الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2019 / 5 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بروتس أو ماركوس يونيوس بروتس كان أحد رجال السياسة في الجمهورية الرومانية القديمة، وعضوا في مجلس الشيوخ الروماني. قد نال هذا "البروتس" شهرة كبيرة بسبب اشتراكه في مؤامرة قتل الدكتاتور الروماني "يوليوس قيصر" تلك المؤامرة التي جسدها الكاتب الكبير "وليم شكسبير" في مسرحيته المشهورة "يوليوس قيصر" والتي جعل فيها "بروتس" شخصية محورية رغم أنه لم يكن له ذكر في التاريخ الإنساني لولا مشاركته في اغتيال أبيه بالتبني "يوليوس قيصر". فقد أورد "شكسبير" على لسان "القيصر" عبارة (حتى أنت يا بروتس) فأجابه (إني أحبك ولكنني أحب روما أكثر) فقال قيصر: (إذن فلتحيا روما وليمت قيصر).
ومن تلك اللحظة التي اختلطت فيها رائحة الخيانة والمؤامرة مع معاني الوطنية والحب والأبوة، أصبحت هذه العبارة كمثل يُضرب لمن يتوقع منه شيئا فيأتي بغيره.
لكن ما هدفي من الرجوع بلحظتنا الآنية الراهنة في السودان إلى أعماق التاريخ الروماني لاستنطاق عباراته ودروسه والوقوف على مؤامراته وخياناته وصعوده وهبوطه. السبب أنني أجد تشابها كبيرا بين لحظة اغتيال القيصر وما يجري في السودان الآن من أحداث ربما تعصف به إلى نهاية مجهولة، مثلما عصف اغتيال القيصر بروما. لكن غايتي الحقيقية من تلك العبارة "الشكسبيرية" الرومانية هي أن أقول لقائد الدعم السريع: (حتى أنت يا حميتي؟) لماذا رغم صدقك ووضوحك؟ تشارك في هذه المسرحية سيئة التأليف والاخراج والأداء والاكسوار والديكور والملابس والانتاج، وأنا أحدثك عن عظمة مسرحيات "شكسبير" تلك المسرحيات الخالدة على مر التاريخ الإنساني.
لماذا تجعل كيزان المجلس العسكري يجعلونك تأكل "البالوظة" مرة أخرى بمحض إرادتك؟ أتدري سيادة الفريق أن هدفهم تلويث صدقك بكذبهم؟ إنهم مخادعون ومنافقون ودائما يحاولون أن يمرروا عبرك أجندة غير مرئية وغير آنية أي أن نتائجها ستظهر لك في المستقبل. وإن بدا الأمر لك غير ذلك.
معذور .. ونحن نلتمس لك العذر لأنهم كانوا في الماضي يبعدونك إلى مسارح العمليات ويخططون لمثل هذه المسرحية التي ساهمت أنت في نقلها إلى كل العالم. جميعنا كان يتوقع أن نرى قتلة حقيقين من "لحم ودم" وليس "ممثلين" من فئة الهواة، أتدري لماذا؟ لأن الكلام قد خرج منك أنت سيادة النائب وعهدنا بك أنك لا تشارك في "ني" الكلام و "لولووته".
ليتك قلت لهم كما قال "بروتس" لقيصر: (إني أحب السودان أكثر من كذبكم) ومسرحياتكم الفاشلة والتافهة. لماذا كل هذا الاستسهال في قضايا الدم السوداني، هل لأنه رخيص؟ هل لأنه ليس له وجيع؟
هل تعتقدون سيادة النائب أن الشعب الذي افترش الهم والوجع، وملأ الدنيا بصدى ثورته؟ مغفل أو ساذج لهذا الحد حتى تنطلي عليه مثل هذه الأوهام والألاعيب الكيزانية التي عاشها وعايشها لمدى ثلاثين عاما بشكل لصيق صباح مساء. كل من شاهد هذا العبث يدرك أن يد صديقك "قوش" ورائحته وخبث ومكر الكيزان "بخشوم بيوتهم" المختلفة وراء هذا الفعل الأحمق الأرعن. ما ذنب أؤلئك الصبية حتى يشاركوا في عبثكم هذا؟ ألم يحفظ لهم القانون حتى الكيزاني منه كرامتهم وإنسانيتهم؟
كان يجدر بكم أن تتركوا التحقيقات تأخذ مجراها الطبيعي، لأن القتل دائما يُصنف بأنه "جنائي" حتى السياسي منه، وبالتالي هو من صميم عمل المحاكم والجهات العدلية، وهي وحدها من تقول هذا "مجرم" وذاك "برئ" من غير مسرحيات وأفلام ساقطة، ومن غير تأثير على مجريات التحقيق والمحاكمة. كان يكفينا فقط أن تقولوا لنا إننا قد قبضنا على قتلة شهداء "8" رمضان وصار أمرهم إلى القضاء وحكم القانون.
إن الكذب والمسرحيات لا تبني دولة محترمة ذات كرامة وسيادة، وكيف تكون الدولة محترمة وأن القائمين على أمرها يخدعون شعبها بفعل قبيح ومنكر؟ لا يتماشى حتى مع أبسط أعرافنا السودانية.
يا سادة إن فطرتنا الثورية السوية باتت الآن تكره الكذب والنفاق والخداع والغش، وتتطلع إلى العيش في دولة "حكامها" محترمون.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي