الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الثانية

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2019 / 6 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يقف سي حمد، أمام الدكان، يرحب به مولود، صديقه الوحيد الذي يرتاح له، مناضل خبر السجن، الأعمال الشاقة، الإهانة، يستهزئ من المندفعين، زوار شارع الفداء، وصلوا من هناك، حلوا بالزاوية، قالوا: انتصرنا، رجع السلطان، يقيمون الحفلات، يضربون الأخماس في الأسداد، يجمعون الحصيلة، لا يفهمون معنى الاستعمار الجديد، الاستعمار بأيادي جديدة، من صلب هذا الوطن، يستهزئ منهم سي حمد، يعتقدون أنهم مقاومون، نسوا أن سي حمد معتقل سياسي، رفض الولاء للقبطان، ممثل المقيم العام، واجهه بكل جرأة، في محاكمة علنية، واجهه بفضح سياسة المستعمر، لم يستسغ جرأته، نطق بحكم جائر، سبع سنوات مع الأعمال الشاقة، لم يرضخ بقي صامدا، صاحب مبادئ.

المندفعون، بسفرهم إلى الدار البيضاء، يعتقدون أنهم حملوا لواء المقاومة، صنعوا بعض الخرافات: وضعنا المسدس في قفة الخضر، مررنا بشارع الفداء، أمام أعين البوليس الفرنسي.

حماد السياسي، صديق مولود، المناضل الوحيد، يفهم ما يجري حوله، كل المتحلقين حوله، عابروا سبيل، مناضل بالحزب، الحزب له علاقة بالقصر، يعمل في ظل شرعية السلطان، حماد، يتحدث عن صديقه، المكلف بالعلاقة مع القصر، تم اكتشافه من طرف البوليس السياسي، سي عبد الله، تم اقتياده من الرباط إلى قريته بالأطلس الصغير، سياسيون يقاومون، تحت راية الحزب، يتبادلون أخبار المقاومة المسلحة، نفي السلطان، إعدام المقاومين الأسرى، مجزرة الدار البيضاء، يتحدث إلى صاحبه بن حمو، يخبره ببعض الأحداث، عن جيش التحرير، عن إيكس لبان، طريق المؤامرة، حزبي، وفي للحزب، يعتقد أن ذلك طريق الخلاص، النضال السياسي، في العلاقة بالقصر، المندفعون لا يفهمون معنى السياسة، رجعوا إلى الزاوية فرحين، معتقدين أنهم شاركوا في المقاومة.

مولود مشغول بمسألة الأرض، كل أقوال المندفعين، لا تهمه، حصل على بعض حقوقه الشغلية، ضمن جزئيا مصيره، تعاطى التجارة، رأى فيها طريقا للخلاص، وفر مأمنا له، لأسرته، بعض أصدقائه، من بينهم صاحبه محمد، شريكه السابق في التجارة، محمد السياسي، ليس في درجة حماد،
لكن لعب دورا كبيرا في الحزب، وسع خريطته بالجنوب، إلى حدود الصحراء، يجد في دكان مولود، ملجأ آمنا، مخبأ لوثائقه، موردا ماليا، من أرباح التجارة، سي حمد، المعتقل السياسي، وجد بين مولود ومحمد، مكانة لائقة، يتفهم الاثنين وضعه، تجربته بالسجن، علمته الكثير، معنى المقاومة، التحدي، لا المندفعون، لا المتحزبون، لا القاضي، رئيسهم، يجرؤون على رفع أصواتهم أمامه، لما واجه المعمر، كلهم اختفوا، لم يجد أمامه بعد إطلاق سراحه، سوى هذين الاثنين، مولود ومحمد، سي حمد يهاجم المستعمر، طولا وعرضا، يفضح أسرار الاستعمار الجديد.

القائد يدعم الحزب، يدعم الموالين له، يحارب المعارضين، مجموعة من التجار، ورثة رأسمال الاستعمار، نصبوا أنفسهم سياسيين، مقاومين، كل ما يهمهم، جمع المال، استغلال العبيد، التجار، شيوخ الزاوية، حلفاء القائد، إلا مولود، كلما يزعج القائد، سلاح الفلاحين، يستقبل الشيوخ الخونة، خدام الكلاوي، المتآمرون على الشيخ الشهم، كلهم بجانب القائد، يأمرهم: أريد إحصاء الأسلحة، أريد جمعها، المقاومة انتهت، السلطان على عرشه، فليتطوع الجميع، رغم وجود السوق، المركز التجاري، سويقة الزاوية نشيطة، مركز كل شيء، السلطة، السياسة، الثقافة، المدرسة العتيقة، التجارة، في سابقة لا مثيل لها، تم جمع الأسلحة، بدكان التاجر، الحزبي، حليف القائد، المكان يعج بحملة السلاح، يضعون أسلحتكم، يتربص بها بعض الأعوان، بعد جمعه، تم تجريد البنادق من الحلي، الفضة والنحاس، مصدر آخر لاغتناء التاجر، حليف القائد.

سي حمد، مولود، محمد السياسي، ينظرون إلى هذا الفعل باستهزاء، يعرفون أن المؤامرة بدأت بالتنفيذ: تجريد الفلاحين من السلاح، طريق لاستعبادهم، لتوسيع دائرة التحالف الطبقي، قام القائد بدعم الشيوخ والأعياد، دعم تجارتهم بالسوق الأسبوعي، المركز التجاري، تحويل كل العمليات التجارة إليه، من أجل اتقاء شرهم، خبرهم في عهد الكلاوي، يتربصون بأعوان السلطة، كلما يهمهم، نجاح تجارتهم، الربح السريع، الكل يتعاطى التجارة، تعلموها من اليهود، في العلاقة بمراكش، تم فتح الأبواب أمامهم، حتى تبقى السياسة في يد القائد، الزاوية مركز السياسة والثقافة، كما يحلو له أن يسميها، مع صاحبه التاجر السياسي، في اجتماع بينهما، لتسخير السياسة والثقافة، من أجل خدمة السلطة، تحولت فكرة المقاومة، السلطة فوق الجميع، شخصان يتربصان بمصير الفلاحين، على غرار نتائج إيكس لبان.

مولود لم يرتح له بال، خبر القاضي، في مسألة الأرض، كان ينتظر الخلاص، بعد انتشار فكرة المقاومة، تحولت الأمور أمامه، كل شيء يدور حول السلطة، حول القائد، الجواسيس منتشرون، الخونة أصبحوا مقاومين، كل يوم يمر، يتأكد من ابتعاد الخلاص، فكرة الأرض لم تعد تهمه كثيرا، كل ما يهمه، بناء منزله، على أرضه التي اشتراها، من ماله الخاص، العدل لم يحرر بعد عقد البيع، يتربص بهذه الأرض، أكبد أنه مدفوع، القائد لم يكن بعيدا عن هذا الأمر، كلما سأل العدل عن العقد، صنع له عذرا، بدأت الأمور تتطور نحو الأسوأ، حتى الأرض التي اشتراها، أصبحت تحت المؤامرة، يفتح الموضوع مع صاحبه، محمد السياسي، يؤكد له أن العدل غير جاد، أن القائد متحكم في كل شيء، لن يغفر له صراخه في وجهه يوم كان قاضيا، في محاكماته مع خصومه، أمام الملأ، القائد يراقب كل المقربين من السياسيين، يعرف أن مولود في علاقة مع حماد، سي حمد، العسكري محمد، مجموعة لا يرتاح لها القائد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة