الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111518 أهل السّريانية في الشرق على مفارق خطيرة

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111518
أهل السّريانية في الشرق على مفارق خطيرة من ضياعهم و وجودهم .مالم يتم حمايتهم بمشروع إداري سيادي خاص بهم ومتميز يقتنع به أهل الشرق والغرب على حد سواء.
هذا الرأي لايُخالف قولنا الذي قلناه علناً على الجزيرة منذ عام 2015م.في ندوة عُقدت في أستنبول .آنذاك لمعالجة المأساة السورية.
كتاب ماردين . تأليف الباحث والكاتب الفرنسي إيف ترنون Yives Ternon .ترجمة الأستاذ يوسف باريش. كنوز معلوماتية ،وتاريخية ، أغلبها يعود مرةً ثانية للظهور أمامي حيث أني كنتُ قد قرأتُ اسحق أرملة وغيره ممن جاؤوا هنا أيضا .فبعد أن استقر قلبي أن كتاب ماردين أصبح بين يدي. تراني متلهفاً لما يحتويه ،وقد تكون بعض موضوعاته قد مرتني لهذا لم أنم كعادتي حين يكون في بيتي ضيفاً أسمه الكتاب .فجئتُ على أغلبه. لولا النعاس الشديد الذي كبلني عند الفجر فنمت .صدقوني لا أعرف كيف نمتُ؟!….منذ أكثر من ألفي عام . والقومية المشرقية الأصيلة لكونها اعتنقت المسيحية ذات التوجه الأفلاطوني ،المثالي .وهي تُذبح وتُباد وتُهجر، ويغتصب القتلة حقها وأراضيها ومدنها وبلداتها وعلومها وجهودها .أجل ونعم وبلى ….وأجمل وأروع تعبير ٍ قرأته في هذا الكتاب كان حين أوجز المترجم بقوله (كانت أراضيهم وأملاكهم تُقضم ،قضماً من قبل جيرانهم الأكراد والأتراك والعرب.).وهذه حقائق للقارىء النزيه من تاريخ المنطقة وشعوبها .إنّ قوله تُقضم أراضيهم ...ليست كتابة إنشائية. وتتحقق فصولها كلّ خمسين أومئة عام. ويُهاجر من يبقى على قيد الحياة إلى غير رجعة .وآخر مآسيهم ماجرى للمسيحيين في الموصل .ومختصرها (النون الموصلية)، والهجرة من سهل نينوى الآشورية . وتصحر العراق شيئاً فشيئاً من وجودهم .بينما الجزيرة السورية هي الأخرى في طريقها للتصحر، لولا دعوات الأمل.إنّ تصحر الشرق من المكوّن السّرياني الآشوري الكلداني الماروني .لم يعد خافياً على كلّ دارس ٍ وباحثٍ يتمتع بضمير ٍ نزيه لا يتلوث بالعاطفة الهوجاء ولا بأقوال السفهاء .إنّ الواقع المشرقي أصبح يتعذر مع وضعه أن يعيش الإنسان الذي تربى على تربية تختلف عن التربية السائدة ، من هنا لا يمكن أن نُحمل الغالبية ولا الواقع كلّ نتائج المأساة وإنما على نفس المسيحية المشرقية تقع مسؤولية فهي لم تقرأ جوهرها قراءة سليمة أولاً ولم تُفعل بقول معلمها وفاديها حين قال((كلّ ماتحلوه على الأرض يكون محلولا في السماء…..)).إذا كانت التفاسير للمسيحية أن نتحول إلى ملائكة. فأقول لهؤلاء ومن يريد أن يفسر الأمور بعكس مكانتها وضرورتها .أقول لهم ياسادتي نحن بشر . ووجودنا البشري له معنىً غير الذي أنتم تفسرون ،وأجزم أننا سنخسر الدنيا والآخرة إن بقينا على عقليتنا هذه .
ونختصر وربما نصيح في وادٍ سحيق لايوجد به من يسمع نقول: الحقيقة مؤلمة التي حلّت وتحل وستحل على المسيحية المشرقية بشكل عام.
لهذا فأبناء هذا المكوّن المشرقي الأصيل والراسخ في التاريخ والجغرافيا رغم المحن..
إنهم أمام وعلى منعطفات خطيرة في وجودهم، وحقهم الشرعي والمشروع على أرض أجدادهم .وهكذا هم في المغتربات فإنهم ليسوا بأفضل حالٍ من حالهم في الأوطان.توزعتهم المعارضات السياسية والدينية والمذهبية والقروية وأضيف الإشكالية اللغوية بين أجيال هذا المكوّن المشرقي....ففي المغتربات لاتقل الصورة قتامة عما هي عليه حالهم على تراب أجدادهم. وأرى بدون أن تتم قراءة دفاترنا الدينية والدنيوية فلا قيامة بل الضياع أمامنا لهذا يجب .
1= قراءة المسيحية قراءة جديدة تتناسب مع الواقع والمتغيرات .وأن يتم التغيير في خطابها الديني الطوباوي .
2= التفكير الجدي بمسألة حقوقنا عبر التاريخ والآليات التي يمكن أن نُحافظ بها على الباقيين من شعبنا هناك وحقوقهم ،ويتم ذلك من خلال المطالبة عبر المحافل الوطنية و الدولية بحقنا الذي تم اغتصابه من قبل جيراننا على مراحل عدة يعرفها حتى الجيران أنفسهم بأن هذه القرى والضياع والبلدات هي لنا تمت تصفيتنا شيئاً فشياً من عليها بالترهيب والترغيب والشراء الخلبي .لهذا يتطلب إن أرادت المسيحية المشرقية أن تأخذ حقها ويعود إليها ولو ربعه .يتطلب منها تشكيل فرق قتالية حقيقية في المنافي. لتوظيفها في موضوع الدفاع المشروع عن الشخصية القومية والحقوق الشعبية للمكوّن الآشوري السرياني الكلداني .إنه حق تكفله الشرائع السماوية والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.نحن لاندعو في هذا القول بالإرهاب بل ندعو للدفاع عن النفس والحق المشروع المغتصب .وإذا لم يعمل شعبنا بكل تسمياته وعلى مختلف مشاربه في وضع آلية حقيقية لموضوع وجودنا في الشرق فنحن إلى زوال حتى في الغرب .إنّ من يُعارض موضوع آليات استرجاع حقوقنا المغتصبة فهو العدو الأول الذي يجب أن تتم معالجة التعامل معه أينما وجد عبر الحقل الثقافي أو السياسي أو حتى الوجودي ...إن الحق سيظهر ولو ردموا عليه جبال آرارات أو بنوا عليه آلاف القبب والديارات سيصرخ ذات يوم كما صرخ في العراق مؤخراً وأبان عن ما ظنوا بأنهم قادرون على إخفاء حقنا وحضارتنا الآشورية هناك.
اسحق قومي.
ألمانيا 9/5/2019م

ملحق :مع تحفظنا على كلّ هذه التسميات التي أود أن أدعوها بالسريانية أو الآرامية .ـــ وهذا كلام علمي يعتمد على القياس .فلو أخذنا العربية قياسنا .فقد تسمت عربية نسبة إلى يعرب بن قحطان على الرغم من معرفتنا الأكيدة بأن أهل العراق من الآشوريين والكلدان وسورية من الآراميين السريان ومصر القبطية والمغرب الأميزيغية ورغم هذا فاللغة اليوم هي العربية .لهذا نقول عن اللغة التي نسميها بالسريانية والتي هي استمراراً للغة الآرامية المنبثقة كما قلنا في بحثنا الذي قدمناه للمؤتمر الثاني للغة الآرامية السريانية الذي تبنته جامعة القاهرة للدراسات الشرقية .قلنا فيه يومها بأن السريانية هي جهد بشري يمتد إلى الأكادية عبر الكتابة المسمارية ، فاللغة الفينيقية الكنعانية والسينائية .وأما إذا سماها الإخوة الذين عاشوا ويعيشون في العراق اليوم باللغة الآشورية .هنا أتحفظ على التسمية بالآشورية لكون الأبجدية الآرامية السريانية ليست أكادية وليست فينيقية بل لها شخصية مستقلة منذ مايُقارب ثلاثة آلاف عام .أجل هناك لغة أشورية التي كانت أكادية وتطورت عبر الزمن موجودة في المتاحف ببرلين وباريس.أما مايتحدث به شعبنا الآشوري اليوم فهي لغة سريانية بلهجة عراقية أو إيرانية . فاللغة ليست موضوعنا ـــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب