الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يمضي رمضان وياتي آخر !!!!

هاني محمد الميثالي
كاتب

(Hani Mohammed Almaithealy)

2019 / 5 / 3
كتابات ساخرة


يمضي رمضان وياتي آخر!!!!
رمضان اقبل فيه أجمل صفحات الوجود، ففي هذه الحياة  سَفَرٌ في الزمان، يحملنا قطار الأعمار، فإذا قطع بنا أجمل مراحل الطريق: حيث يولد النور، وتصفو الدنيا، ويسكن الكون؛ مرحلة السحر، قطعها بنا ونحن نيام لا نفتح عليها عيوننا ولا نبصر جمالها
لما قعدت أكتب واتحدث عن شهر قد اقبل علينا بالخير والرحمه لكن في رمضان صورتان لرهناك من يغفل عنه ويصبح في نهار رمضان غافل نوم لم ينتفع من رمضان غير العطش والجوع,وفي الليل القنوات الفضائية رمضانه والمسلسلات والأفلام رمضانه والأغاني والغيبة والنميمة وأنواع المحرمات رمضانه والمضيِّعون للأوقات رمضانه والفيس بوك والواتساب والإنستجرام وتويتر رمضانه عجيب من هذا الزمان اما الصوره الثانيه فصاحبهاقد حدَّد هدفه فهو يعلم ماذا يريد  من رمضان  وما هي الثمرة التي يرجو تحصيلها الذاكرين يصبح رمضان الحلو الجميل الذي يقوم فيه الناس في هدءات الأسحار وسكنات الليل، حين يرقّ الأفق وتزهر النجوم ويصفو الكون، ويتجلى الله على الوجود يعرض كنوز فضله على الناس ويفتح لهم باب رحمته، يقول جلّ وعلا: «ألا مِن مستغفر فأغفرَ له؟ ألا من سائل فأعطيَه؟»، فيسأل الطالب ويستغفر المذنب، فيُعطى السائل ويُغفر للتائب، وتتصل القلوب بالله فتحسّ بلذة لا تعدل لذاذاتُ الدنيا كلُّها ذرةً واحدة منهاثم يسمعون صوت المؤذن يمشي في جنبات الفضاء مشي الشفاء في الأجسام والطرب في القلوب، ينادي: «الصلاة خير من النوم»، فيقومون إلى الصلاة يقفون بين يدَي مصرِّف الأكوان يناجون الرحيم الرحمن، فيسري الإيمان في كل جنان، ويجري التسبيح على كل لسان، وتنزل الرحمة في كل مكان رمضان الذي ينيب فيه الناس إلى الله ويؤمّون بيوته، فتمتلئ المساجد بالمسلمين، متعبدين أو متعلمين لا متحدثين ولا نائمين، ففي كل بلد من بلاد الإسلام مساجدُ حُفَّلٌ بالعبّاد والعلماء، ليس يخلو مجلس فيها من مصلٍّ أو ذاكر، أو قارئ، ولا عقد من مدرّس أو واعظ،اماالغافلون قد ألقوا عن قلوبهم أحمال الإثم والمعصية، والغل والحسد، والشهوات والمطامع،حُرمو انفسهم الأجر في موسم الأجور,اماالفائزين
دخلوا المساجد بقلوب صفت للعبادة وسمت إلى الخير، قطعوا أسبابهم من عالم الأرض ليصلوها بعالم السماء، تفرقوا في البلدان واجتمعوا في الإيمان، وحّدتهم هذه القبلة التي يتوجهون كلهم إليها، لا عبادةً لها، فما يعبد المؤمن إلاّ الله، رمضان الذي يجمع للصائم صحة الجسم، وصحة الروح، وعظمة النفس، ورضا الله إن الصيام صحه وخيروبركه وعافيه في البدن، والصيام يصفّي الجسم ويطرح سمومه، وينفي عنه الفضلات ويبعد عنه الأمراض
رمضان الذي تتحقق فيه معاني الإنسانية وتكون المساواة بين الناس، فلا يجوع واحد ويتخم الآخر، بل يشترك الناس كلهم في الجوع وفي الشبع، غنيّهم وفقيرهم؛ فيحسّ الغني بألم الجوع ليذكره -من بعد- إذا جاءه من يقول له: "أنا جوعان"، ويعرف الفقير قيمة نعمة الله عليه حين يعلم أن الغني يشتهي -على غناه- رغيفاً من الخبز أو كأساً من الماء، ويغدو الناس كأنهم إخوة في أسرة واحدة أو رفاق في مدرسة داخلية، يفطرون جميعاً في لحظة واحدة ويمسكون جميعاً في لحظة واحدة، فتراهم المساء مسرعين إلى بيوتهم أوقائمين على مشارف دورهم أو على أبواب منازلهم، فإذا سمعوا ضربة المدفع، أو أبصروا ضوء المنارة، أو رنّ في أسماعهم صوت المؤذن، عمت الفرحة الكبار والصغار، فانطلقت وجوه الكبار، وصاح الصغار بنغمة موزونة: "أذَّنْ أذَّنْ أذَّنْ" وطاروا إلى دورهم كعصافير الروض، يرضى كلٌّ بما قُسم له ويحمد الله عليه، قد راضهم الجوع على أن يتقبلوا كل طعام، فكل طعام هو في أذواقهم -تلك الساعة- أطيب طعام فإذا فرغوا من طعامهم أمّوا المساجد فقاموا بين يدي ربهم وخالقهم صفاً واحداً، متراصّة أقدامُهم ملتحِمةً أكتافُهم، وجباهُهم جميعاً على الأرض الغني والفقير، والكبير والصغير يذلّون لله، يضعون له وجوههم عند مواطئ الأقدام، فيعطيهم الله بهذه الذلة له عزّة على الناس كلهم، فتنخفض لهم رؤوس الملوك والجبارين حتى تقع على أقدامهم، ومن ذلّ لله أعزه الله، ومن كان لله عبداً جعله الله في الدنيا سيداً، ومن كان مع الله باتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه وإتيان فرائضه واجتناب محرّماته كان الله معه بالنصر والتوفيق والغفران وبذلك ساد أجدادنا الناس، وفتحوا الأرض من مشرقها إلى مغربها، وحازوا المجد من أطرافه، وأقاموا دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل، ولا أكرم ولا أعدل,ها هو ذا رمضان ايام معدوده ويطل علينا، فإذا أردتم أن تصوموا حقاً فصوموا فيه عن الأحقاد والمآثم والشرور، كفّوا لسانكم فيه عن اللغو وغضّوا فيه أبصاركم عن الحرام، واعلموا أن من الصائمين من ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش؛ ذلك الذي يترك الطعام ويأكل بالغيبة لحوم إخوانه، ويكف عن الشراب ولكنه لا يكف عن الكذب والغش والعدوان على الناس ولقد سأل الرسولُ صلى الله عليه وسلم أصحابَه: «من المفلس؟»، قالوا: «المفلس فينا من لا مال له ولا درهم»، قال: «المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وحسنات، ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فلا يبقى له شيء»فكيف يرجو هؤلاء أن يكون لهم ثواب الصائمين وهم قد صاموا عن الطعام الحلال ولم يصوموا عن الحرام؟
اليس هورمضان الذي تَشيع فيه خِلالُ الخير ويعم الحب والوئام، فإذا أردتم أن تصوموا حقاً فصوموا عن الأحقادفإن رمضان شهر الحب والوئام، فكونوا فيه أوسع صدراً وأندى لساناً وأبعدَ عن المخاصمة والشرّ، وإذا رأيتم من نسائكم زلة في رمضان فاحتملوها، وإن وجدتم مساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادأكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله، بل ليقل أحدكم: «إني صائم».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في