الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شَطارة

امين يونس

2019 / 5 / 7
كتابات ساخرة


خال إبن عم حمكو ، شخصيةٌ ذو نفوذ ، وولائه مُطلَق للطَبَقة التي فوقه ، لكن الكثير من أفراد الفِئات التي دونه ، يبدون خضوعهم له . وإنسياقاً مع المَثَل " هنيئاً لللذي المُختار خالهُ " .. فأن أولاد عم حمكو ، يستثمرون بصورةٍ جيّدة موقع خالهم .. ويعرفون كيف يُظهرون " إحترامهم " وتبجيلهم له .. بل أنهم ، طالما دخلوا في مُشاحنات ضد كُل مَنْ تُسّوِل له نفسه ، إنتقاد خالهم أو التلميح إلى فساده .. وبالمُقابِل ، فأنهُ أي الخال ، لم يُقّصِر في ترتيب عقود سمينة لأولاد أخته ، يحصلونَ من وراءها على موارد كبيرة دون بَذل جُهدٍ يُذكَر .
المسألة وما فيها .. أن الفُرصة اُتيحتْ مِراراً لحمكو ، أن يُوّطِد علاقته مع أبناء عمه ومن خلالهم الوصول إلى خالهم المُهِم .. وتوطيد العلاقة لم يَكُن يحتاج إلا إلى القليل من المُهادَنة وبعض المُداهَنة ! . نعم ... كان يستطيع أن يستمع خلال زياراته الروتينية لبيت عمّه ، إلى أحاديثهم التي يمتدحون بها خالهم ويُصّورون جميع أفعاله وكأنها بطولات ، ويسكُت .. نعم .. لكنهُ لم يُهادِن وبدلاً من ذلك ، كان يُناقشهم ويُشّكِك بمصداقية ونزاهة الخال ، مما يُثير حفيظة أولاد عّمه .
كان يستطيع أن يُؤَيِد مايقولون ويُضيف بعض الألوان لللَوحة ويُزركشها .. لكنهُ بطبيعته الحمكوية ، لم يُداهِن .. بل حاول تسفيه أقوالهم .. ولهذا فأن حمكو لم يكُن مُرّحَباً بهِ كثيراً في تلك الأوساط .
ولأن حمكو لا يعيش منفرداً في مُجتمعٍ مُغلَق .. فأنهُ وتحت ضغط الإحتياجات اليومية الضرورية ، كثيراً مايحتاج إلى " واسطة " في دائرةٍ ما ، فيلجأ مُضطَراً إلى أبناء عّمه ، الذين لايتوانون عادةً في مُساعدته برحابة صَدر .. صحيح أنهم لايقولون ذلك مُباشرةً ، لكنهم يُشعِرونَ حمكو في كُل مُناسَبة ، بأنهم الصَح وهو في الجانب الخطأ !. ويا للسهولة التي يَحّلون بها مشاكِل حمكو ، ففي حين تعبَ المسكين من مراجعاته وعجزَ عن تمشية معاملته الروتينية الضائعة وسط متاهة البيروقراطية والفساد ، فأن إبن عمّه حينَ لجأَ إليهِ أخيراً ، قالَ لهُ بأن الأمر بسيط ، ولا يحتاج حتى للذهاب معه إلى الدائرة ، بل إتَصَل بالمُدير تلفونياً وأخبره بأن إبن عمه حمكو عنده مُعاملة بحاجة إلى تمشية ، فقال لهُ المُدير : لِيأتِ الآن وتتدّلَل أنتَ وهو ! .
يستغربُ حمكو من هذا الواقِع الغريب ... إبن عّمه أصغر منه سّناً ولا يحمل شهادة جامعية ولا يتمتع بمؤهلات تُذكَر .. فكيفَ يُخاطِب ذاك المُدير المُهم بتلك اللهجة الواثقة و " المَيانة " الواضحة ؟ وإستغربَ أكثر حين أدخلهُ مسؤول مكتب المدير بدون تأخير مع إبتسامةٍ كبيرة .. وهو نفسه الذي كان لا يرُد على تساؤلاته يوم أمس ! . المُهم أن مُعاملة حمكو إكتملَتْ خلال نصف ساعة .
ولأن حمكو يُريد أن يفهم ، فلقد سأل إبن عمّه : قُل لي بِرّبك .. إتصالٌ تلفوني قصير منك ، للمدير ، سّهَل الأمَر وفتح الأبواب الموصدة .. لا بل أن مسؤول المكتب نهض من مكانه مُرّحِباً بي .. فما هو السِر في ذلك ؟! . قهقهَ إبن العَم وقال : حتى تعرف قَدْر إبن عمك ... ولمعلوماتك ، فأن لي أفضال كثيرة على ذاك المدير ومسؤول مكتبه كذلك ، وهُم لا يرفضونَ لي طَلَباً .
...............
زوجة حمكو قالتْ لهُ مُعاتِبةً ونادِبةً حظّها العاثِر : .. لا أدري إلى متى ستقنع بوظيفتك المتواضعة وراتبك الهزيل .. اُنظُر إلى أولاد عمّك .. ما شاء الله واحدهم أشطَر من الثاني ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با