الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية في حمى الصراع لكسب العقول

سعيد مضيه

2019 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


التربية في حمى الصراع لكسب العقول
الفاشية تسخر التربية والميديا والفنون وبرامج التسالي حواضن لثقافة العنف والكراهية والقسوة، من اجل تدعيم نظام الجور والاستلاب. يتضاعف تركيز الليبراليين الجدد على تهميج البشر حين تلقى الحروب الصد الكابح وتضطر الجيوش المحشدة للعدوان للوقوف حائرة مترددة، مثلما هو حالها على أبواب إيران او تخوم لبنان . تخفت طبول الحرب لترتفع حدة الصراع على الوعي الاجتماعي. يشير هذا الى أن أحد أخطر التحديات التي تواجه المدرسين والفنانين والصحفيين والكتاب وغيرهم من شغيلة الثقافة تتمثل في مقاومة همجية القومية العنصرية عبر تطوير خطاب النقد وثقافة التسامح والتعاون. "ما من سياسات جذرية بدون تربية قادرة على إيقاظ الوعي وتحدي المتعارف عليه وإبداع نماذج من التحليل من خلالها يكتشف الناس لحظة وعي تمكنهم من إعادة التفكير في ظروف تشكيل حيواتهم"، كما يحذر خبير التربية النقدية ،الأميركي هنري غيروكس؛ إذ يلقي على التربية أداء رسالة الثقافة الإنسانية بطرق تعجل تنمية القدرات الإبداعية للشباب وتوفر شروط تحولهم عناصر نقدية، وتعهد التفكير الإيجابي . وليس بغير المثابرة على النقد والأمل في هذه السياقات يتاح للمقاومة ان تعين بالملموس إمكانية تحويل السياسات حيزا للأخلاق والصالح العام.
بدون مقدمات تحول حكام السعودية والإمارات مائة وثمانين درجة، وارتدوا قناع الوعاظ بالسلم وتجنب الحروب، وتوخي التهدئة! ثابر بنيامين نتنياهو والغربان السود في الحزب الجمهوري الأميركي ومعهم حكام السعودية والإمارات منذ الإدارة الأميركية السابقة يضغطون لتنفيذ العدوان على إيران وقاوموا بضراوة الاتفاق النووي معها ؛ ردد الراحل اوري أفنيري ثقته بان الحزب الجمهوري حين يتولى المسئولية سوف يشكم دعاة الحروب، فتلك ضرورة أملتها موازين القوى الراهنة . تحققت نبوءة أفنيري بعد رحيله. استمر نتنياهو يراهن على تصعيد التوتّر لتدعيم موقعه اليميني المتطرّف، وهو واثق أنه الرابح الأكبر من حرب الخليج وانجرار أميركا الى حرب شاملة مع إيران. راهن التحالف الانتهازي نتنياهو وحكام السعودية والإمارات على إدارة ترامب تغير النظام في إيران بالقوة المسلحة؛ ثم وعوا الدرس، فالولايات المتحدة ترفع وتائر التوتر مع إيران لكي تبتز دول الخليج . انثنى نتنياهو يستفز حماس لجرها إلى تصعيد عملياتها الاستشهادية، ثم يضربها بمعدات الموت الجماعي والتدمير؛ إذ العدوان على غزة يحظى بتأييد إجماعي من قبل المجتمع اليهودي في إسرائيل، وإسرائيل تحظى بحماية أميركية وتقدم غير هيابة على جرائم الحرب وانتهاك القانون والاتفاقات الدولية.
أما الولايات المتحدة ، فهي منهمكة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث برزت الدولة الأقوى اقتصاديا وعسكريا وعلميا، في الانفراد بالهيمنة على مقدرات المنطقة ومصادر الطاقة فيها. حولت المنطقة ميدان اختبار للأنماط الامبريالية الجديدة. في الشرق الأوسط جرت اولى الانقلابات العسكرية للإطاحة بالحكومات المنتخبة، وأولى تطبيقات الاستعمار الجديد ومحاولات إرهاب وتغيير الأنظمة غير الموالية وفرض الأحلاف العسكرية ومؤامرات أجهزتها الاستخبارية ضد حركات التحرر والتقدم لشعوب المنطقة. لم تقبل الولايات المتحدة الأميركية لشعوب الشرق الأوسط ممارسة السيادة وحرية التطور المستقل، ثم سربت انماط الاقتصاد الاستهلاكي والثقافة الاستهلاكية تخرب من خلالها الضمائر وتنشر الفساد والإفساد وتعرقل تنفيذ مشاريع التنمية.
سخرت الامبريالية الأميركية التيارات الدينية ، وخاصة الوهابية، في حربها الباردة لتعطيل عملية تقدم شعوب المنطقة، في هذا السياق دفعت عملاءها لوضع اجهزة التعليم تحت إشراف العناصر السلفية في عملية إخصاء للتفكير ووأد النظرة العلمية. أخذت تتردى العملية التعليمية في بلدان المنطقة بفعل التعليم التلقيني والنظرة الماضوية. تزامن في المجتمع تدين العبادات مع الجبرية والانحلال الاجتماعي والخلقي وانتشار الفساد والإفساد والغش في تداول السلع وفي إنشاءات المقاولين. شاعت ظاهرة نهب المال العام، وتحولت الأجهزة الرسمية الى برجوازية بيروقراطية تشكل عقبة مانعة بوجه الديمقراطية والتنمية. تخرجت اجيال من السلفيين يحملون شهادات علمية يجهلون التفكير والتفكير النقدي والإبداع ، وأخطر عواقب التعليم التلقيني إطلاق العنان للانفعالية النزقة والارتجال بغير تخطيط أو تنظيم. حتى في مقاومة العدوان الإسرائيلي تقدمت الانفعالية والارتجال على التفكير والتنظيم، وبالنتيجة تتالت الهزائم والانتكاسات.
كتب الصحفي الأميركي، مارك بروجينسكي، محرر موقع ميدل إيست الإليكتروني أن "حروب الولايات المتحدة ضد معظم بلدان العالم باتت أكثر من أي وقت مضى ، وهي حروب مخفية تدار بتقنية السيبرنتيك. ولا تكف السي آي إيه ومنظمات التجسس الأميركية الأخرى عن التجسس وممارسة التهديد والإكراه والتآمر ونسج المؤامرات وتدبير الانقلابات و‘تغيير الأنظمة’ ". الليبراليون الجدد يحتكرون الإمساك بدفة السياسة الأميركية. اندمجت الليبرالية الجديدة بالصهيونية ودولة إسرائيل في تداخل وتشابك عضويين؛ تزامن نشوء الليبرالية الجديدة مع عدوان حزيران 1967، تكفلت الليبرالية الجديدة تنفيذ أهداف عدوان حزيران؛ فتداعت في أرجاء المنطقة مصالح اقتصادية ترعى نماذج سياسية – ثقافية –اجتماعية ، ضربت جدار عزلة حول الشعب الفلسطيني وهو يتعرض لمدحلة استيطان ونهب أراضي وتهويد وقتل بات كصيد العصافير لا يستتبع المساءلة والحساب . قتل الفلسطينيين غير مهم، بات وسيلة تنفيس احقاد عنصرية وشواحن ثقافة الاستعلاء اليهودي والكراهية العنصرية والقسوة. بسرعة تصدر قرارات البراءة للقتلة المجرمين من قبل هيئات التحقيق والمحاكم الإسرائيلية ، بما فيها المحكمة العليا . كان غزو العراق التنفيذ العملي لتحريض إسرائيل والحركة الصهيونية. ألح نتنياهو على غزو إيران وحرض ضد برنامجها النووي بتهمة إنتاج السلاح النووي لتدمير إسرائيل ، وهويمتلك الرؤوس النووية والغواصات النووية في عرض البحر. يستأثر نهج حكومات نتنياهو واكاذيبها دعم اليمين الأميركي والدولي ، يجرم انتقاد سلوك الدولة العنصرية، ويؤثر نتنياهو في سياسات اليمين الاميركي ونزعته القومية المتعصبة ضد الملونين والمسلمين .
الرأسمال الاحتكاري، وهو يلهث خلف الأرباح الاحتكارية، بات يستحوذ على إمكانات غير مسبوقة مالية وثقافية وسياسية واقتصادية وعلمية وتقنية...الخ. ويتعاظم نفوذه على السياسة والتربية والثقافة، وفي تشكيل المجالس التمثيلية. من بين المؤرقة المتولدة عن نشاط الرأسمال تلك العقيدة الرسمية لإدارة ترمب الموجهة لسياساتها الأمنية الداخلية والخارجية في خدمة الرأسمال الكبير. يجري إضفاء الشرعية على مزيج من قومية البيض وإشاعة السياسات المنحازة لمصلحة الأثرياء والشركات الكبرى والنخب المالية ، باعتبارها امورا عادية في نمط جديد من التربية العامة التي ترقى لمستوى شرعنة فاشية الليبرالية الجديدة. بات العالم كله مسرح صراعات مستدامة بين عالمين: عالم عولمة الليبرالية الجديدة الفاشية، يحشد العملاء والأعوان و يشحن بالطاقة مختلف انماط الفاشية والتعصب القومي عبر العالم، ويشيع بين الأجيال ثقافة التعصب القومي وتفوق العرق الأبيض ويجرف العملية التربوية من الفلسفة والفنون والاهتمام بالصالح العام، مقلصا لأقصى حد المناهج الفائضة عن إعداد كوادر العمل في الاقتصاد الرأسمالي.
اما العالم الثاني فهو عالم حركات المواجهة المتنامية، تكتسب الخبرات ويذهلها سلوك فاشية الليبرالية الجديدة وممارساتها لتدمير إنسانية البشر.
في داخل المنطقة جمحت عناصر الليبرالية الجديدة -إسرائيل والرجعية العربية وسياسات الامبريالية- في التحريض الثقافي عبر السياسة بهدف الحجر على الجمهور . تصاعدت مساعيهم للسيطرة على ضمائر البشر وعقولهم، وحققت إسرائيل نجاحا في هذا المضمار تطرحه مثالا ملهما على الصعيد الدولي. التصريحات السياسية والممارسات العملية طافحة بالتزوير والتدليس، تشحن المتلقين بثقافة الكراهية والقسوة وبالتعصب والتنكر للعدالة. أتقن الليكوديون تسخير السياسة للتثقيف بالكراهية العنصرية والتعصب العرقي في عملية غسل دماغ تجعل الانحياز للتعصب بلا رجعة تزيح المجتمع اليهودي نحو التعصب لدرجة بات من غير الممكن إرجاع المجتمع بأسره الى الرشاد، كما صرح الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي امام اجتماع للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة- إيباك. بات التعليم اداة الهيمنة ، حيث مقاولو الكراهية يدرجون مناهج تعليمية يمينية تشيطن العنصر العربي، تعتبرهم فضلات ينبغي التخلص منها.
بلور جوهر التعصب القومي للبيض الفيلسوف الإسرائيلي ذو التوجه اليميني يورام هازوني في كتابه "فضيلة القومية"، الذي نال إطراء التيار المحافظ وجائزته لهذا العام . كتاب هازوني ادى مهمة كبرى في كبسلة سيكولوجيا القوميين العنصريين. لم يبق بنيامين نتنياهو سرا تحمسه لزعماء قوميين من شاكلة بولسونارو في البرازيل وفيكتور أوربان في هنغاريا، كما يقول هازوني. وفي عرض قدمه الكاتب والمحلل مرتضى حسين ، المقيم في تورنتو الكندية ، يتضح ان الكتاب دعوة للتنصل من الحقوق والقوانين الكونية. يسري كالعرق في ثناياه غضب هازوني إزاء النقد الأممي لإسرائيل بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان. يطلق هازوني مفهوم الامبريالية على "تدخل الأجانب بدوافع غير مشروعة في ما تفعله البلدان داخل حدودها". والى جانب إسرائيل هناك دولتان، حسب ادعاء هازوني ، كانتا ضحيتين لتسفيه الليبراليين والعولميين إحداهما دولة الأبارتهايد في جنوب إفريقيا . وإسرائيل تدافع عن سيادتها حين ترفض الانتقادات الموجهة ، كما يزعم الكتاب. يتساءل الكتاب بغضب لماذا يواصل العالم توبيخ الإسرائيليين بصدد دولة فلسطينية.
مضت عقود من التعبئة العنصرية وتلويث العقول والضمائر، بينما قوى التغيير الاجتماعي العربية تعرف عن مقاربة العملية التعليمية وأبقتها احتكارا بيد الرجعية الحاكمة، تعيد من خلالها وتعزز إنتاج النظام المتخلف. لم يتوقف القصور عند إغفال مرفق هام في التعبئة السياسية ، بل واضافت القوى، التي تضمّن برامجها هدف التغيير الاجتماعي ، إهمال النشاط الثقافي والتربية السياسية!!
حذر الأكاديمي الأميركي هنري غيروكس من هذه الغفلة. هو مطور لجهود العلامة التربوي البرازيلي، باولو فريري، في التربية النقدية. أشار بأن "السلطة في الزمن الراهن باتت مندمجة بالأرباح الضخمة وبالرأسمال ويتعاظم إدمانها لسياسات قومية العرق الأبيض والتطهير العرقي. الرؤى المناصرة للديمقراطية منتبذة في جميع مستويات التعليم، والنضال لم ينته بعد؛ فمجتمعات الغرب تفرخ في أعماقها اللامساواة والاستقطاب المرير، قد زكت بالكامل الخوف الذي ابداه جان جاك روسو من ان الشعب المنقسم باللامساواة الحادة يكف عن التعاطف مع الآخرين. النموذج التربوي ينص على ان الفاشية تبدأ بكلمات الكراهية، وبشيطنة من يعتبرون فضلات لتنتقل الى شن الهجوم على الأفكار وحرق الكتب واختفاء المثقفين وبزوغ الدولة القمعية، والترويع بمراكز الاعتقال ومعسكرات الاحتجاز". يعري الأكاديمي الأميركي أساليب فاشية الليبرالية الجديدة في تجريف إنسانية البشر وعزلهم عن واجباتهم تجاه مجتمعاتهم ، حيث ينتظر من اليسار تسييس التربية بتوجه أن "تلعب دورا حاسما لدى مقاربة قضايا اجتماعية هامة والدفاع عن التعليم العالي باعتباره مجالات ديمقراطية عامة. يتوجب الاعتراف اولا بأن اللامساواة تقوض العملية الديمقراطية من جميع جوانبها، وأن التعليم يلعب دورا حاسما في كل نهج سياسي حيوي يرمي لمجابهة اللامساواة. وثانيا ان المشاكل التي تواجهنا اليوم كونية وليست محلية . السلطة كونية والسياسة محلية ، وهذا وضع يجب تغييره. في مثل هذه الظروف تغدو التربية النقدية ممارسة سياسية أخلاقية في الكفاح من أجل أحياء الثقافة المدنية والخبرة المدنية وفكرة المواطنة المشتركة".
بناء عليه يحث الأكاديمي الأميركي "الحركات الاجتماعية ان تتحرك خارج الحدود الوطنية وتنضم الى الحركات الأخرى عبر المعمورة في مكافحة توحش سياسات الليبرالية الجديدة في العالم أجمع. يقف في مركز المهمة نشاط المثقفين والفنانين وشغيلة الثقافة وغيرهم من المدرسين الذين يستطيعون اجتراح ادوات جديدة وحركات جديدة في الكفاح ضد الأخطار الراهنة المهددة للديمقراطية في كل أنحاء المعمورة باسم التقشف وقيم السوق. ويواصل غيروكس التحذير "من الصعب ان نتخيل لحظة اكثر الحاحا من الراهن لوضع عملية التعليم مركزا للعملية السياسية. فمن الملح والجوهري للتربويين وغيرهم تطوير لغة النقد والممكن. فهذه اللغة ضرورية لتمكين شروط اجتراح مقاومة اممية جماعية بين المدرسين والفنانين الشباب وغيرهم من شغيلة الثقافة دفاعا عن الصالح العام. على هؤلاء ان يعوا بصورة جدية ان الديمقراطية لا وجود لها او الدفاع عنها بدون مواطنين واعين ونقديين".يرسم غيروكس طريق الأمل بإحداث تحول جذري مناهض لفاشية الليبرالية الجديدة، رسالة تجميع روافد الغضب الشعبي إزاء ممارسات الرسمال. " يتوجب على هذا التجميع معارضة التحيز والجور والاعتقاد بأن الديمقراطية والرأسمالية صنوان. وفي نهاية المطاف تشير التربية النقدية بان التعليم نمط من التدخل السياسي في العالم وان بمقدورها خلق إمكانيات التحول لدى الأفراد والمجتمعات. وفي مقابلة مع المجلة التربوية "غلوبال إيديوكيشن ماغازين (المجلة التربوية العالمية)" افاد غيروكس التربية النقدية تلعب دورا حاسما في إدراك وتحدي الكيفية التي بها يتم إدماج السلطة والمعرفة والقيم والتركيز عليها وكيف نقاومها ضمن إطار الخطاب التقليدي والمجالات الثقافية وخارجها. التربية اداة إدراك الشروط المؤسسية التي تفرض القيود على إنتاج المعرفة والتعلم والعمل الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية والديمقراطية ذاتها.علاوة على ما تقدم فالتربية كنموذج للإنتاج والنقد تقدم خطاب احتمال – طريقة تزويد التلاميذ بفرصة ربط الإدراك بالالتزام، والتحول الاجتماعي بالبحث عن أعظم عدالة ممكنة".
والأنباء السارة، يضيف غيروكس، تفيد بارتفاع موجة إضرابات المدرسين والموظفين العامين داخل الولايات المتحدة وخارجها ؛ ويقاوم المضربون آلية الاستغلال والعنصرية وشد الأحزمة وفرز من يعتبرهم الليبراليون الجدد منذ أربعين عاما، الفضلات الزائدين عن الحاجة. يتوجب على المدرسين جعل السياسة اكثر تربوية والتربوي اكثر سياسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة