الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء الاصدقاء و الكتب و عن القطيعة المعرفيه بين المشرق و المغرب!

سليم نزال

2019 / 5 / 18
سيرة ذاتية


التقيت قبل بضعة اسابيع بالصديق المغربى حماد ع.و حماد من جيل الشباب القادمين من الاقطار العربية ممن تعرفنا على بعضنا البعض فى جامعة اوسلو. و كان حماد من الشبان المهتمين بالفكر و الثقافة.

كانت تلك المرة الاولى التى التقى بها بشباب من بلاد المغرب.ففى بلادنا اشبعونا بكلام فارغ عن العروبة و جله كلام انشائى و نحن لا نعرف اى شىء عن بعضنا البعض.
و اتذكر حادثة حصلت معى فى تلك الاوقات و كنت اتحدث مع مستشرقة معروفه فى النروج و قد كانت معلمة لى .سالتنى عن راى فى المفكر الجزائرى الاصل محمد اركون و كنت قد سمعت به و لم اقرا له شىء.شعرت بالعار فعلا.و بدات اهتم فى تلك المرحلة بالابداع الفكرى المغاربى و بالفعل كانت مجلة اليوم السابع التى كانت تصدر من باريس و بلال الحسن رئيس تحريرها . و قد كانت مفتاح تعرفى على الفكر المغاربى.هناك تعرفت على كتابات محمد عبدة الجابرى و المهدى المنجرة و سالم يفوت و على امليل و عبدالله العروى و طه عبد الرحمن .

و اتذكر ان الصديق حماد احضر لى كتابا لمحمد الجابرى الذى كان اول كتاب اقراه للجابرى الذى كان يحمل مشروعا ثقافيا كبيرا كتبت عنه و ربما اكتب اكثر.
ثم قرات لمحمد اركون الذى عانيت اثناء قراءته لان اركون كان كثيرا يستخدم من مرجعية الفلسفة الفرنسية حيث لم يكن لدى اضطلاع فى ذلك الوقت عل جاك دريدا و ميشيل فوكو الذين قراتهما فى اوقات لاحقا.
من الامور التى لفتت نظرى هو حديث الجابرى عن القطيعه بين المشرق و المغرب على مستوى العقل.و العقل فى تعريفى هنا هو المنظومه الثقافيه لمجنموعة حضارية اى العقل الجمعى .

لكن يجب ان اعترف انى واجهت بعض المشاكل فى فهم مفهوم القطيعة المعرفية لانى كنت حتى بداية تسعينيات القرن الماضى افهم مسالة تطور الحضارات بالمعنى التقليدى المتوارث .قراءاتى
للمفكر الفرنسى غاستون باشلال اتاحت لى الفرصه فهم ما قصده الجابرى فى موضوع القطيعية المعرفيه .التى تعنى ان تاتى افكاراو تفسيرات تقطع تماما عن ما سبقها .مثلا كوبرنيكوس قطع مع الماضى فى موضوع تصور الارض .و لذا اعتقد ان بعض من ردوا عليه فى المشرق العربى انطلقوا من تصورات قديمة فى فهم نمو الحضارات.

اتذكر حينها ان الرجل اتهم بالعنصرية المغربية و لم اكن ارى ذلك.و كان رايه ان القطيعة قد حصلت مبرهنا على ذلك بكتاب الغزالى و ابن رشد الذى رد عليه و اسمه تهافت التهافت و الذى كان ردا على كتاب الغزالى تهافت الفلاسفه.

لقاء صديقى حماد كان بالفعل جولة افق فكرية تحدثنا فيها عن الماضى و عن افاق المستقبل.و لقاءات كهذه مع العقول النيرة من بلادنا يزيد الانسان ثراء على ثراء.و يحق لمؤسسة لموزاييك الثقافية ان تفخر ان اشخاص مثل الصديق حماد ممن يقودون العمل فيها . فقد تعبنا حقا من الجهل و الجهلاء ممن قادوا بلادنا و مؤسساتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء