الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الحراك الديمقراطي ضروره موضوعويه وطنيه واجتماعيه

محمود الشيخ

2019 / 5 / 12
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


منذ اقتحمت مجتمعنا ثقافة اوسلو الغريبه عن ثقافتنا ، لعبت دورا تخريبيا،استعمل الإتفاق أداه لخلق خلل ومن اجل التغير في الثقافة الوطنيه والثوريه لشعبنا الفلسطيني،ساهم ذلك اما في ابتعاد الجماهير عن حركتها الوطنيه،بعد فهمها لتلك الثقافه وزيفها،وقد حاول اصحابها من خلالها كي الوعي الفلسطيني ، ثم الكفر بدورها ادى الى انتزاع الثقة منها،وفي حامليها وناشريها،لعب ذلك دورا ليس في ادارة ظهر الجماهير للحركة الوطنيه بل الى استرخاء تلك القوىوركونها على اوسلو،وفي تراجع دورها ومكانتها واحترام الجماهير لها،وتقليص عضويتها وتكلسها،مما عمق ازمتها السياسيه والتنظيميه والفكرية ،وبشكل خاص التنظيمات التى تتبنى الفكر التقدمي وتدعي انها يساريه وتدعي تمثيلها للطبقه العامله والفئات الشعبيه،وتدافع عن الديمقراطيه،،حتى باتت الفردية اسبلوبا ثابتا في سلطة اتخاذ القرار في السياسة الفلسطينيه وكأن لا شريك لصناع السياسية الفلسطينيه في اتخاذ القرار السياسي،فلم يعد هناك شريك فعلي لهم كونهم اصلا لا يؤمنون بالشراكه الوطنيه في طبيعتهم بدليل سيطرتهم الكليه على اجهزة السلطه مدنية وامنيه، مهملين ومهمشين من يدعون انهم شركاء لهم، واصبحوا لا قيمة لهم،وهم ليسوا اكثر من برواز على حائط،ولأن ثقافة اوسلو لم تحارب منذ ولادتها بات اصحابها يحاولون فرضها على الساحة التعليميه، رغم عدم قناعة الجماهير بها كونها لا تعبر عن الروح الثورية التى نشأ عليها شعبنا لكن لم يتصدى لها احد بل تساوق معها من يعتقدون انهم شركاء في صنع القرار،وهم فعليا شركاء اسميا مستخدمين ( كديكور ) ليس الا.
ولأن هذه الثقافة اخذت مداها في خلق مجموعة من الظواهر السلبيه في مجمعتنا الفلسطيني وكونها لعبت دورا كبير في تراجع المد الثوري والوطني في البلاد منحت القوى الدينيه مبررا في زيادة قوة تأثيرها وزيادة قوتها التنظيميه ثم اكتساحها التأييد الشعبي في انتخابات المجلس التشريعي،رغم معرفة هؤلاء عن خطورة تولي القوى الدينيه زمام الحكم في السلطة الفلسطينيه وهذا ما عملت من اجله منذ نشأتها في سبعينات القرن الماضي،وتلك الجهه استغلت مساوىء الثقافة التى طرأت على ثقافتنا ووسعت تأثيرها بين الفئات الشعبية وغير الشعبيه،وبقيت القوى الأخرى تعتمد الركون على اوسلو متذيله لأصحابها،وقبلت تراجع دورها ونتيجة ذلك زاد تكسلها اغتصاب قياداتها من قبل اشخاص غدى همهم مصالحهم ،ليمنحهم فرصة استمرار وجودهم في السلطه بغض التظر ما هية قيمة مشاركتهم،ففيها منافع ماديه وغير ماديه.
ان الوضع الذى تعيشه قضيتنا تجمع كافة القوى على خطورته وما ينذر به سواء اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل او ضم الضفة الغربية الى اسرائيل،وما يعتقد البعض قد تلجأ اسرائيل الى سياسة تضييق الخناق على الناس لإجبارهم طوعا على الرحيل،وهذا بحد ذاته يشكل خطرا كبيرا على الوجود الفلسطيني،وبالرغم من اجماع الكل الفلسطيني على خطورة الأوضاع الا ان الكل لا يسعى الى وضع الألية العمليه للوقوف في وجه تلك المخاطر فحماس تعمل جاهدة للحفاظ على كيوننتها،رغم ان كافة اساليب محافظتها على تلك الكينونه مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الذى دعى الى وحدة الصف الوطني عند المخاطر
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وحماس تفرق ولا تجمع والدين يدعوا الى الإهتمام في شؤون الشعب، قال عمر بن الخطاب ( اذا تعثرت بغلة في العراق فسأسل عنها يوم القيامه) ثم عندما كان مارا وسمع اولادا في احد البيوت يبكون ترصد صوتهم ليعرف لما يبكون عرف انهم جياع فأمر بيت مال المسلمين بصرف ما تستحقه تلك العائله،ثم قال في احد خطبه (يا قوم من رأى منكم عوجا فاليقومني ) فرد عليه اعرابي ( والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا) فاين حركة حماس من عمر ابن الخطاب ومن الدين الإسلامي الذى يدعون تبنيه،ظهر ابتعادهم عن الدين في قمعهم للمتظاهرين احتجاجات (بدنا انعيش.) ثم في طريقة حكمهم قطاع غزه حكموه بالحديد والنار ،كسروا ارجل وايدي واسقطوا من طوابق مرتفعه اشخاصا حتى الموت ،وكثيره هي افعالهم المخالفه للدين،ثم انهم نقضوا الميثاق في وقوفهم ضد البلد التى فتحت ذراعيها لهم ،استنادا الى تعليمات حركة الإخوان المسلمين العالميه،وتعليمات القرضاوي،وتحالفهم مع قطر،واعتمادهم في التمويل عليها.
ثم ان حركة فتح هي الأخرى تسعى للحفاظ على سلطتها مهما كانت النتيجه،فإعتمدت سياسة الترغيب في تعاطيها مع القوى المكونه ل ( م.ت.ف) وقزمت دور تلك القوى مثلما قزمت دور الإطار التمثيلي الذى يجمعها مع تلك القوى لتبقى لسان حال السلطة التى تغولت على الكل الوطني وعلى ( م.ت.ف) وبلغ الأمر بها الى محاولة تكريس ثقافتها كمهنج تربوي في المدارس لينشأ جيل ليس له اي علاقه بثقافة المقاومه بل بثقافة اوسلو الإستسلاميه،مما يؤكد وصولنا الى مرحلة انهيار ثقافي،ورغم الحجم الهائل من الأضرار التى لحقت بقضيتنا الوطنيه من تلك الثقافة والياتها في استمرار الإحتلال وخدمة امنه واقتصاده ونكبيلها لنضال شعبنا والسلطة التى اعتبروها نواة الدوله واذا بها جزء من اليات خدمة الإحتلال وسيطرة على شعبنا وملهاة لها،واعتبارها اداة لخدمة رأس المال المالي الذى يهوى مصالحه اكثر من هواه للمصالح العليا للشعب الفلسطين،ثم كرست القبليه من خلال الإنتخابات البلديه بعد سنها قانون اجراء الإنتخابات بقوائم انتخابيه،معتبره ان المجتمع الفلسطيني مجتمع سياسي بعد ان افرغته من السياسه،وبالتالي اعتقدت ان القوى الإجتماعيه القديمه التى كانت تسيطر على المجتمع (قوة التنظيمات العشائريه) ممتى اتاح فرصة عودة العشائريه والقبليه للمجتمع وهذا حتما يساعدها على استمرار السيطره على المجتمع،كل ذلك له هدف واحد وهو اعتبار المجتممع الفلسطيني يخص الفصيل الأكبر ولذلك لا دخل لغيرها فيه،بل ان غيرها مجرد احجار شطرنج ،يلعبون فيه كما يشاؤون.
امام هذا الواقع الصعب ( المخربط ) الذى تعيشه قضيتنا نشأت فكرة التجمع الديمقراطي الفلسطيني منذ اكثر من عشرين عاما، ليكون اداة تغير ثم ذراع قوي للمقاومه يسهم بشكل فعلي في اعادة مكانة القوى الديمقراطيه على الساحة الفلسطينيه بعد ان همشت وذيلت وتوقف دورها على التمجيد والتصفيق وقبض المخصصات،واعتقدنا ان هذه القوى قد استوعبت الدرس من صراع طرفي الإنقسام على السلطه واهمالهم التفكير بالهموم الوطنيه والصراع المستعر على حقوق شعبنا الوطنيه ،ويتضح من صراعهم هذا تغليب المصالح التنظيميه على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
فمنذ اثني عشر عاما والإنقسام قائم والإحتلال يلعب دورا في اتجاهين الأول منع فتح والسلطه من تنفيذ مصالحه مع حماس ثم من جهه ثانيه تغذيته الإنقسام يرفض المصالحه او دفع حماس للتمسك به،رغم محاولات العالم لإنهائه الا ان احتلال المصلحة التنظيميه على الدرجة الأولى في برنامج تلك القوى وليس المصلحة العليل للشعب الفلسطيني،للحؤول دون تنفيذ كل اتقات المصالحه التى امبرمت،وايضا عدم انجاح مفاوضات موسكو او افشال دور مصر في محاولتها تقريب طرفي الإنقسام وصولا الى المصالحه.
لكن كان اعتقادنا خاطىء في ان القوى الديمقراطيه استوعبت الدرس وادركت انها لن يكون لها دور الا اذا توحدت،ولن تكون ندا الا اذا توحدت،ولن تسهم في مقاومة صفقة القرن الا اذا كانت قويه،ولن تكون قويه الا اذا توحدت، لذا كانت ايدينا على قلوبنا لأن استيعابهم كان سطي وليس عميقا،اولا لأنه التحمع نشأ بشكل ارتجالي وعلى طريقة الفزعات ،دون الإستناد على اليات تصنع منه ندا لطرفي الصراع،ثم ان تلك القوى تستند في تمويلها على جهة لا ترغب في وحدتها لتكون بديلا يوما من الأيام عنها،ولذلك جاء انضمام فصيلين للحكومة شيء بديهي، بهدف تفكيك التجمع من جهه،ثم ان تلك القوى منذ نشأت وهي في صراع مع بعضها على المؤسسات يعني انهم ليسوا على علاقة عشق بل علاقة تنافسيه بل فؤويه وغير وحدويه،ويمكن القول ان كافة القوى الفلسطينيه غير وحدويه وقد نقلنا العدوى الى الداخل الفلسطيني في القائمة المشتركه،وقد تبنت كافة القوى مواقف ناقده وتهميشيه لبعضهم البعض، اضافة الى استناد الجبهة الشعبيه لمبدأ سارت عليه منذ نشأت انها الفصيل الثاني ولا زالت تعتمده ولذلك رفضت خوض الإنتخابات الطلابيه في الجامعات بقائمة موحدهتضم مكونات التجمع،ثم القرار الذى اتخذ في التجمع بإبعاد من شاركوا في الحكومة عن التجمع ،هذه مجتمعه كانت سببا في افشال التجمع ووقوفه على رجل واحده.
ولذلك جاء الحراك الديمقراطي ليس بديلا عن التجمع بل جاء كخطوة هامة في طريق لملمة الكل المؤمن بفكرة التجمع كي يكون معول تغير على الساحة الفلسطينيه،وعضويته ليست بالضروره ان تكون من اشخاص ليس لهم علاقه بالتنظيمات بل بالعكس يمكننا المساهمه في دفع تلك القوى من خلال عضوية من هم منتسبين للحراك على تصويب مسار تنظيماتهم وتشجيعهم على عقد مؤتمرات تنظيماتهم وتفعيل دور الشباب ،ثم مراجعة سياسات تلك التنظيمات بإعتبار انها تمر في ازمة فكريه وسياسيه وتنظيميه،ضويا ، العضويه لكل انسان ديمقراطي ومفتوحه لكل الذين يؤمنون بفكرة التغير الديمقراطي ورغم ان هذه الخطوه متأخره جدا ، ،من هنا فرضت الضرورة نفسها ان تتحرك الشخصيات التى تعتقد ان دور الناس لم ينتهي بل يمكن تجديده وتنشيطه وتوسيع دائرة الناس المهتمين بالتجمع وبالحريات الديمقراطيه،والحقوق المدنيه للناس ،ومقاومة صفقة القرن، ليكونوا في الحراك علها تفرض إحداث تغيرا يسهم في صنع نقله نوعية في السياسة الفلسطينيه تسهم في مقاومة صفقة القرن وتفرض على المنقسمين انهاء الإنقسام ثم تلعب دورا في شدشدة التجمع ليشكل طرفا فعلي على الساحة الفلسطينيه له قيمته ودوره وندا لطرفي الإنقسام ولتلك النهجين بإعتبار الحراك الديمقراطي جزءا من التجمع.
ان اختم مقالي هذا يمتع على الحراك الديمقراطي الفشل كما فشل التجمع،فليس لأحد فيه مصالح ذاتيه ولا حزبيه بل الهدف من كل الحراك الغيرة على اهداف شعبنا ومصالحه الوطنية العليا،ومقاومة كافة المظاهر التى لعبت دورا في تثبيط شعبنا ومنع مقاومته او الوقوف ضدها،مع الوقوف في وجه ثقافة التطبيع والإستسلام التى يعتمدها البعض وضد الفساد بكافة اشكاله،والإهتمام بقضايا الجماهير معيشية واجتماعية،والسعي بثبات نحو المساهمه في وجه مسببات فشل التجمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان