الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالح الأمن القومي الأمريكي

جنات حرات
(Djennat Harrat)

2019 / 5 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


1- المصلحة الاولى والملحة المتعلقة بالبقاء وتشمل الوجود المادي للولايات المتحدة وحلفائها، وضمان أرواح المواطنين ونمط الأداء الاقتصادي، وتأمين المنشآت الأساسية، فاذا تعرضت هذه المصالح للخطر فان الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة العسكرية. (1) فأمريكا هنا لا يهمها سوى المصلحة الذاتية، وهذا انطلاقا من النزعة البراغماتية، فالمصالح الأمريكية قبل كل شيء، لذلك حمايتها هي الأهم في السياسة، وهنا كما تم ذكره، فإن المصالح الامريكية تشمل الاستقرار الاقتصادي لأمريكا وحلفائها، وكذا سلامة المواطنين والمنشآت، وأي تهديد، بل وأي إحتمال يمكن اعتباره تهديد، يجعل من الولايات المتحدة تتحرك في الحلة العسكرية مستخدمة القوة والسلاح في إبادة وإزالة هذا الخطر المن الوجود.
2- المصلحة الثانية هي المصالح المهمة التي لا تؤثر في البقاء المادي للولايات المتحدة، لكنها تؤثر في نمط الرفاهية وطبيعة العالم التي تتأثر الولايات المتحدة به ويشمل المناطق التي توجد بها مصالح اقتصادية أمريكية مقدرة او التزامات للحلفاء، كما ان الاضطرابات والأزمات التي يمكن ان تؤدي الى تدفق كبير للاجئين تدخل في هذه الدرجة من المصالح. (2) ربما هذه الملحة أقل درجة في الأهمية من المصلحة الملحة والتي تم تصنيفها على هرم المصالح، الا ان هذه المرحلة أيضا على قدر من الأهمية كبير، فالرفاهية بالنسبة للشعب الأمريكي أم مهم، كما ان المناطق التي بها مصالح اقتصادية لأمريكا او حلفائها بالغة الأهمية من حيث دعم الرفاهية أولا وكذا استقرار الاقتصاد الذي يعتبر مصلحة ملحة، أي ان المصلحة الثانية ترتبط بالمصلحة الأولى بطريقة او بأخرى.
3- اما المصلحة الثالثة فهي ما يعرف بالمصالح الإنسانية، وهنا قد تتحرك الولايات المتحدة بدافع قيمها مثل المساعدة في الكوارث الطبيعية او قضايا حقوق الانسان او نشر الديمقراطية.(3) ولعلى من البديهي جدا ان ندرك بعقل متفطن، يفهم جيدا أبعاد السياسة الامريكية، ان هذه المصلحة الإنسانية ما هي الا تمويه، او لنقل غلاف، او لنقل حجة، فقط من اجل الهيمنة، فقط من اجل إعطاء الحق لنفسها في التدخل في الآخر، وربما الشيء الجدير بالذكر هنا ان المصلحة الإنسانية تهدف في حد ذاتها الى غاية عميقة في السياسة الخارجية الا وهي تخدير العقل العالمي، فعندما تلبس أمريكا ثوب الانسان الفاضل ستصبح قدوة، لذلك ليس من الغريب ان تجد بعض الدول عند كل ضيق تركض نحو أمريكا طالبة المساعدة، كانت مالية او سياسية، كما ان القوة العسكرية لا غنى عنها في السياسة الأميركية لمنع مختلف التهديدات وهذا ما عبر عنه تقرير استراتيجية الامن القومي الأمريكي الصادر عن البيت الأبيض بفبراير 1996: " انه متى تهدد الامن القومي الأمريكي فان الإدارة الامريكية ستلجأ الى استخدام الدبلوماسية عندما تستطيع، في حين انها ستستخدم استراتيجياتها العسكرية عندما يجب عليها ذلك، وانها ستعمل مع الاخرين عندما تستطيع، الا انها ستعمل بشكل منفرد عندما يجب عليها ذلك. (4)

--------------------
1- باهر مردان: الاستراتيجية الأمريكية الأهداف والوسائل والمؤسسات، مرجع سابق، ص10.
2 - نفسه ، ص 10.
3 - نفسه ، ص10.
4 - نفسه، ص 26.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست