الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الاجيال

ياسر علاء

2019 / 5 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


إن الرخاء يولد رجال ضعفاء ، و الرجال الضعفاء يسببون الازمة ، و الازمة تنتج رجالا اقوياء ، و الرجال الاقوياء يسببون الرخاء ، و هكذا .
هذه هي باختصار دورة الامم التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته .
و كشاب من جيل التسعينات ، قد تعرضت مرارا الى سؤال تعرض له اغلب ابناء جيلي ، ذاك السؤال الذي يُطرح علينا عادة بنبرة استهزاء ( كيف ستبنون البلد و انتم بهذه التفاهة ) .
و بالطبع ، إن السؤال هذا يطرح من كبار السن ، في كل مرة أتعرض بها الى هذا السؤال ، لم اكن اجد جوابا .
بداية الامر ، لا اعرف ما هي انجازات من طرح عليّ السؤال ، فهو من جيل قد قاد البلد و سلمنا اياه ترابا ، فلم يقوموا بثورة مثلا ، او لم يحصل احدهم على جائزة نوبل في اي مجال ، لم يبنوا فريق كرة قدم يهابه المنافسين ، لم يبدعوا في قطاع السينما او المسرح و الثقافة، تبا ، ان اجيالهم تحكم منذ ستة عشر عاما و لم تستطع حتى ان تحل مشكلة زحام تقاطع جامعة بغداد المروري ! .
و قد تعتقد ان المشكلة ليست في اجيالهم و انما لان الحكام فاسدين ، و هذا الاعتقاد لا يكاد ان يكون اكثر من ضحك على ذقنك لسببين ، اولا لان هؤلاء الحكام من نفس الاجيال التي تعتبر نقطة سوداء في تأريخ العراق ، و ثانيا و الاهم ، ان المدراء العامين الذين يعدون بآلاف هم من نفس الجيل الذي سحق هذا البلد .
مشكلة زحام جامعة بغداد ليست سوى شاهد على مدى فشل هذه الاجيال ، او هذين الجيلين بالتحديد ، الاربعينيات و الخمسينيات .
الذين اعتادوا ان يصفقوا للحاكم ، و حالما يمسكون موضع سلطة ، يعيثون بالارض فسادا .
ان هذين الجيلين بالتحديد لم يكونا سوى تركة ثقيلة على كاهل هذا البلد ، فلم يمثلوا ولو اضافة صغيرة مفيدة في المجتمع الذي عاشوا فيه ، و حتى دفاعهم و انضمامهم الى الجيش ابان حرب ايران ، قد حدث لانهم كانوا مرغمين على ذلك من قبل السلطة الحاكمة . انني لا اذكر لهم محاسنهم لانني لا اعرف شيئا جيدا قد فعلوه .
ان الفساد الذي ينخر المؤسسات الان يتجسد في اشخاصا كبار السن و هم على وشك التقاعد .
افة الفساد تتجسد في من تبوء المناصب العليا في الدوائر الحكومية ، و اما اصحاب المناصب في الشركات الخاصة و القطاع الخاص ، فقد عبروا مرحلة الفساد الاداري و الرشوى و وصل بهم الامر الى الفساد الاخلاقي و ابتزاز الموظفات و التحرش بهن .
و انني هنا لا اريد ان اعرج على الحالة الفكرية الضحلة و الجهل المتواجد في رؤوس عناصر هذين الجيلين ، لان بإمكاني ان اكتب كتاب من عشر مجلدات عن هذا الامر و لن يسعني مقالا له .
ماذا تريد من أناس يعتقدون ان تسريحة شعر مراهق في السادسة عشر من عمره ستتسبب في ان يكون مخنثا !
هذين الجيلين مجردين من اي طموحات للوصول الى قمم الجبال ، انني اعرف قصصا لشبانا مثلي قد حرموا من الفن و الرياضة و الاعمال الحرة لان اهاليهم يعتقدون ان التعيين الحكومي و الشهادة لهو اضمن لهم من هراء كرة القدم ، و التي يتقاضى لاعبوها اليوم رواتبا شهرية تعادل ما يتقاضاه الموظف طول عمره ، هذا في حال كان الشخص محظوظا و وجد وظيفة.
لاسباب كونية و فلسفية عميقة ، هذا البلد سيبنى و ينهض بشبان جيل التسعينيات الذين لم يصفقوا لحاكم قط .
و ان تسريحة الشعر و الملابس التي يسخر منها ذوي العقول الضحلة لهي ارحم من تفاهة اجيالهم حينما كانوا شبانا .
ان انجحهم كان زير نساء ابان شبابه .
لذايا صديقي الشاب ، حينما تتعرض لهذا السؤال مرة اخرى ، فقط ابتسم و اجب ب ( لا أعلم كيف سنبني البلد ، و لكن تأكد من انه لن يكون اسوء مما فعلتموه انتم ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير