الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فؤاد عارف دراسته العسكرية ونشاطه العسكري حتى عام 1936 ج 1

سعد سوسه

2019 / 5 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اعداد الدكتور : سعد سوسه
دخل فؤاد عارف في الأول من أيلول عام 1928 المدرسة (الكلية) العسكرية : تأسست في الأول من نيسان عام 1921، ونظمت على غرار تنظيم الكلية العسكرية الملكية في (ساند هورست sand hurest)، ولكنها ألغيت في الثالث من كانون الثاني عام 1923 بناءً على توصيات اللجنة المالية، ثم أعيد فتحها في الأول من نيسان عام 1924 باسم (المدرسة الحربية)، وبدلت التسمية بعد مدة قصيرة بالمدرسة العسكرية ثم أضيفت إليها كلمة الملكية، المدرسة العسكرية: تأسست في الأول من نيسان عام 1921، ونظمت على غرار تنظيم الكلية العسكرية الملكية في (ساند هورست sand hurest)، ولكنها ألغيت في الثالث من كانون الثاني عام 1923 بناءً على توصيات اللجنة المالية، ثم أعيد فتحها في الأول من نيسان عام 1924 باسم (المدرسة الحربية)، وبدلت التسمية بعد مدة قصيرة بالمدرسة العسكرية ثم أضيفت إليها كلمة الملكية، إذ التحق بدورتها الثامنة ضمن صف (أبناء رؤساء العشائر) أسس السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) في عام1891 مدرسة عسكرية خاصة لأبناء شيوخ العشائر في اسطنبول، لغرض كسب ولاء العشائر الدولة العثمانية، وعندما جاء الملك فيصل الأول (1921-1933) أمر بافتتاح دراسة خاصة في المدرسة العسكرية يقبل فيها أبناء العشائر، على نمط ما كان أيام السلطان عبد الحميد الثاني، وتجدر الإشارة إلى أن فيصل الأول استفاد من هذا النظام عندما قبل ابنه غازي في المدرسة العسكرية ضمن دورة أبناء العشائر أسس السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) في عام1891 مدرسة عسكرية خاصة لأبناء شيوخ العشائر في اسطنبول، لغرض كسب ولاء العشائر الدولة العثمانية، وعندما جاء الملك فيصل الأول (1921-1933) أمر بافتتاح دراسة خاصة في المدرسة العسكرية يقبل فيها أبناء العشائر، على نمط ما كان أيام السلطان عبد الحميد الثاني، وتجدر الإشارة إلى أن فيصل الأول استفاد من هذا النظام عندما قبل ابنه غازي في المدرسة العسكرية ضمن دورة أبناء العشائر.، وذلك لان نظام الدراسة في المدرسة العسكرية في ذلك الوقت، كان يقسم على ثلاثة أقسام وضع التقسيم الدراسي للمدرسة العسكرية وزير الدفاع آنذاك نوري السعيد ، القسم الأول كان مخصصاً للطلبة الذين اجتازوا الدراسة الثانوية والثاني للذين أكملوا الدراسة الابتدائية ودرسوا في صف أو صفين في الدراسة المتوسطة، أمَّا القسم الثالث فكان يعرف بفئة أبناء رؤساء العشائر، ويقبل فيه الطلبة الذين يعرفون القراءة والكتابة، وللقبول فيه يشترط أن يكون المتقدم قد اجتاز مرحلة دراسية معينة، ولما كانت شروط القبول في القسمين الأول والثاني لا تنطبق على فؤاد عارف، فانه قبل في القسم الثالث فئة أبناء رؤساء العشائرمن حسن حظ فؤاد عارف انه غير تاريخ ولادته من عام1913 إلى 1912، فأصبح بإمكانه دخول المدرسة العسكرية، إذ اعترض رئيس الوزراء توفيق السويدي على نظام أبناء العشائر، لأنه كان يعتقد بعدم صلاحية وضعف قدرة المقبولين ضمن فئة (أبناء العشائر)، وأخذت وزارة الدفاع برأيه، فلم يقبل بالدورة اللاحقة (دورة عام1929) ضمن تلك الفئة، ماعدا من كان ابنا لشيخ عشيرة حقيقية وأكمل الدراسة المتوسطة من حسن حظ فؤاد عارف انه غير تاريخ ولادته من عام1913 إلى 1912، فأصبح بإمكانه دخول المدرسة العسكرية، إذ اعترض رئيس الوزراء توفيق السويدي على نظام أبناء العشائر، لأنه كان يعتقد بعدم صلاحية وضعف قدرة المقبولين ضمن فئة (أبناء العشائر)، وأخذت وزارة الدفاع برأيه، فلم يقبل بالدورة اللاحقة (دورة عام1929) ضمن تلك الفئة، ماعدا من كان ابنا لشيخ عشيرة حقيقية وأكمل الدراسة المتوسطة ، لأنه ينتمي إلى عائلة ذات مكانة دينية واجتماعية مرموقة ، وكان لـكل من (محمد أمين زكي) محمد أمين زكي: ولد في السليمانية عام 1880، تخرج في الكلية الحربية في اسطنبول عام 1902، ثم تخرج في كلية الأركان عام 1904، أصبح آمرا للمدرسة العسكرية في عام1925، تولى مناصب وزارية عدة بين عامي (1925-1943)، كما كان نائبا في مجلس النواب أيضا، له العديد من المؤلفات باللغتين الكردية والتركية، توفي في السليمانية في العاشر من تموز عام1948. و(توفيق وهبي) توفيق وهبي: وزير عراقي وأديب كردي، ولد في السليمانية في عام1889، تخرج في الكلية العسكرية في اسطنبول عام 1908، أصبح آمرا للمدرسة العسكرية في السادس عشر من تموز عام 1925خلفا لمحمد أمين زكي، تولى مناصب إدارية ووزارية عدة ، كما اصبح عضوا في المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1948و غادر إلى لندن بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، توفي في لندن في الخامس من كانون الثاني عام 1984 ودفن في السليمانية، له مؤلفات ومقالات عدة باللغات العربية والكردية والتركية والإنكليزية دور مهم في قبول فؤاد عارف في المدرسة العسكرية .
شكلت المدرسة العسكرية انعطافه مهمة في حياة فؤاد عارف، وذلك لحبه للحياة العسكرية، متأثراً في ذلك بخاله ماجد مصطفى، فهو يعتقد أن حياة الجيش - بكل ما فيها من قسوة ومشقة- هي المهنة المناسبة لشخصيته، و أكد ذلك موضحا (... لو عادت عجلة الزمان إلى الوراء، وخيرت من جديد لما اخترت غير الحياة العسكرية ) ، ويبدو أن ما تمتع به من صفات شخصية جعلته يفضل العمل في صفوف الجيش دون غيرها من المجالات الأخرى، إذ تميزت شخصيته بالجرأة والشجاعة اللتين أكدتهما الكثير من المواقف التي صادفته في حياته، في سن صباه وشبابه ، ناهيك عن تأثره بالبيئة التي نشأ فيها كما ذكرنا سابقا، إذ كان لها دور في اختياره للحياة العسكرية.
واظهر فؤاد عارف في المدرسة العسكرية ميلا واضحا نحو الجوانب العلمية، ولعل ذلك يعود إلى شعوره بضرورة تعويض حالة الضعف التي كان يعاني منها في تلك المواد بسبب عدم حصوله على تعليم منتظم في المدارس النظامية ، كما كان من الطلبة الجيدين في التدريب العسكري إذ تفوق على زملائه في درس تدريب الحربة والمعروف بـ(الدقيقة المجنونة) هو تدريب على كيفية استعمال الحربة والطعن بها بمهارة. وتميز في طفر الموانع والفروسية .
وعندما كان فؤاد عارف في المدرسة العسكرية اشرف على تدريبه وتدريسه عدد من المدربين والمعلمين العراقيين والبريطانيينعندما تأسست المدرسة العسكرية كان ملاكها التدريبي مكوناً من مدربين عراقيين وبريطانيين، يتكون الكادر العراقي من آمر المدرسة العسكرية وأربعة ضباط مدربين (معلمين) وضابط للإعاشة والرواتب، فيما يتكون الكادر البريطاني من مدير (ناظر) ومعاونه وخمسة ضباط مدربين، وعشرة ضباط صف مدربين ، وكان من ابرز الضباط العراقيين الذين كانوا يدرسون ويربون في المدرسة العسكرية آنذاك(كامل شبيب) ولد في عام 1895، عمل ملازما في الجيشين العثماني والعربي في سوريا، التحق بالجيش العراقي منذ تأسيسه، وهو من الضباط القوميين العرب واحد قادة انتفاضة عام 1941 في العراق. الذي كان يشغل منصب مساعد آمر المدرسة في عام 1928، وكذلك (محمود سلمان) محمود سلمان: ولد في بغداد عام 1898، عمل ملازما في الجيشين العثماني والعربي في سوريا، التحق بالجيش العراقي بعد تأسيسه بأربع سنوات، وهو من الضباط القوميين العرب أيضا، ومن قادة انتفاضة عام 1941. ولمزيد من التفاصيل ينظر: رحيم عبد الحسين عباس، محمود سلمان ودوره السياسي والعسكري في العراق حتى عام1942، الذي كان مساعدا لآمر المدرسة أيضا ومدربا للفروسية فيها عام 1930، أما وجود بريطانيين ضمن هيئة التدريب العسكري في المدرسة العسكرية، فكان الغرض منه بناء الجيش العراقي وفق نظم وأساليب الجيش البريطاني .
كان عدد تلاميذ المدرسة العسكرية قليلاً جدا، إذ لم يكن يتجاوز (70) طالباً ، وكانت المدرسة تضم قاعتين متجاورتين ينام فيهما تلاميذ المدرسة، ما أدى إلى خلق حالة من التقارب والألفة بين التلاميذ فكان فؤاد عارف ينام في القاعة نفسها التي ينام فيها الأمير غازي بن الملك فيصل الأول أوصى الملك فيصل الأول بان يعامل الأمير غازي في المدرسة العسكرية كباقي التلاميذ، دون تمييز في الدرس والمأكل والمنام، كما أمر ان لا ينادى بألقاب الإمارة ، لمدة ثلاث سنوات ماعدا السنة الأخيرة، حين نقل الأمير غازي إلى غرفة ضباط الصف، وكان فؤاد عارف وزملاؤه يجلسون على مائدة واحدة مع الأمير غازي، فتوطدت علاقته معه، واستمرت تلك العلاقة حتى بعد تخرج الأمير غازي من المدرسة العسكرية في تموز عام 1932 .
وفضلا عن الأمير غازي فقد كان لفؤاد عارف علاقات جيدة مع تلاميذ أصبح لهم فيما بعد دور واضح ومؤثر في حياة العراق السياسية، وقد كان من أبرزهم عبد الكريم قاسم دخل عبد الكريم قاسم المدرسة العسكرية في الخامس عشر من نيسان عام 1932، وكان ذلك بعد عمله في التدريس سنة واحدة ، الذي قاد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958في العراق ، والتي أسفرت عن سقوط النظام الملكي، وهكذا تهيأت لفؤاد عارف فرصة الاختلاط بزملاء من مختلف المشارب والتوجهات السياسية والاجتماعية، وذلك ما اثر في تكوين شخصيته وحياته الوظيفية فيما بعد .
تخرج فؤاد عارف في المدرسة العسكرية في الخامس عشر من نيسان عام 1934، برتبة ملازم ثانٍ، وبموجب الإدارة الملكية رقم (115) والصادرة في الثامن من شباط من العام نفسه ، ومن ثم التحق بمنصب آمر فصيل في الفوج السابع (الانموذجي) في كركوك ، وبراتب قدره (17) ديناراً عراقي، واستمر بمنصبه هذا لغاية السابع عشر من شباط عام 1935.
وهكذا فان فؤاد عارف قضى في المدرسة العسكرية خمس سنوات وسبعة أشهر وأربعة عشر يوما من عمره، استطاع أن يحقق طموحه بالعمل في إطار الحياة العسكرية، كما تعرف على العديد من الزملاء الذين كان لهم أثرٌ واضحٌ في رسم وتغيير الأوضاع السياسية في العراق فيما بعد، والتي سيكون له دور فيها أيضا.
دفعت الاضطرابات الداخلية التي حدثت في بعض مناطق العراق بين عامي (1935-1936)، الحكومة العراقية إلى اللجوء للجيش لغرض القضاء على تلك الاضطرابات ، لاسيما حركة (خليل خوشوي) خليل خوشوي: زعيم عشيرة مزوري الكردية، تعد حركته امتدادا لحركة الشيخ احمد البارازاني التي انتهت في عام1933، اثر صدور عفو عام عن جميع البارازانيين باستثناء خليل خوشوي، احد قادة الحركة لمسؤوليته عن الحوادث التي جرت بين عامي (1931-1933) . في منطقة كردستان العراق، فضلا عن حركات العشائر في منطقة الفرات الأوسط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا