الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخدرات تجتاح مدارس البنات

باسم الجابري

2019 / 4 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


قرأت مساء هذا اليوم تصريحًا لمسؤول أمني لراديو المربد أفاد بأن الداخلية رصدت مدرسة متوسطة للبنات في العاصمة بغداد، الاغلبية فيها تتعاطى المخدرات.
الخبر لم يفاجئني ولم أستغرب أو أُكذّب الخبر لأنه أمر وارد جدا خصوصا بعد ان أصبحت الظروف الموضوعية متاحة للجميع لتداول وتعاطي المخدرات، فالحدود مباحة، والقيادات السياسية والدينية منشغلة بفسادها ولا تأبه للمواطن، بل ربما يوافقني الكثير بأن هناك العديد من القيادات والرموز السياسية والدينية تساهم مساهمة مباشرة أو غير مباشرة بانتشار المخدرات بين الشباب، ولا أعرف هل هو ضمن مشروع قتل الوعي والفكر وإعدام الشباب؟ ام هو أسلوب لإفساد المجتمع كي لا يلتفت الى فساد رموزه؟.
اذن ما هو الحل؟ وما هي الخطوات الواجب اتخاذها؟ ومن المسؤول عن اتخاذها؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن انفلات الشباب وبالخصوص من هم بعمر الورود وممن يعوّل عليه لبناء البلد؟ هل هو أمر دبر بليل أم دبر تحت طاولات الفساد؟ والكثير الكثير من الأسئلة التي لابد أن توجه الى من أهمل الشباب وجعلهم يسيرون بهذه الطرق سواء كانوا مرغمين ام مخيرين، فلا يمكن أن يتهرب أحد من المسؤولية الشرعية الأخلاقية وبالخصوص مصلحو الأمة ممن حمل على عاتقه رسالة السماء التي جوهرها إصلاح الإنسان والحفاظ على أخلاقه وكرامته.
ومن الملفت، بل والمستغرب إننا لم نسمع أية ردة فعل أو تصريح من قبل أئمة المساجد أو خطباء المنابر أو المرجعيات الدينية التي حملت على عاتقها مسؤولية النهج الإصلاحي، بل على العكس نرى أغلبهم عاكفون على المشاريع الربحية تحت يافطة العتبات المقدسة.
وفي ظل تلك الخطورة والخوف من إنحدار المجتمع في متاهات الإنحلال الأخلاقي للشباب والخوف من تفاقم الأمور وانفلاتها، برزت في العراق مرجعية دينية تسمت بالاعتدال والوسطية وسعت بكل جهدها الى وضع برامج توجيهية نُصحية للأمة،حيث شعر المرجع والمحقق العراقي السيد الصرخي الحسني إن المجتمع العراقي يسير نحو الهاوية وإن الشباب بصورة عامة التجأوا الى كل ما هو ممنوع شرعاً وقانوناً من أجل ملء الفراغ الذي هم فيه، وارتفاع نسبة البطالة بينهم لدرجة اصبحت دفعات الخريجين من الكليات العراقية تملأ المقاهي وأماكن اللهو والألعاب التي تقتل أوقاتهم دون فائدة.
وقد قدّم السيد الصرخي برنامجًا متكاملًا لاحتواء الشباب وإبعادهم قدر الإمكان عن الكوفيات وأماكن تعاطي المخدرات والكحوليات ومحاولة تقريبهم من النهج الإصلاحي واستغلال المساجد والحسينيات من أجل زرع الفكر الصحيح والتوجه السليم وإشغال الشباب بمهرجانات فكرية توعوية تقربهم الى الله بشكل محبب لديهم وغير منفر لهم احتوت على مقالات وقصائد فكرية وتوعوية إضافة الى تبني التجديد في القصيدة الحسينية ونقلها من الأساليب التقليدية الكلاسيكية الى أسلوب يتناول التوجيه والتفكر والسعي إلى الإصلاح وطرح القضية الحسينية كقضية فكرية أكثر مما هي قضية بكاء ونحيب، وذلك من خلال قصائد "الراب الحسيني" و "الراب المهدوي" الذي يستهوي الشباب، حيث لمست مرجعيته بأن الشباب بدأ ينفر من الخطب الكلاسيكية والمواعظ المتكررة التي يطلقها رجال الدين في المنابر دون التزامهم هم بها بل دون اكتراث الشباب لها او الاستماع لها، فقدم أكثر من برنامج توجيهي شمل دعم الفكر الوسطي المعتدل وتشجيع الشباب الواعي على التصدي والقيادة والقيام ببرامج اجتماعية وفكرية سواء في المساجد أو المنتديات الفكرية أو مواقع التواصل الإجتماعي، وبالمقابل أعطى جهداً استثنائياً للمرأة وجعلها قطباً مهماً في الحياة الإجتماعية من خلال تشجيعها على كتابة وإلقاء المحاضرات الفكرية والتوعوية والمشاركة بفعاليات ثقافية.
إن الدور الذي لابد أن يتبناه المرجع والقائد والمصلح هو من أهم الادوار التي تجنب المجتمع الانخراط في السلوكيات البعيدة عن الأخلاق وعن الإنسانية، أما سكوتهم وانشغالهم بأمور سطحية لا تؤثر في أخطر فئة من فئات المجتمع وهم الشباب، فهذا بعيد كل البعد عن المنهج الإصلاحي الرسالي الذي تبناه رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم والائمة عليهم السلام والصحابة المنتجبين الذين رسموا طريقا واضحاً ومنهجاً سليماً لانتشال الأمة من براثن الجهل والانحلال الخلقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس