الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
موسوعة مندلي / 014 ابتسام
احمد الحمد المندلاوي
2019 / 6 / 14المجتمع المدني
15- إبتسام غيدان زوزو
موسوعة مندلي: هي د.إبتسام موسوعة مندلي / 014 ابتسام
الباحث احمد الحمد المندلاوی
تدوین /د.عصام عيسى غيدان
د.ابتسام عیس رمزي من مواليد مندلي – محلة قلعة بالي تموز عام 1943م و هي مقيمة الآن في بغداد الجديدة – طبيبة أسنان.هنا نذكر السرد اللطيف لشقيقها المهندس الدولي عصام غيدان في كتابه من الآمال المجهضة ،عن سيرة أسرته ووولادة شقيقته إبتسام:
في عام 1943 حملت والدتي،وكانت ستلد في شهر تموز من العام التالي . كانت وقد ولدت أطفالها جميعا في مندلي فلم ترد أن تضع مولودها الجديد في مكان آخر.
بدأنا في شهر شباط باستعداد للرحلة الطويلة وبما أننا كنا في منتصف السنة الدراسية فان والدي لم يستطيع أن يرافقنا فيها .أخذنا نحن الأربعة :أبي وأمي و زهير وأنا ،عربة الى بعقوبة كانت محطة وقوف الباصات خالية،فالمطر كان شديدا مدة يومين،وكان الطريق الترابي الى مندلي قد فاض بالماء تقدم من رجل يملك سيارة تتحرك على أربعة دواليب مدعياً انه خبير معروف بالسياقة في الطرق الطينية واقسم أنه سيوصلنا الى مندلي قبيل الغروب، دفع له الوالد أجرته وطلب منا الركوب وقبل أن يغادرنا اخرج والدي من جيبه قصاصة ورق وسلمها لي قائلا: (هذه شهادة نقلك الى المدرسة في مندلي. فأنت ستقضي بقية السنة هناك) وودّعنا .
بشكل او بآخر تمكنا من الوصول الى أطراف بلدروز،وتبعد عن بعقوبة بنحو أربعين كيلو متراً.من ثم حدثت الحادثة فقد كانت هناك حفرة كبيرة من الطين اللزج غطسنا فيها بمقدار قدمين تقريبا كانت العجلتان الخليفتان تدروان في الهواء عبثا ترجل السائق ليستطلع الوضع وهو يحبو وقال :لا مجال للحركة لا الى الامام ولا الى الخلف. كنا نرى على يسارنا من بعيد الخطوط الباهتة لجبل حمرين وهو أول التلال في هضاب كردستان.كان الظلام قد خيم علينا وبدأ المطر يهطل من جديد.قامت الوالدة باعطاء كل واحد منا بيضة مسلوقة مع قطعة خبز وقالت لنا ان ننام في مقاعدنا بعد الأكل كان الجو باردا والمطر يضرب على سقف السيارة لم استطع النوم الا بعد وقت طويل وحين غفوت راودتني الكوابيس فقطاع والطريق يهاجمونني والذئاب تطاردني على الدوام .
عند الفجر أيقظنا شرطي يمتطي حصانا وكان يستفسرعن سبب وجودنا هناك تحدثت الوالدة معه بالكوردية واكتشفت انه طالب سابق في مدرسة جدي القرآنية وحين علم من تكون أمي قال انه سيأتي بعدد من زملائه لإخراجنا من الطين.ما ان مضت ساعة حتى أشرقت الشمس وانقطع المطر وامتلات صدرونا برائحة زهر(قداح) البرتقال وبدت لنا من بعيد أشباح ثلاثة فرسان واضحة وهي تتحرك في الأفق . كان مشهدا مثيرا أن نراهم يقتربون. جلبوا معهم مجرافات وسلّة من الخبز الحار والجبنة والتوت الطازج مع قارورة من الشاي المحلى ؛ واذ كانوا يحفرون من حول عجلات السيارة تطلعت باعجاب الى خيولهم الرائعة التي تشع باللياقة المعتنى بها جيدا قام أولئك الثلاثة بدفع السيارة بشدة واخرجوها من الحفرة الى حافة الطريق .لم نتوقف حتى وصلنا مندلي عصرا أي بعد ثلاثين ساعة من مغادرة بعقوبة وهي لا تبعد سوى مائة كيلو متر ولكن جلوسنا حول نار الكانون الملتهبة مع جدّنا وزوجته (فانوس) جعلنا نشعر كأن العالم هو على الدوام حافل بالسلام و القناعة.
ولدت أمي بنتاً في تموز و سمتها (ابتسام )؛كانت المدرسة في مندلي برج بابل حقيقي؛ فالطلاب جميعهم يتكلمون الكورية والعربية وبينهم من يتكلم الفارسية والتركية كذلك؛ وكوني لا أتكلم الا العربية قد حيرهم، فهم يعتبرون اطفال العالم كلهم مثلهم تماما فيتمكونون من التحدث بلغتين او أكثر.
في شهر تموز جاء الوالد وانضم إلينا فعدنا جميعا الى بهرز في شهر أيلول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** الآمال المجهضة- عصام غيدان – دار الملّاك – 2008م ص27/28/29
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسلسل مليحة الحلقة 3.. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بداي
.. فريق جنوب إفريقيا بمحكمة العدل: الأمر الجديد يلزم إسرائيل ال
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند
.. لمنحهم بطاقات مسبقة الدفع.. إيلون ماسك ينتقد سياسة نيويورك ف