والطامعين...ومقصد الأجانب الباحثين عن نفط العراق وتمر نخيله....فهي أرض العمل والعمال على اختلاف مشاربهم وأهوائهم وسلوكياتهم الشيء الذي شكل عند الصقر نواة الالتصاق بالواقع والاطلاع على مشاكله عن قرب ومعايشته والذي أثر في مواضيع قلمه الذي جال في بصرة العراق ومن ثم بغداد فصاغ ونسج وحبك المفردات التي شكلت اللوحة النهائية لرواياته وقصصه التي تشي بعمق الوشيجة التي تربطه ببلده الذي عانى ويعاني أطماع اللاهثين ... لذا فهو صاحب رؤية نقدية لواقع يعيشه بكل اشكاله معتمدا اسلوبا فنيا واقعيا اتخذ من تشيخوف منهجا لخوض تجربته القصصية التي أقتربت من العالمية واخترقت الافاق على نحو مانراه في روايته القصيرة " الشاهدة والزنجي" -- جاري حاليا" اعادة طبعها من قبل دار المكتبة الاهلية في البصرة -- التي دلت على عبقريته في صياغة الواقع المؤلم بطريقة مكثفة عبقة برائحة التاريخ والخيال في الآن نفسه..
إنه قامة عبقرية يمتد تاريخها الأدبي مايقارب الخمسين عاما .... عده الناقد د.علي جواد الطاهر من أهم القصاصين المتميزين في الأدب القصصي العراقي.. 
نرى عنده الجانب الثقافي الذي كان يزدهر به العراق....والذي نقله إلينا في مؤلفه " وجع الكتابة" فقد وصف لنا حاله وأصدقاءه أدباء العراق والصعوبات المادية والسياسية التي كانت تحيط بهم والعلاقات الشخصية التي كانت تربط بينهم ...أصدقاء الكلمة والموقف والحياة الذين كان لأقلامهم تأثير في الحركة الأدبية التي نشأت في البصرة خاصة والعراق عامة أمثال الشاعر بدر شاكر السياب وعبدالملك النوري وفؤاد التكرلي ومحمود عبدالوهاب ...هؤلاء الذين غازلوا الأرض بأقلامهم....وعبروا عن الألم بكلماتهم...فمزجوا بين الواقعية والخيال باقتدار وفن كبيرين مما جعل للأدب العراقي حظوة وتميز بين الآداب والثقافات الأخرى...يخبرنا أن الكتابة لم تكن عفوية الخاطر بل تحتاج الفكرة لأن تختمر وتطهى جيدا حتى تخرج على النسق الذي يبتغيه القارىء المنقح...فالكاتب لا يخط بقلمه سطورا عشوائية بل ينقل قضية تؤرقة بديباجة ذهنية عالية المستوى لا يستشعرها إلا من يقرأ مابين السطور في عمق النص لا ظاهره...فحرفة القلم تحتاج إلى صفاء الذهن والروح معا ليتسنى للكاتب التحليق عاليا...وهذا ماتميز به مهدي الفذ الذي تقرب إلى وطنه بقلمه الحر الذي لم يجد له مرتعا خصبا سوى واقع بلده المعاش والذي نقله فيما بعد إلى جميع منابر القص العالمي
وجع الكتابة ليس كتابا فحسب إنما هو سيرة بلد تعج بالمثقفين وأصحاب العلم....لم يكن الطريق معبدا" أمامهم ولا مزروعا بالورود بل كان محفوفا بالعثرات والصعاب والمشاق فكان موجعا ومؤلما لكنه لذيذا عندما تتذوق ثماره في نهاية المطاف...
لذا فإنني أرى أن من يريد دراسة أعمال مهدي الروائية والقصصية عليه أن يطلع أولا على مذكراته ويومياتيه ليستحضر في داخله روح العمل الذي سيقع اختياره عليه لقراءته...فهذه المذكرات بمثابة المخزون الذي قد يعين الدارس بالإلمام بزوايا النص الروائي ومفاتيحه ومن ثم الاندماج معه والخروج بخلاصته القيمة ذات الفائدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي