الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يسقط ديكتاتور يُغلَق بنكٌ في سويسرا

الهيموت عبدالسلام

2019 / 4 / 19
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ليس صدفة أن يُدعم البنك الدولي الديكتاتور "عيدي أمين دادا" في أوغندا 1966، والجنرال "هوغو يانزر" في بوليفيا 1971،و"فرديناد ماركوس" في الفلبين 1972 ، والديكتاتور "أوغستو بينوشيه" في الشيلي 1973 ،والطغمة العسكرية في الأرجنتين 1976،و"سوموزا" في نيكاراغوا و"تشاوسيكو" في رومانيا،و"برويز مشرف" في باكستان ،والجنرال "فرانكو" في إسبانيا،والجنرال "سالازار" في البرتغال و"موبوتو" في الكونغو و"سوهارتو" في أندونيسيا،و"ابن علي" في تونس واللائحة طويلة.
إن البنك الدولي لم يدعم فقط ديكتاتوريي وطغاة العالم الدين حكموا شعوبَهم بالحديد والنار بل إنه دعم كذلك نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) في جنوب إفريقيا رافضا بذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم تبنيه 1964 والذي أمر فيه جميع وكالات الأمم المتحدة بوقف دعمها المالي لنظام جنوب إفريقيا ولأنه نظام عنصري ولأنه ينتهكت ميثاق الأمم المتحدة.

من المفارقات العجيبة أن البنك الدولي في القسم الرابع من المادة الرابعة من ميثاقه ينص على أن قروضه المالية ودعمه السياسي تمنح للدول التي تحترم المعايير الاقتصادية المحددة من قبل المؤسسات المالية وأهمها احترام حقوق الإنسان
وليس صدفة أنه في ظل حكومة "سلفادور الليندي" المنتخبة ديمقراطيا (1970-1973) ، لم تتلق حكومة "الليندي" أي قرض ولامساعدات فنية أواقتصادية ولكن بعد الانقلاب الدموي الدي قاده بينوشي ضد تجربة الليندي الديمقراطية المنتخبة سيسرع البنك الدولي من قروضه السخية وخططه ومساعداته المالية والفنية.
نفس السياسة العقابية والانتقامية اتبعها البنك الدولي مع ثورة الضباط الأحرار بمصر 1952الدي عمل فيها نظام "عبدالناصر" على تأميم قناة السويس والقيام بإصلاح زراعي وزعامة حركة عدم الانحياز ،نفس السياسات حصلت مع الثورة الصينية 1949 ومع الثورة الكوبية 1959 ، ومع "نهرو" في الهند ، ومع "بيرون" في الأرجنتين ومع "سوكارنو" في أندونيسيا ومع "جولارت" في البرازيل ومع "نكروما" في غانا ...

لم يغفر البنك الدولي لهؤلاء الزعماء لإسقاطهم لديكتاتوريات بلدانهم ولالتآمهم في حركة عدم الانحياز التي شكلت طريقا ثالثا ،غير منحازة للمعسكرين الشرقي والغربي اللذين فرضتها شروط الحرب الباردة،ولتشكيلهم لتكتل من حوالي 120 دولة تنشد الاستقلال الاقتصادي وتدعم حركات التحرر وتدعو للتخلص من القواعد الأجنبية وتشدد على التنمية الاقتصادية، وعلى التعايش والسلم العالميين ،وترفض كل أشكال التدخل الأجنبي ،وتنأى عن سياسة المحاور والأحلاف وتأميم وسائل الإنتاج وتعزيز القطاع العام
إن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية أدرع مالية للقوى الأمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تسن سياسات تخريبية للاقتصادات المحلية عبر الخوصصة والزيادة في الضرائب على النفقات والسلع الواسعة الاستهلاك وتشجيع القطاع الخاص وتقليص النفقات على القطاعات الاجتماعية كالصحة والتعليم والسكن وإضعاف العملة النقدية والتركيز على سياسات الواردات وبالمجمل تحويل هده البلدان إلى مستعمرات يسودها اقتصاد السوق المتوحش الدي يشتغل لجلب مزيد من الأرباح للقوى الرأسمالية العالمية ووكلائها المحليين ولو على حساب قوت وتعليم وصحة وحياة المواطنين البسطاء الكادحين
حتى لا يغلق بنك في سويسرا وحتى لاتجف المؤسسات من الودائع والأموال وحتى يظل الفقراء يمولون الأغنياء فإن البنك يدعم ويساند كل الديكتاتويين ويحارب ويخنق ويحاصر كل نظام تحرري وطني وشعبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر