الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الجنسانية والمثلية و أقلية الأقلية

ناصر اليونس

2019 / 5 / 20
حقوق مثليي الجنس


المثلية مصطلح يحمل في طياته مجموعة افراد قد تتوسع وقد تضيق بحسب التصنيف وفي سوريا كحال باقي الأقليات في الشرق , لا يمكن دراسة أي فئة دون التعرض لبنية المجتمع وتاريخه في التسامح والانغلاق والمعتقدات والعادات .
هل حان وقت طرح الأسئلة في الوقت الراهن بعد مأساة الربيع العربي ؟ الذي كان صنفا من التفاؤل الساذج في تغير هرمية الأنظمة السياسية لا المباني الفكرية والثقافية لتلك المجتمعات التي تهدمت بعده لعوامل لا يسعنا الوقت لذكرها .

من المستحيل الانكباب على الجنسانية كونها ظاهرة كما لو إنها مستقلة عن الثقافة ككل , إن منظومة الفكر ذاتها التي يولدها مصطلح جنسانية تشمل أفعالا ابستمولوجية لا حصر لها وخصوصا في المناهج النقدية الغربية بعد ميشيل فوكو وعمله الاركولوجي الرائع في الجنسانية الذي استطاع التعامل مع الانسانوية بحيث انه ينكر على الذات اي عمق او تعقيد سيكولوجي , الذات "كجسد" تاركا فرويد ولاكان يتخبطون في متاهة الدوافع والعقد وسيرورات الوعي واللاوعي .
ربما علينا عدم الذهاب بعيدا في ما بعد الحداثة ففي أرضنا أرض الذكورية البطريركية حيث الأبوية في كل مكان من المشفى الذي لعنتك الطبيعة وسقط رأسك فيه, فالطبيب هو أب القسم وله اب أكبر لكل المشفى وصعودا إلى أعلى السلطات ونزولا إلى ابسط العائلات , في هذه المجتمعات التي كل ما فيها ايروتيكي من مباني ومعابد واحتشام وأخلاق وقيم وبروتوكولات , طبعا من الصعب البحث في هذا الموضوع مثل اي بحث مجتمعي لشح الدراسات والإحصائيات فما نتكلم عنه هو الجنس الذي دائما ما ارتبط بالشر والرذيلة والانحطاط فنحن أبناء هذا الشرق السحري أكثر من يعرف حجم الكبت الذي تنشأ الذات العربية فيه .
فكيف نعرف هذا الفعل ل الجسد الموقع الحقيقي للسلطة والتحول , لا بل نحن نتكلم عن أدنى الأقليات قيمة واعتبارا وهذا الكلام ليس في الشرق فقط بل في الغرب أيضا ف إمكانات حصولك على عمل أو وظيفة و امتيازات في الغرب أيضا يحدده لون بشرتك وميولك الجنسية وحالتك المادية أيضا حيث تقبع الأنثى الملونة المثلية في الدرك الأسفل من جحيم الحياة هكذا كان الوضع حتى في اوربا حتى مدة قريبة بعد أن فهم أن هؤلاء أن المثليين ليسوا فقط مخنثين مشتبه بحملهم الفيروسات المنتقلة عبر الجنس بل أيضا هم مواطنين وصوتهم في الانتخابات له وزن , وكان لتحالف المجتمع المدني من محبي البيئة والسلام والمثليين قوة سياسية في كندا واستراليا وفرنسا وحتى في الجارة القريبة تركيا التي يتجه سلطانها الجديد نحو الأسلمة من جهة , ومن جهة أخرى يستضيف بولنت ارسوي أشهر متحول جنسي في تركيا على مائدة الإفطار , فكل شيء مباح ما دام تحت عين الأب القائد .
ولكل خان أب وقائد وبسبب لجوء 8 مليون سوري إلى خارج البلد بسبب تعنت الأب القائد بمركزية فالوسه السحري –وليس فانوسه- لجئ أيضا مثليي الجنس إلى خارج البلد , وهنا بدأ يخرج إلى العلن لأول مرة غير صور تعذيب المثليين في أقبية الشرطة السورية او رمي المثليين من أعالي الاساطيح العقوبة التي اعتمدتها داعش نقلا عن علي زوج ابنة محمد نبي الإسلام , ففي لبنان وتركيا البلدين الأكثر استضافة للسورين بدأت مظاهر التنظيم أو التجمعات الاجتماعية وخاصة في الأخيرة تركيا كون لبنان تم احتلاله من أتباع ولاية الفقيه ,وبدأ يكتسي بالسواد وصور الموتى و روائح الجثث العائدة من الحرب السورية .
في تركيا واسطنبول خصوصا المدينة الأكبر والأكثر انفتاحا مقارنة مع الشرق الأقصى والجنوب المحافظ , وبمبادرة من الامم المتحدة تم افتتاح مركز لمساعدة المثليين وتسيير أمورهم الحياتية و كانت الصدفة و بروفسور من النرويج من قادني إليها للاضطلاع على وضع الهاربين من دولة اشتراكية لا تختلف في شيء عن الدول السوفيتية الساقطة التي تعتبر الجنس السليم هو في العائلة الصحية التي تنتج الأطفال المعافين لكي يشاركوا في الإنتاج الزراعي والصناعي ودولة البغدادي العابرة للتاريخ من جهة أخرى , حيث الجنس الشرعي هو فقط مع اربع زوجات ونصف دزينة من السبايا وما كتب الله لك من حوريات قاصرات.
المفاجئة أن المكان خلال السنوات الأخيرة تحول لمحج للباحثين الاجتماعين من شتى أنحاء أصقاع العالم أساتذة جامعين أوربيين وباحثين من أمريكا , و طبعا لا تستطيع إلا أن تسأل عن سبب هذا الاهتمام البالغ في تلك الفئة التي أهم نشاطتها دورات تعلم لغات وفنون ورقص وهم برأي المستضعفين المنبوذين في ارض الوطن وغيره ؟
ربما الجواب يكون بنفس السؤال مقلوبا , ماذا فعلنا تجاه أدنى الأقليات وأكثرها نبذا ؟ حتى وصلنا إلى هذا الحال ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا