الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطل المدينة 8

مارينا سوريال

2019 / 4 / 21
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


فى تلك الليلة عاودا اصحاب العباءات الاجتماع من جديد فى غرفتهم المقدسة ببيت الحكم ..كان الظلام يلف المكان والاضواء باهتة لكنهم يعرفون بعضهم البعض جيدا لانهم تسلموا ذلك الكرسى عبر الاباء من قبلهم وسيورثونها الى ابناءهم من بعد ذلك ...كان اكبرهم يرأس الاجتماع ..لم يكن هذا هو اجتماعه الاول بهم لكنه الاهم ...قال لهم فى هدوء :اليوم لابد ان نتفق على القانون ..الاهالى ممزقون ما بين الزعيم وزوجتة ونحن لن نسمح بعودتها من جديد ابى عانى من قبل واباءكم ايضا ...اجاب الرجل القصير على الجانب الايمن وكان نصف وجهه يختفى فى الظلام :سن القوانين هى مهارتنا يا سيدنا وسنفعلها اسمح لنا ان نعود لعقد اجتماعتنا من جديد فالاهالى قد نسوا من اين اتوا والى اين المصير ؟...لم يعد لديهم فارق بين الزوجة والزعيم فالقوانين ضاعت بين الافواه ...رد الزعيم بهدوء:اليوم سنعيدها مكتوبا من جديد وسنحفظها امامهم عليهم ان يتعلموا من قوانينا الجديدة وان يتلوها الصغار وهم يلعبون ..على ألسنه النساء ان تلوكها والرجال يتغنون بها الاناشيد ...عليهم ان يتذكروا جميع ما حدث وعلينا نحن مهمة اخبارهم به ....اطرق زعيمهم لثوان فنظروا اليه باهتمام ثم تمتم بهدوء شديد :علينا ان نبنى بيتا ..بيتا اكبر من هذا له اعمدة ومنابر..له اسقف مزخرفة ...على هذا البيت ان يكون لنا نحكى فيه الحقائق وسط الاهالى لن تستطيع الزوجة ان تجابهنا بقصهها القديمة التى انتهت على الالسنة ان تردد اقوال شفانا نحن فقط ...الخطر يحدق بكل ما صنعناه واذا اغفلنا امرها ستعود الحرب الى المدينة من جديد .....يجعلون منى اضحوكة ام ان ما يفعلونه صحيحا؟...حتى ابى لم يفعلها ...اة ذرة ومياه ورقص نحتفل به ..التفت الى القصر الذى ظهر من بعيد من خلفه ...كان يتنهد سيعود له من جديد قريبا ذلك المهرب لن يمضى اكثر من هذا ربما يبقى عاما اخر سجين الى حين موعد عودته الى هنا ثانيا ....كان القانون الجديد من يحكى قصصا اخرى فالموت عقابا رادعا له وليس له فقط بل يحرق بيته وسط المدينة ...سرى الخبر بين الناس كالنار ولم يصدقوا قبل ان يروا بيوت الكتبة القدماء وهى تحرق وهم بداخلها احياء ويموت الورق الى جوارهم ..هكذا صدق الناس العقاب وباتوا يخشون خروج الكلمات ...لكن اللص الغاضب لم يتوقف ..كان يهرب الى حيث بيت الكتبة قبل موعد الحريق ..لا يعلم احدا كيف بات يسرق ما استطاع ايجاده لكن لم يحاول احدا من هؤلاء الكتبة منعه حتى انتشر ذكره بينهم وبات هو لصهم المنقذ الوحيد ....كان يسير فى الشوارع التى لا يعرفه فيها احدا رافع الراس ..كلما ازدادت اوراق سرقاته كان ينتشى فرحا ...كان فى مهمه يقتضى عليها كل لص فى ارجاء المدينة كان ذكر اسمه يسير فى داخل كل فتى لصا صغير الرهبه والرغبه فى رؤياه لكنه تعلم مع السنون مهنه الاختفاء...كان الحرس والاهالى المرددون من خلفه ينشدون رؤية رماده وهو يحترق وسط المدينة ...لكنه سار شامخا ...حتى الشمطاء العجوز التى تمنت موته باركته قبل ان تموت ويقوم هو بدفنها بيديه فى مقبرتها التى صنعها فى ذلك البيت المهجور الذى اتخذه مسكنا له ومخبأ لاعظم سرقاته التى بات الليالى يتناول النبيذ وهو يتحسسها بيده المرتعشة ....كان يموت لهفه كلما سمع خبرا لورقة جديدة هنا او هناك كيف كره الحديد واحب الورق بهذا الشكل ..لا يعلم...لكن رائحة الورق اصبحت له كرائحة النبيذ عشقهما كلاهما ولم يعد هناك رجوع عنهما ....فى اليوم التالى كان عليه ان يقف وسط الساحة فى خروجه الاول بينهم ليخبرهم بالقوانين الجديدة ..لم يكن هناك اخرون منذ اليوم وصاعد بل نحن ومدينتنا سوف نحيا بها ...كانت ليلة التتويج ستعاد كل عام من جديد فيحضر الزعيم وسط ناسه ...يخرج الرجال يحتسون النبيذ فى طقوسهم التى وضعها لهم الزعيم فى ذلك البيت الذى أمر بتشيده ..كان الظلام يلف المكان..بينما تضيع الوجوه والاتجاهات كانت الصرخات تعلو من كل مكان لا احد يعرف متى ظهر ومتى رحل صاحب البيت الذى دعاه الزعيم ولكن الصراخ الليلى يستمر بينما نساء المدينة قررن الخروج لاداء طقوسهن فى الخارج ..كان الرجال ينامون البيت بينما افترشت النساء العراء وكانت الزوجة معهن ..مكثن ليالى طويلة لم ينبت فيها الزرع بينما ازداد كثافة الاناشيد التى اطلقها الزعيم وصيحات رجال المدينة..لا احد يعلم كيف مات الابكار ومن حرق الاطفال لكن وقتها كان ضوء المشاعل ضعيف مضت الليلة الحزينة ثم عادت النساء من طقسهن خارج المدينة ..ومن بعدها هبط المطر من جديد وحل ابكار اخريين فى موضع الراحلين وانتهت ثرثرة الخائفين وعاد الطوفان فى الساحات ومن حول بيت الزعيم دون كلل ...لم يجرؤ احدا على الحديث ..ولم تجرؤ النساء على الخروج من جديد خوفا على الابكار ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آراء الشارع في لندن وباريس حول من يتحمل ألم الأنفلونزا .الرج


.. لوحة المرأة الشابة




.. المشاريع الاقتصادية فرصة لتعزيز دور المرأة في الإنتاج المحلي


.. التشهير بالقيادات النسائية يعكس هيمنة العقلية الذكورية داخل




.. تربسبيه الإيزيديون يرفعون من وتيرة نضالهم