الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الطريق إلى أربيل

امين يونس

2019 / 4 / 30
كتابات ساخرة


إتصلَ بي حمكو قبل مُدّة وإقترح ان نُسافر أنا وهو ، في صباح اليوم التالي ، إلى أربيل ، لزيارة معرض الكتاب الدولي ، والعودة في نفس اليوم .. ولأن العَرض مُغرٍ ولا سيما بعدَ قولهِ بأنه سيجلب معهُ " كليجة " لنأكلها في الطريق ، فأنني وافقتُ على الفَور ! .
يمكن القَول بأن نصف المسافة بين دهوك وأربيل ، تقريباً ، شارع لا بأس به .. لكن المُصيبة في النصف الثاني ، حيثُ من غير المُنصِف تسميته بشارعٍ رئيسي بين مدينتَين أو كما يحلو لنا أحياناً ، تسميته بالطريق الذي يوصل الحدود الدولية مع تركيا ، بالعاصمة أربيل .. ففي العادة عندما يكون الطريق فيه بعض الأماكِن السيئة ، نقول بأن " الشارع فيه بعض الحُفَر والطّسات هُنا وهُناك " ، لكنَ طريقنا العتيد هذا ، يصحُ فيهِ القَول أنهُ عبارة عن ( حُفَر وطّسات فيه بعض الشارع هُنا وهناك ! ) .
كُنتُ أسوقُ وأبدي تَذّمُري كُلّما إضطرَرْتُ للنزول في حُفرة ، إذ لا أستطيع تفاديها لأن هنالك سيارات قادمة و " الشارع " ضّيِق أصلاً .. ولكن الذي أزعَجني أكثر ، ليس الحُفَر والطسّات .. بل شَماتة حمكو الجالس إلى جانِبي ، مع طيف إبتساماته الخبيثة ! . قُلتُ لهُ بعصبية :
- ألا تخجل ياحمكو ؟ تراني أكادُ أنفجِر من الغيض بسبب هذه الحُفَر اللعينة ، فتبتَسِمْ ؟ أتضحكُ فوق ذلك ؟ الذنب ليسَ ذنبك ... ذنبي أنا الذي إستمعتُ إلى إقتراحِك الأحمق بالذهاب إلى أربيل .
* على مهلك يارجُل .. لماذا أنتَ غاضِب هكذا ؟ وماذنبي أنا ؟ هاكَ إشرب قليلاً من الماء وإستهدي بالله .. ألا ترى بأنَ العملَ جارٍ على قدمٍ وساق .. أنظُر أن عمال ومهندسي هذه الشركة ، يعملون حتى في هذا الجو المُمطِر ، من أجل الإسراع بإنجاز الشارع الجديد . ألَمْ تزعل مني قبل فترة وإتَهَمْتَني بأنني أتذمّر وأنتقد الاوضاع دائِماً ؟ .. ها أنتَ تفعل ذلك .. أنها مُجّرد طّساتٍ بسيطة يارجُل .
- طّسات بسيطة ؟ أتُسّمي هذهِ الحُفَر والتكسُرات والإنبعاجات .. بسيطة ؟ ... نعم أن شركة المقاولات تعمل حقاً .. ولكن ألَم يكُن من الضروري عمل تحويلات معقولة قبل البدء أصلاً ؟ وإعفاءنا من هذا التعذيب ؟ .. الذي يغيضني هو ان جميع المواد التي تُستَخدَم في أعمال التبليط وصيانة الطُرُق ، مُتوَفِرة مَحلِياً ولا تُستَورَد .. ومِئات المهندسين والفنيين مُتكدسين في مديريات ودوائر الطُرق والجسور وتفرعاتها وحتى هنالك مكائن كافية ... لا أفهمُ لماذا شوارعنا بائِسة إلى هذه الدرجة ؟
* ماذا دهاكَ يارجُل ؟ هل تُلَمِح إلى تقصير الحكومةِ لا سامحَ الله ! . ألا تأخُذ بنظر الإعتبار الظروف الإستثنائية التي مررنا بها منذ 2014 وتهديد داعش ، وفوق ذلك قطع الحكومة الإتحادية لحصتنا من الموازنة ، والأزمة الإقتصادية والمالية الحادة الناتجة عن إنخفاض سعر النفط ؟ هل كُنتَ تريد أن تقوم الحكومة بتبليط الشوارع وصيانتها ، بدلاً من الوقوف بوجه هجمات وتهديدات داعش ؟
- واللهِ ياحمكو .. أشعرُ وكأنكَ تتعمدُ إثارة غضبي وكأنما تنتقمُ مِنّي لأنني إنتقَدْتُكَ قبل فترة ... يالكَ من رفيقِ سَفرٍ مُريح ! . بما أنني أمتلِكُ صديقاً مِثلكَ فلستُ بحاجةٍ لِعَدو ! .
في تلك اللحظة مَرَقتْ سيارة مُسرِعة على حُفرةٍ مليئةٍ بمياه المطر ، فرّشَتْ وَحْلاً مُعتَبَراً على واجهة سيارتنا .. فلعنتُ سنسفيل أجداد السائِق .. ولمحتُ حمكو الذي كان يكظمُ ضحكةً مكتومة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة