الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفاق اليوم .. و الكيل بمكيالين

حسن كعيد الدراجي

2019 / 4 / 30
حقوق الانسان


اقول والعهدة على الذاكرة ... في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم ، قام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين بجولة تفقدية في ناحية اللطيفية التي تتبع محافظة بغداد جغرافيا ، وقد زار خلالها منطقة مشروع اللطيفية الزراعي ، وكعادة الناس في تلك الايام المبالغة في إستقبال المسؤول والإفراط في الترحيب به ، والاسراف في الهتافات بحياته ، فما بالك اذا كان الزائر هو صدام حسين نفسه بدمه ولحمه ، فقد خرجت الناس عن بكرة ابيها الى حيث موكب (القائد الضرورة ) ، تجمعوا .. واحتشدوا ، ثم تزاحموا ..وتدافعوا ، وتعالت الهتافات بأسم القائد ، وبأسم القادسية ، وكانت القادسية آنذاك لا تزال مراهقة او هي في ريعان شبابها وبواكير حيويتها ، وكان من ضمن من توافدوا على المكان إمرأة ريفية طاعنة في السن ، ويبدو من خلال حماسها وإصرارها على الوصول الى حيث يقف صدام حسين ، انها أرادت ان تعرض مشكلتها في حضرة الرئيس ؛ الا إن خط الحماية الاول حال دونها ودون تحقيق أمنيتها .. وهنا تطوع ( عبد الزهرة / الرفيق الحزبي ومعلم مدرسة مشروع اللطيفية ) ظنا منه إن صفته الحزبية تمنحه حق التفاهم مع حماية الرئيس ؛ حيث طلب السماح للعجوز بالوصول لصدام حسين لعرض واقع حالها امامه ...لقد كان رد الحماية سريعا جدا بتوجيه سيل من اللكمات الى الرفيق ( عبد الزهرة ) ورميه مكبل اليدين في احىدى سيارات الحماية ..وفي طريق عودة الموكب الرئاسي الى بغداد أودع عبد الزهرة موقوفا في مقر نقابة المعلمين فرع المحمودية ، ولم يطلق سراحه الا بعد ثلاثة ايام ؛ حين تذكر احد افراد الحماية تلك الواقعة ..وخلال حكم صدام حسين الذي ناف على ثلاثة عقود من الزمن ، لم أجد من يوجّه اللوم الى افراد الحماية خلال مثل هذه الحوادث المتكررة ، بل ان كل اللوم يتجه صوب صدام حسين ؛ هو الظالم .. المستبد ..الدكتاتور ..المجرم ...اما اليوم فقد تغير اتجاه بوصلة الاتهام نحو حمايات المسؤولين وتبرئة المسؤول نفسه من كل التبعات ..لقد حصلت اعتداءات سافرة على مواطنين وصحفيين وموظفين وشرطة مرور ، والمدهش في الامر هو ان بعض المنافقين من الصحفيين وانصاف المثقفين ينصبون انفسهم مدافعين عن الوزير او المسؤول ، ففي اعتداء سافر من قبل حماية وزير في الحكومة بحق رجل اعلامي ، نرى احد الصحفيين يسخر نفسه للدفاع عن الوزير ، الصحفي المنافق قدم لنا مدحا وتعريفا بالسيد الوزير مستعرضا التاريخ ( المشرف )لإهله وعشيرته وإنه لا يتحمل مسؤولية ما حصل للمواطن المعتدى عليه ....الى متى نبقى نكيل بمكيالين ، والى متى يظل النفاق والدجل يصلي بنا صلاة التراويح ...سلاما لك عبد الزهرة ( العراقي ) ، فحمايات الامس وحمايات اليوم لا تزال تؤدي مهماتها ( بتفاني ) و ( إخلاص ) ..












ع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل