الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم من أيام الغربة

خولة عبدالجبار زيدان

2019 / 5 / 17
سيرة ذاتية


صاحب الدرب الطويل يلعب الدومينو في ستارباكس .. وأنا هنا في أقصى الشمال الغربي من الكرة الأرضية. . واسأل نفسي.. ماذا أفعل هنا. .جمارات القلب يأتون قليلا ويغادرونني. .. ولدي لا أراه إلا لماما. . ولدي الذي كان أقرب صديق لي ؟؟ ماذا جرى ...إنهم يركضون من الصبح للمساء. .من أجل لقمة العيش. . ثم ماذا. .. سيظلون يركضون. .ثم ذات يوم يكتشفون انهم لم يعيشوا لحظات ثمينة لكنها للأسف غادرتهم تلك اللحظات. .ومضت بالعمر سريعا. .. ماذا؟ هل وصلنا الأربعين. ..؟؟؟ ماذا أنها الخمسون!!!!؟ .. ثم لن يعودوا يحسبون. .. لأن الحساب مؤلم والعمر يتسرب من بين يدينا. .. كالماء. أنظر من شباك غرفتي ..المنظر جميل جدا والساعة توشك أن تصل التاسعة مساءا. . والشمس ماتزال مشرقة مابين غيوم بيضاء رمادية رائعة. . لو كنت أرسم لرسمت أحلى منظر لغروب شمس اليوم الأربعاء. اليوم كان كبيسا بامتياز بالنسبة لي. .. أوشكت السيارة أن تصدم صباحا لأن السايق كان شابا صغيرا. كل امنيته بالحياة أن يكون أبا وله بيت أسرة خاصة به. ..والداه مدرسان (رياضيات و فيسكل سيكولوجي والأخير لم افهمه ) أكمل الهاي سكول بالكوة هذا البراندون الجميل الطلعة. .والذي يحلم بطفل. .إلى الآن طلع معنده حتى كيرل فريند. .. يالاحلامه البسيطة في بلد من أرقى البلدان من العالم الأول. .. وأفكر بشبابنا ماذا يفكرون هناك. .في بغداد وغيرها؟؟ آسفة لأني لا أعرف الرسم. ولكني أحاول الرسم بالكلمات. . علها حين تصبح على ورق النت الإفتراضي أن اقرأها غدا وأقول ماذا جرى لك ياليلى البارحة. .ثم لا أضع أي توقيع. . هل نستطيع وضع توقيع على ورق إفتراضي إلا لو كان التوقيع افتراضي. . سئمت النقاشات العقيمة لأسباب تافهة. .. ألم أقل لكم أن اليوم الأربعاء كان بائسا بامتياز؟ ؟؟؟ في آخر النهار سألت نفسي ماذا أفعل هنا في أقصى الشمال الغربي من الكرة الأرضية؟ ؟؟ العنصرية ..موجودة هنا في كندا الراقية. ..كل الدول الرأسمالية عنصرية حد النخاع. وحد اللعنة . والذي لايمتلك هذا الحس هم الأطفال ال16 عاما إنهم هم الأمل حتى لبلد مثل كندا!!!! ياللهول إلى أين نذهب؟ ؟طوال ساعات و دمعتي بباب جفوني. .أحاول أن ابتلعها. .ولا أستطيع حين أكون وحدي. .. ربما يعرف أو لا يعرف رفيق الدرب بأني أقضي أيامي بالتحدث إلى أصحابي وصاحباتي في بغداد...اعرف كل الأخبار عن بغداد وعنهم. . ولكني لا أعرف من أخبار كندا شيئا. .إلا ما اعرفه من صديقاتي و مدرباتنا الكنديات كل يوم اربعاء. ..عرفت تاريخ كندا وأمريكا و نجومهم. .ورياضيوهم. . . وإلا جنت كل ها 3سنين ..ما أعرف شيء عن رب كندا بس اعرف ترودو !! ال 9 وربع مساءا و مازالت الشمس خجولة تطل بين الغيمات الجميلة. .. حتى هنا في آخر الدنيا العراقيات قسم ممن يتعاملن مع الناس. .يخفن أن يستعملن أسمائهن الصريحة... يختبئن خلف أسماء مزيفة. . حذرات و كانهن في الوطن. . يا لهول ما أصابنا نحن كشعب؟ ؟؟؟؟ ستقولون ارجعي ماذا تفعلين هناك؟ ؟؟؟ والجواب ..ليس بهذه البساطة. .. إنه المرض... والأدوية ..والتعامل اللا إنساني في مستشفياتنا والقصور في الأجهزة المتطورة للفحص. . و و ..وكل من يعمل بقطاع الصحة هنا كأنه ماخذ دورة في رعاية المرضى. .سبحان الله. ... و ماذا اقول لولدي أن رجعنا وخطف والدهم للمرة الثالثة؟ ؟؟؟؟ ولكني أعود لأحدث نفسي وأقول ماذا أفعل هنا في أقصى الشمال الغربي من الكرة الأرضية. ... وبعد خطوتين واوكع بالمحيط الهادي (الباسيفيك ) ... وحتى التقيكم مرة أخرى. .فقد حان وقت نومي ..تصبحون على خير... وصباح الخير ياوطني. ... صباح الخير حبيبتي بغداد .... خولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وانا ايضا ايتها العزيزه ست خوله اساءل نفسي وانا ف
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 5 / 19 - 19:12 )
وانا في ال85 واصل لنفس الجواب-كنت اقيم ببلد عربي مجاور-واخبرني احد اصدقائي الشباب كيف مات والده في مستشفى خاص بعاصمة ذالك البلد ولكنه لم يستطع اخذ جثته ليدفنه الا بعد ثلاث ايام مع معارك مع المستشفى الخاص لان والده مريض القلب كان مشدودالاجهزه مكلفه يوميا لابقاء الوالد على قيد الحياة ولكن في لحظة ماتالوالد ولكن ادارة المستشفى لا تعترف بالموت لان الاعتراف معناه توقف اخذ اجور الاجهزه-هذا ست خوله لايحدث في كندا الراقيه والانسانية حد الخرافه مقارنة بلا انسانية ليس فقط حكوماتها
-انا ست خوله خرجت البارحه فيتورونتو الى الداونتاون الى قلب المدينه سكوير دانداس ويونك وهناك شفت الالاف في فرح ومرح حقيقي وعلى المسرح فرقه موسيقيه ومغنين يردد الالاف معهم اغاني المنشدين-بكيت بصمت وانا مبتسم طوال الوقت ودموعي جرت اكثر من مره بسبب تعاملهم الانساني معي كمسن ويمشي مستعينا بعصا كيف يفتحون لي باب المطعم ويتراجعون للخلف حين اتوجه لدخول مطعم وحينما اتوجه لاحدهم بسؤال ينزع السماعات من اذنيه مرتبكا ويقوم بخدمتي وجلهم لايقنع الا بتوصيلي للمكان الذي ساءلت عنه بعد 6ساعات وانا عائدلمسكني تهت في محطة المترو وتسارعو

اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة