الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسونامي مع في وعاطفي 2

حسين عجيب

2019 / 5 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تسونامي معرفي وعاطفي 2
( فكرة اللانهاية المتعددة ، مع علاقات الكم والنوع )
1
في نصوص سابقة عديدة ناقشت فكرة المنطق التعددي ، منطق العلم والمستقبل ، بالمقارنة مع المنطق الثنائي المشترك _ الدغمائي غالبا _ والسائد عالميا ، في مختلف العلاقات الدولية ... حتى الحقوقية والعلمية منها أيضا للأسف الشديد .
ما يزال المنطق الثنائي محور الفلسفة والآداب والفنون بغالبيتها المطلقة ، أيضا للأسف .
مثال نموذجي للمنطق الثنائي : تقسيم الواقع إلى مستويين فقط :
1 _ الوجود بالقوة .
2 _ الوجود بالفعل .
وقد شرحت بشكل تفصيلي ، أنه بعد إضافة البعد الثالث 3 _ الوجود بالأثر يتغير كل شيء .
فتتوضح الصورة ، وخصوصا اتجاه الزمن ، المعاكس لاتجاه الحياة : من الوجود بالقوة ، إلى الوجود بالفعل ، وأخيرا الوجود بالأثر والماضي ، حيث التاريخ والآثار والذكريات والأحداث المتنوعة والمختلفة بلا استثناء....تبتعد كل يوم أكثر من سابقه في الماضي أبعد ، فأبعد .
....
بعد ذلك ، بعد فهم اتجاه الزمن الحقيقي ، تبرز أسئلة وتصورات جديدة ومتنوعة !؟
المستوى الأول أو المرحلة الأولى :
التحول من المستقبل إلى الحاضر ، يحدث صدفة من بين احتمالات مجهولة بطبيعتها .
وهو الموضوع المحوري لفيزياء الكم ، حيث النتائج احتمالية وتتغير من تجربة لأخرى ، بصرف النظر عن شخصية المجرب . بعبارة ثانية ، موضوع فيزياء الكم التحول من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل ....العلاقات داخل نواة الذرة وجزيئاتها الأصغر .
المرحلة الثانية تختلف بشكل نوعي عن الأولى : الحاضر والموجود بالفعل يتحول إلى الماضي والوجود بالأثر فقط . التحول في المستوى الثاني يحدث بشكل تكرار ثابت ، ويقبل الملاحظة والتعميم والاختبار بدون استثناء . وهو الموضوع الثابت لعلم الفلك ، الذي موضوعه الماضي البعيد للمجرات والنجوم ، وهو ثابت بطبيعته كونه مجرد صورة عن الماضي . بعبارة ثانية ، الوجود بالأثر ثابت لا يمكن تغييره بشكل فعلي .
المستقبل بداية ، والحاضر علاقة تفاعل ثابتة ، نتيجتها الماضي الجديد _ الذي يتشكل للتو ؟!
ومن البديهي أن يكون السؤال : هل ينقص المستقبل والحاضر ؟!
طالما أنه دائم التحول إلى الماضي .
وتساؤل آخر أيضا ، هل يتزايد الماضي على حساب المستقبل والحاضر ؟!
لكن اتجاه الحياة المعاكس بطبيعته لاتجاه الزمن ، يعقد الصورة أكثر ... حيث اتجاه الحياة الثابت : من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل.
....
ويبرز سؤال جديد عبر هذا المنظور ؟
هل الكون نظام مغلق ، أم مفتوح ، أم أنه شكل جديد ، يختلف عن تصوراتنا كليا ؟؟!
شخصيا أرجح الاحتمال الثالث ، أن يكون الكون نظاما مختلفا عن بقية النظم المعروفة حاليا ، وربما بساطته تفوق التصور !
لكن مثل هذه الأفكار ، هي في عهدة المستقبل ، ولا نملك في الوقت الحاضر سوى الاستنتاج والتخيل ضمن الحدود المنطقية .
....
2
ما الذي يحدث بعدما نفقد فكرة ، كانت قبل لحظات واضحة تماما في الذهن والوعي ، لكن الذاكرة لم تسجلها ....بسبب حدث ، أو مثير مفاجئ أو لاختلافها النوعي عن غيرها .
ونعرف بحكم التجربة المتكررة ، أنها ضاعت إلى الأبد .
هذه الحلقة المفقودة بين الفكر والشعور والانتباه والسلوك ، أو بين العقل والجسد ، ما تزال شبه مجهولة .
وأدعوك إلى التفكير الهادئ بها ، وتأملها.... العلاقة بينهم محور هذا النص مع الحلقات القادمة
....
ظاهرة زايجارنك ، تلقي بعض الضوء على تلك الخبرة
عندما نكون في جلسة حوار ، ويتحدث أحد الحضور عن فكرة ، ولدينا ملاحظات إيجابية أو سلبية ، يمكننا عادة أن ننتظر دورنا في الكلام ( دون أن ننسى ما نريد قوله ) ، وهذا على العكس من النسيان الفجائي في الفقرة السابقة .
ظاهرة زايجارنك موجودة في موسوعة الدكتور عبد المنعم الحفني _ وله الفضل السابق واللاحق لكثير من الأفكار التي ترد خلال كتابتي _ وهي تلقي الضوء على الذاكرة والخيال أيضا ، وتفتح الأفق على تصورات جديدة ، ومدهشة .
3
ما هي اللانهاية ؟!
مجرد كلمة أو عبارة تصف المجهول .
وطالما أن لا أحد يعرفها ، أو يمكنه اثباتها بشكل تجريبي أو حتى منطقي ، لا توجد كلمة أو فكرة تحددها بالفعل .
يشبهها المجهول ، المطلق ، البداية الأولى ، النهاية الأخيرة ....وغيرها .
لكن في ذلك مغالطة ثنائية ، لغوية وفكرية بالتزامن .
في حالة الفرد ، امرأة أو رجل أو طفل _ة ، عادة ما تكون الحدود واضحة بين المعلوم والمجهول ، أيضا بين المحسوس ( ما يوجد ضمن مجال الحواس وفي عتبتيها الدنيا والعليا بالتحديد ) وبين غير المحسوس أو المجازي .
تحتاج الفكرة إلى بعض التأمل ...
لكن ، ومع عدم إمكانية تحديد اللانهاية بشكل لغوي وفكري ، كلنا نعرفها ونفهمها ؟
مثال الزمن ، لكن الأكثر وضوحا اللانهايات المتعددة !؟
....
اللانهايات المتعددة ، تلاعب بالألفاظ ومغالطات ضمنية ومضمرة أم حقيقة ؟!
بعمر 59 فهمت فكرة اللانهايات المتعددة ، أيضا وجود لانهاية أكبر أو أصغر من سواها ، والظريف في الأمر كان ذلك من خلال فيلم أجنبي ، وبفضله !؟
والمثال من الفيلم نفسه : بين الرقمين 0 و 1 عدد لا نهائي من الأرقام أو لانهاية1 .
أيضا بين الرقمين 0 و 2 عدد لا نهائي من الأرقام أو لانهاية2 .
والآن ، بشكل بديهي ، اللانهاية 2 أكبر من اللانهاية 1 .
بالنسبة لي حدثت إضاءة عقلية مزدوجة ، في الذاكرة والخيال ....
تسونامي معرفي وعاطفي بالفعل ، وهذا ما أرغب بنقله إليك ....غبطة المعرفة الجديدة .
بعد تغيير طريقة التفكير ، تحدث ولادة جديدة بالفعل .
....
4
التحولات الكمية والنوعية ، قضية فلسفية كلاسيكية ومحورية .
بقيت بدون حل علمي ، منذ نشأتها .
والسبب بسيط جدا ، يتعذر حل معادلة من الدرجة الأولى بمجهولين .
بعبارة ثانية ، المنطق الثنائي لا يكفي لتفسير سلوك وخبرات الانسان المعاصر .
توجد فكرة كلاسيكية أيضا ، وهي جدلية بطبيعتها : الرشوة والهدية .
تشبه الشكل والمضمون أو هنا وهناك أو الداخل والخارج وبقية الثنائيات الجدلية .
يتعذر حلها في دولة فاشلة ومجتمع قديم ( كل مجتمع قديم عنصري بطبيعته ) .
بينما في الدولة الحديثة استبدل المنطق الثنائي بالمنطق العملي والتعددي ، الواضح بطبيعته .
وهذه الفكرة ناقشتها سابقا ، بشكل تفصيلي عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
....
سأختم مع مثال معروف ، ومبتذل ، أيضا ناقشته سابقا وأذكره باختصار شديد :
" انصر أخاك ظالما أو مظلوما ".
ضمن المنطق الثنائي ، يتعذر فهم العبارة . أو الاتفاق على معنى محدد لها .
لكن بسهولة تتضح العبارة ، بعد نقلها إلى المنطق التعددي ؟
في المنطق الثنائي لا يوجد تمييز بين الأخلاق والقيم .
في المنطق التعددي الأخلاق نظام اجتماعي ، دائري ومغلق .
بينما القيم نظام انساني ، فردي ومشترك ، تراتبي ومفتوح .
والآن بسهولة يمكن فهم العبارة : تفضيل الأخلاق على القيم .
أو تفضيل علاقات الأخوة والقرابة ، وهي من ضمن النظام الأخلاقي ، على القيم .
العدالة والمساواة وتوحيد المعايير ، هي من القيم الإنسانية ( الفردية والمشتركة ) الأساسية .
....
ملحق 1
توجد حقيقتان في حياة الانسان المعاصر ، الأولى حقيقة منطقية وعلمية _ محددة بدقة ووضوح _ وهي ثانوية بطبيعتها ، والثانية عاطفية وشعورية غامضة ولا محدودة .
الحقيقة المنطقية يمثلها الفكر واللغة .
بينما الحقيقة الشعورية والعاطفية هي نحن .... أنت وأنا .
يوجد مثال بسيط على الفكرة : هل جربت النوم مع وجود بعوضة في الغرفة !؟
....
ملحق 2
يمكن الآن ، بعد فهم طبيعة الحاضر ، إعادة طرح السؤال المركزي عند هايدغر :
ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ، أو لا تتغير درجة أهميته مع تغير الظروف والأحوال ؟
سوف أحاول الإجابة على السؤال لاحقا ، عبر نصوص قادمة .
....
ملحق 3
لماذا لا يتغير الحاضر كميا ، مع أن التغير النوعي للحاضر ظاهرة عامة ومشتركة ؟
الحاضر لا يزيد ولا ينقص .
ربما يكون السؤال شبيها بسؤال ستيفن هوكينغ : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
لم يتغير رأيي بسؤال هوكينغ ، هو ببساطة سؤال سطحي وساذج ؟
المستقبل لم يصل بعد .
سؤالي عن الحاضر ، هو تكملة لبعض أسئلة هايدغر وهاجسه الجوهري : الحضور .
كيف يحضر الانسان بالفعل هنا _ الآن !؟
ربما يكون السؤال سطحيا ، وسخيفا بالفعل ، أو ربما يكون الخطوة الأولى لتكوين تصور جديد ؟!
للبحث تكملة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل