الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2019 / 4 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب
رائد شفيق توفيق
كلهم يريدون خدمة الشعب هذه العبارة أضحت تسبب الغثيان للجميع باستثنائهم ( قبائل الاحزاب ) حتى بلغ الامر بالشعب ان يصفع كل من يتلفظ بهذه العبارة التي سرقت بها اموالهم وانتهكت بها حرماتهم وسفكت تحت ظلالها دمائهم ، لقد مل الناس الجعجعة الاعلامية للاحزاب الكرتونية والمجاحشة بين المتزعمين ، الذين همهم أن يضمنوا لانفسهم جلوسا في كراسي الزعامة على حساب كل شيء ابتداء بالمواطن الذي ضاعت هويته بفعل ولاءات الاحزاب التي باعت الوطن قبل ان تصل اليه بفضل المحتل الامريكي السيد الاول لهم ولكنه لن يكون الاخير .. من هنا فان
زيارة عادل عبد المهدي للرياض تؤكد أن هناك مخاضا يمر به العراق وهذا ليس توجها نحو انتماء العراق العربي وانما وراءه ما وراءه فهو موالي لايران اكثر من الايرانيين انفسهم بدليل تاريخه معهم والاتفاقيات التي ابرمها مع روحاني مؤخرا والتي تصب جميعها في صالح ايران وزادت من معاناة الشعب العراقي الذي يبحث عن هويته المغيبة بسبب الولاءات الايرانية لللحكومة واحزابها التي تقوي النفوذ الإيراني الذي يتحكم بعلاقات العراق اخوته مع العرب ، وليكون درعا لها بمواجهة الامريكان ان حدثت مواجهة حقيقية لا اعلامية ؛ بمعنى انها تريد العراق كبش فداء لها وان يكون تحت جناحها دائما وان تكون علاقاته مع العالم الخارجي عبر طهران وما تقرره له ؛ هذا ما تحقق لها عبر الحكومات والاحزاب الموالية لها حتى غدو موالين لايران اكثر من الايرانيين انفسهم وما تريده إيران أيضا وحققته بنجاح كبير بفضل هؤلاء هو أن تتكرر في العراق تجربتها التي لا تؤمن بغيرها ، هي حلول الميليشيات المذهبية التي يحركها الحرس الثوري مكان القوى النظامية اي الجيش والشرطة وأن تكون ميليشيات الحشد الشعبي صاحبة اليد الطولى في كل شيء في العراق وان تكون سوريا مرتعا لميليشيات مذهبية عراقية وأفغانية .
هذا ما عملت إيران وتعمل على ترسيخه في العراق لاحكام قبضتها عليه اكثر مما هي محكمة عليه اليوم منذ سلّمتها إدارة جورج بوش الابن العراق على طبق من ذهب في مثل هذه الأيّام من العام 2003 فقد عملت إيران على وضع العراق ضمن وجبتها لتبتلعه بالكامل ان تمكنت من ذلك كما فعلت مع الاحواز والمحمرة وغيرها ؛ ولم يعد سرا أن الاحتلال الأميركي للعراق قبل ستة عشر عاما مهد لانطلاقة جديدة للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة؛ وهو مشروع وقف العراق عائقا في وجهه منذ عام 1980 حتى 1988.
من خلال ذلك يتضح ان الاحزاب الكارتونية هي ادوات تنفذ املاءت من صنعها وتدين بالولاء له وترتكب الجرائم لتحصل على رضاه وهنا الفارقةببنهم وببن تشرشل الذي ارتكب جرائم من اجل وطنه كلهم سياسيون لكن الفارق في الولاء .. انها احزاب عاشت حياتها وهي تلعب وتمثل المسرحيات على الشعب وتدعي زورا وبهتانا بأنها تمثله وتدافع عن حقوقه ، لذلك من البديهي أن يحدث كل ما نرى من مهازل والعاب بهلوانية سخيفة في كل موسم من مواسم السيرك الانتخابي العجيب ، فكيف ننتظر مثلا من حزب سياسي ان يدافع عن مصالح الشعب وهوحزب ليس فيه من يؤمن بالوطن والوطنية سوى االشعارات ، وترى رئيسه بعد سبات اربع سنوات يتحول في مواسم الانتخابات إلى اشبه ما يكون بصعلوك يراس شركة تتاجر بسلعة وهمية مقابل مئات الملايين، ليحتال على أميين ومغفلين وطماعين من اصحاب المصالح الذين يشترون منه التزكيات للحصول على مكتسبات غير مشروعة هكذا تظل السياسة عملا قذرا لأن ما يتم خلف الأبواب المغلقة غير ما يعلنه السياسي خارجها مزوقا حين يكون أمام أضواء الكاميرات أو على المنصات ؛ فما الذي جعل هؤلاء إذن يصدرون مثل هذا الحكم السلبي على رجل السياسة الذي يفترض فيه ان يكون شريفا ونبيلا؟ ، وهل ينطبق مثل هذا القول على سياسي الصدفة عندنا ؟ ، اذا تابعنا ما يصرح به المواطنون وينتقدون فيه اعضاء الطبقة السياسية الحاكمة في وسائل الاعلام المختلفة وفي مواقع التواصل الاجتماعي سنجد أن انعدام الشرف السياسي أصبح السمة السياسية الأبرز في بلدنا ممثلا بغض الطرف عن مطالب الشعب ومعاناته وهدر كرامته رغم ان الجميع يتحدث بإسم الشعب ومن اجل الشعب !!! .
يقوم العمل السياسي كله على اساس خدمة الشعب المستضعف ، وايضا على اساس التحقيق في كل اتهام يوجه الي اي سياسي مهما كان وزنه أو حجمه أو منصبه ، وهو الامر الذي لن يتحقق عندنا لأسباب كثيرة لايمكن عدها وحصرها .. لا نتحدث هنا عن الاخلاق السياسية فهي لم تعد موجودة لدى هذه الطبقة التي جمعت حولها من يعتبرون الاخلاق في السياسة مجرد مكيافيلية (واغلبهم لايعرفون ماهي الميكافيلية) .. و انعدام الشرف السياسي : هو اذا كانت الفكرة فيما مضى هي الثورة على ظلم الاحتلال واستغلال الانسان وثروات البلاد والعمل على تحرير الوطن والانتقال الى الواجب الاكبر لبناء البلاد والانسان ، فإن الفكرة اليوم لدى القبائل الحزبية الكارتونية صارت النهب وتقاسم كراسي السلطة والإستوزار والخيانة والإنتهازية وعدد السيارات المدرعة وتعدد الزوجات وامتلاك المزارع والعقارات داخل وخارج البلاد ووووو ….. الخ اضافة الى الإفتاء بما هو في صالح الحزب اوالجماعة وليس الشعب ، وهكذا وجدنا انفسنا امام اكبرعملية احتيال ونصب سياسي نفذت في تاريخنا ؛ كما ان اغلب القبائل الحزبية تطرح شعارات وطنية ، لكن الحزب وولاءاته الاجنبية هو الوطن بل اكبر من الوطن واغلب القبائل الحزبية تطرح شعارات سيادة القانون ولكن نفوذ القبائل الحزبية وميليشياتها فوق القانون وهكذا اصبح القانون بيد السياسة وليس العكس لذلك استشرى الفساد ، ما جعل من الناس يفقدون الثقة في السياسة، وبات من يثق فيها في عالمنا هذا كمن يغرس راية النصر في قالب من الثلج تحت أشعة شمس تموز الحارقة ، وحتى الآن لم يتم فصل الوظائف العامة التي تتصارع عليها القبائل الحزبية عن حزبيتها وحتى الآن لم يجد المواطن من خارج القبائل الحزبية مكانه في الدولة فالمستقلون من الشعب وهم ملايين البسطاء والفقراء الذين يريدون حكم القانون والمساواة والعدالة والفرص المتكافئة ونصيبا ولو صغيرا من الثروة على شكل تعليم صحيح وفرص عمل وسكن ومدن صالحة للعيش وخدمات صحية وكهرباء وامن ومساواة في المعاملة وان تكون الشرطة في خدمة الشعب وليس الشعب والشرطة في خدمة الاحزاب وميليشياتها ، هؤلاء لم يجدوا مكانهم في الدولة .
ما تقدم لا يندرج في باب فنتازيا السرديات والأخبار الطريفة إنها بعض الوقائع من روايات واحاديث الشعب اليومية الكثيرة التي ما عاد المواطن يسكت عنها وهي معروفة لكل المعنيين بالأحداث والتطورات العراقية ؛ هذا كله ومن ضمنه الثرثرة الرسمية حكوميا وحزبيا وهي اشبه بهرطقات الكهان التي يسيطرون بها على البسطاء والتي تطلق عبر الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي والموضوع واحد لحكومة هي مجرد واجهة لميليشيات مسلحة متطرفة . المشترك بين الأحداث ان كل المعزولين والمعذبين هم من بسطاء الشعب الذي يعيش على هامش الحياة ؛
نذكر هذا كله الذي لا يمثل الا غيضا من فيض ما يتعرض له العراقيون حين يستولي على الأختام فيه رجل لا علاقة له بفكرة الدولة وإدارة شؤون الناس، ولا علاقة له بالاقتصاد وحقوق المواطن ، ولا بالمواثيق الدولية وموازين القوى والقانون الدولي والأعراف المعمول بها في التعامل بين الأمم ، هذه المأساة لا نهاية لها لان المعيار الوحيد المعمول به في بلد مثل العراق هو الولاء بعيدا عن الكفاءة والمهنية هكذا اصبح البرلمان برلمان الدول التي تنتمي اليها الاحزاب والحال ذاته ينسحب على المؤسسة العسكرية بشقيها الجيش والشرطة وكذلك على القضاء .. الخ هكذا حصل الانهيار الكبير وخرج البلد عاريا وعمت الفوضى والقتل بيد الميليشيات التي تاتمر باوامر خارجية اضافة الى بقية التدخلات الأجنبية هذا هو ملخص المشهد العراق اليوم .
يذكر ان ونستون تشرتشل مر يوما على مقبرة ، فقرأ على أحد الشواهد:هنا يرقد السياسي الشريف فلان ، فقال تشرتشل ساخرا: هناك خطأ اذ من غير المعقول أن يكون سياسياً وشريفاً معاً في قبر واحد ؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية