الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة في فهم أسباب - شقاق - الأحزاب الكردية السورية

صلاح بدرالدين

2019 / 4 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير




محاولة في فهم أسباب " شقاق " الأحزاب الكردية السورية

صلاح بدرالدين


أمام مسلسل تفكك الجماعات الحزبية المتواصل والى جانب حملات ( التخوين والشخصنة والصراع على المواقع والمصالح بين متزعمي الانشقاقات ) تكثر الأطروحات من جانب المتابعين وتتباين حول الأسباب القريبة والبعيدة بين رؤا تعيد الأسباب الى ظروف سوريا الراهنة غير المستقرة أو تدخلات الجوار الكردستاني أو افتقار الكرد السوريين الى شخصية قيادية كاريزمية أو سياسات سلطة الأمر الواقع التدميرية التي تتتحكم فيها جماعات – ب ك ك – أو فشل وتقاعس أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) في تحقيق البديل أو عجز الوطنيين المستقلين بمافيهم الشباب عن تأطير وتنظيم أنفسهم لتجسيد دورهم النضالي في انقاذ الحركة الى غير ذلك من التحليلات ولاشك أن كل هذه الأسباب مجتمعة لها دور وتأثير ولكن السبب الأساسي يكمن في انتهاء مرحلة – الحزبوية – بشكلها الراهن وبداية مرحلة جديدة سنأتي على ذكر تفاصيلها لاحقا .
تعود الكرد السورييون أقله منذ ثمانينات القرن الماضي خصوصا بعد تولي – اللواء محمد منصورة – مدير المخابرات العسكرية في الجزيرة مسؤولية الملف الكردي ( الذي ولاه حافظ الأسد وهو ضابط أمني صغير مسؤولية الملف الكردي وتكليفه باختراق الأحزاب الكردية وتفتيتها والتركيز على من يعمل منها على اسقاط النظام وطرح الحقوق الكردية المشروعة والتحالف مع قوى المعارضة وأبرزها ان لم يكن الوحيد حينها حزب الاتحاد الشعبي ) على سماع أخبار انشقاقات ومهاترات أحزابهم بشكل مستمر ومن دون أسباب جوهرية حتى فاقت الخمسين .
واذا كانت خلافات الرعيل الأول خلال مرحلة الاعتقالات وأمام المحاكم في الستينات قد دشنت عمليا نوعا من التمايز السياسي مالبث أن تحول الى صاعق فجر التناقضات الفكرية – السياسية العميقة التي أدت الى الانقسام بين اليسار القومي الديموقراطي واليمين القومي أواسط الستينات لها مايبررها خاصة وأنها تمحورت في الخلاف على قضايا جوهرية مثل : هل الكرد السورييون شعب أم أقلية ؟ وكيف ستحل القضية الكردية عبر الانصياع للنظام أم من خلال النضال الوطني والتحالف مع المعارضة الديموقراطية ؟ والموقف من خلافات كردستان العراق وثورة أيلول مع المنشقين هناك أم مع القيادة الشرعية التي يمثلها الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ؟
ان معظم مايثار من مزاعم خلافية ان لم يكن كلها في العقود الأخيرة وخصوصا بعد اندلاع الثورة السورية لايعدو كونه صراعات هامشية ومداخلات خارجية من المحاور الإقليمية والقيادة العسكرية ل ب ك ك في مركز – قنديل – ( من دون اغفال الصراع التناريخي بين تياري الاعتدال والمغامر في الحركة الكردستانية كمحرك ) والتدهور الحاصل يعود في حقيقة الأمر الى انتفاء دور السيستيم الحزبي المتبع في حركتنا الكردية السورية وفقدان شرعيته وانهيار العامل الذاتي من ( برامج وقيادة وسياسات ) والحل هو بإعادة البناء والاتحاد واستعادة المشروعية النضالية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
متزعمو الانشقاقات الراهنة لايتورعون عن استخدام كل الأساليب الملتوية التضليلية وحتى اللاأخلاقية بغية تعزيز مواقعهم والغلبة على الخصم المقابل والمسألة لاتتضمن أية خلافات سياسية وجيهة فقط يبقى الفاعل الوحيد : المال السياسي والتمحور والتدخلات الجانبية خصوصا وفي المدة الأخيرة من جانب أوساط ( لاهور طالباني وجماعات ب ك ك ) من دون اغفال دور سلطات نظام الأسد ومداخلات قاسم سليماني ولو بصورة غير مباشرة لأن جزءا من العملية يرتبط بالصراع الدولي والإقليمي وترتيب الخطوط الخلفية في الساحة الكردية السورية والكردستانية أيضا .
كان ومازال هناك على الدوام نوعان من ردود الأفعال في الساحة الكردية تجاه انقسامات الأحزاب الكردية السورية واحد موقف وطني حريص يقرأ الظاهرة على اعتبار تراجع السيتيم الحزبوي في العمل الوطني الكردي لأسباب شتى حيث لكل حالة حزبية مأزومة وضع خاص لامجال للخوض فيها الآن ويرى الحل بضرورة الانتقال الى فضاء – الكردايتي - الواسع باالتجديد والاتحاد واعادة بناء الحركة عبر المسارات الشرعية الشعبية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع وآخر عبارة عن أصوات شامتة لم يكن أصحابها يوما ضمن دائرة العمل الوطني الكردي همها الطعن بمصداقية نضال شعبنا وأدواته اما لمصلحة جماعات – ب ك ك – كخيار قسري أومحاولة استثمار الحالة للظهور متسللين كبدلاء والحل بنظر هؤلاء ( أعلنوا أو أخفوا ) هو الارتماء بأحضان نظام الاستبداد .
لايمكن إيجاد حل للأزمة الراهنة المتفاقمة في الحركة الكردية السورية الا بالمعالجة في العمق والطريق الى تحقيق ذلك هو التحضير لتنظيم عقد المؤتمر القومي – الوطني بغالبية وطنية مستقلة واستعادة الشرعيتين القومية والوطنية وانتخاب قيادة مؤهلة لمواجهة التحديات الماثلة ويكرس الاتحاد والمصالحة ويعالج العامل الذاتي المنهارخصوصا بصياغة البرنامج السياسي واقراره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا