الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حق اليهود في المغرب التمتع بالمواطنة الكاملة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2019 / 4 / 20
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


شعارنا : حرية -- مساواة -- أخوة


رأي حر ...


إن الهوية اليهودية بصفة عامة هي في نفس الوقت هوية دينية و ثقافية و هوية عرقية ..

فهم في نفس الوقت أبناء إبراهيم من الناحية البيولوجية (حسب الكتاب المقدس) و معتنقين للديانة اليهودية التي تتأسس على الكتاب المقدس.

و هناك الآن يهود ملحدين و مسيحيين و غير ذلك ..و منهم من كانوا في القرن العشرين علماء مشهورين و فلاسفة مثل اينشتاين و كارل بوبر و غيرهم كثير...و منهم من كانوا او هم الان حكام مشهورين ورؤساء دول و حكومات و اقتصاديين و غير ذلك ..

و بغض النظر عن الإختلافات أو الخلافات حول من يمثل اليهود بين اليهود السامريين (بضع مئات في الضفة الغربية الذين يقولون أن الكتاب المقدس الذي إئتمنهم عليه موسى هو التوراة فقط أي الخمس كتب الأولى من الكتاب المقدس الكبير التي هي سفر التكوين و سفر الخروج و سفر اللاويين و سفر العدد و سفر التثنية ) و باقي اليهود (الاغلبية) الذين يتبنون التوراة زائد كتب التاريخ و أسفار الملوك و الاسفار الشعرية و اسفار الحكمة و اسفار الانبياء الكبار (مثل اشعياء) و الصغار (مثل ملاخي) و سفر المزامير الخ ..، فإن الهوية الدينية لا توافق الهوية العرقية (أي الانتماء لابراهيم) دائما مثل يهود الفلاشا السود الذين هاجروا لإسرائيل من إثيوبيا وفق قانون إسرائيلي .ما يجمع هؤلاء هو الكتاب المقدس اليهودي و الطقوس و الثقافة اليهوديتين.

قد يكون المرء متفق مع ما جاء في بعض أو كل الكتاب المقدس مثل المسيحيين المغاربة . وقد يكون العلم الحديث لا يتفق مع ما جاء في ذلك الكتاب..

لكن هذا لا يجب ان يعني الاعتقاد انه لا يحق لمعتنقي الديانة اليهودية او المسيحية التمتع بحقوقهم الدولية التي تنص عليها الترسانة القانونية لحقوق الانسان و على رأسها الحق في الحياة و الحق في حرية العقيدة مثل ما شدد على ذلك في خطابه مؤخرا قداسة البابا فرنسيس في زيارته غير المسبوقة التي يرجع الفضل في تنظيمها تنظيما محكما و إنجاحها على جميع المستويات للمسؤولين المغاربة ..

للأسف أن هناك حقد تجاه اليهود (والنصارى) يتربى عليه أطفال "المسلمين" منذ الصغر وفقا للثراث الإسلامي حتى صارت كلمة "يهودي" شتيمة تقال لمن يسيء المعاملة للآخرين بطريقة ملتوية ..

و لا أحد يمكنه أن ينكر وجود تلك الروايات في هذا الثراث حول اليهود التي تصفهم بالمكر والخداع و سوء الأخلاق و سوء المعاملة للآخر إلخ

لكن في المغرب الرسمي لوحظ أن اليهود حظوا دائما بمعاملة و حماية خاصتين منذ زمن بعيد حتى تقلدوا مناصب مستشار ين على أعلى المستويات منهم المستشار أندري أزولاي الخبير في الشؤون المالية و الأبناك و الذي توجد إبنته ذات الجنسية الفرنسية ربما اليوم على رأس اليونيسكو ..

وكان منهم من تقلد مناصب في الدولة (في المكتب الشريف للفوسفاط) بعد جفاء تلاه تصالح مع الدولة منهم اليساري إبراهام السرفاتي .و منهم من تقلد مناصب في الأحزاب المغربية مثل ليفي في حزب التقدم و الإشتراكية الشيوعي المغربي ..

و غيرهم كثير ..

و أعتقد أن الوقت قد حان من أجل تذويب ذلك الحاجز النفسي من الكراهية والحقد تجاه اليهود المسالمين و ذلك بمحو كل روايات او نصوص من الثراث الديني في التربية الدينية التي يتم تفسيرها بطريقة تستهدف اليهود أو تقلل من شأنهم ...

كما سيكون من المفيد جدا عدم منع دخول الكتاب المقدس اليهودي للمكتبات المغربية لمن يريد الاطلاع على الثراث الديني لليهود لفهم ثقافتهم اكثر .... لأن فهم الاخر يؤدي للتفاهم والتعايش و التعاون و العيش بسلام ...

و زيارة البابا فرنسيس الاخيرة للمغرب تدخل حسب اعتقادي ضمن هذا الاطار أي خلق مناخ التعايش والتفاهم و السلام ....

و بما أن الدستور المغربي (سنة 2011) ينص في ديباجته على الرافد العبري كعنصر في الهوية المغربية و يمنع أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو المعتقد أو الجنس أو الانتماء اللغوي او الجغرافي الخ ، يكون من حق اليهود المغاربة مثل باقي المواطنين أن يتمتعوا بالمواطنة الكاملة سواء داخل المغرب أو خارجه . و يكون بمقدورهم إن شاؤوا الدخول للبرلمان و للحكومة و المجالس البلدية أوالقروية و غير ذلك حسب الكفاءات الممكن الاستفادة منها...و لا يكون الفرق في التعامل معهم ، كباقي المواطنين ، تجسيدا لمبدأ مساواة ، إلا وفقا للقانون .

أتمنى أن يكون رأيي هذا صائبا ..

مع تحياتي الخالصة ..


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل