الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وظيفة الصحفي وحريته

حسن رجب

2019 / 5 / 4
الصحافة والاعلام



في مناسبة اليوم العالمي للصحافة ، أعتقد ، أن جولة سريعة في مواقع نشر نسبة مؤثرة من الذين يعدون أنفسهم (صحفيين) أو متابعة بسيطة لتصريحات مترئسي وأعضاء بعض المؤسسات الصحفية من بينها النقابية ، كافية لمعرفة مدى البؤس الذي وصلت إليه هذه المهنة ، التي أصبحت لمن هب ودب .

هؤلاء الذين لا هم لهم سوى الحصول على المناصب والإمتيازات العديدة ؛ مقابل الدفاع عن أسيادهم (المقدسين) من أحزاب السلطة ، حتى لو اضطروا للوشاية بزملائهم عند ميليشيات تلك الأحزاب ضاربين عرض الحائط كل أخلاقيات المهنة والزمالة والصداقة وكل ما يمت بصلة إلى الأمور الإنسانية !

متناسين أن مهمة الصحفي الحقيقي هي دائماً نقل الحقيقة والنقد والإشارة إلى مناطق ونقاط الخلل في مفاصل الدولة والمجتمع ، لا التطبيل وكيل المدائح لهذا الحاكم أو ذاك المسؤول ، الذي يفترض أنه موظف عند الشعب ، عليه أن يؤدي عمله ممتناً لا متفضلاً ، كما يفترض أن يُحاسب في حال فشل أو قصر في وظيفته مثلما يحدث في العراق "الديمقراطي" اليوم ، الذي لايزال الحاكم أو المسؤول الفاشل الفاسد يظن أنه دائما فوق القانون ، وما الأخبار والتقارير وأحياناً الأدلة الحية على فشله وفساده إلا مؤامرات تقوم بها جهات من بينها صحفية وإعلامية ، للنيل من سيادته ، ولابد للمشاركين في هذه المؤامرات من رادع سواء كان ميليشياوياً مثلما حدث مع الكاتب علاء مشذوب الذي أغتيل في ٢ شباط ٢٠١٩ في محافظة كربلاء ، أو عشائريا مثلما حصل مع قناة آسيا التي هددتها عشيرة السيد علي العلاق بسبب برنامج تجرأ وانتقد جنابه "المقدس" أمام أنظار أجهزة الدولة الأمنية ، وسط بغداد التي إكتفت بتهدئة أفراد عشيرة السيد العلاق . الذين يبدو أن القانون الذي يجرم من يقوم أو يشارك بما يسمى "الدكة العشائرية" لا يشملهم .

في مشهد تراجيدي يرقى أن يقدم على خشبة مسرح "يتباهى" نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي في يوم الصحافة العالمي ، بعدم وجود أي صحفي سجين في قضية رأي أو نشر منذ عام 2008، وأن الصحفيين العراقيين يتمتعون بـ"حرية عالية" .

ظناً منه أن حرية الصحفي في العراق ، تكون فقط عندما يكون خارج جدران وأسوار السجون والمعتقلات ، لا تحت رحمة فوهات أسلحة العصابات والميليشيات العشائرية والحزبية التي تكاد تعد عليه أنفاسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة