الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون

حميد المصباحي

2019 / 6 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


البداية
حركو الإخوان المسلمون هي أول حركة دينية عرفها العالم العربي والإسلامي منذ 1929، لذلك اعتبرت أصلا لكل الحركات الإسلامية،هي أول تيار سيس الديانة الإسلامية،وحاول البحث عن مخرجات دينية لصراعاتها مع الفكر الغربي، بحيث لعبت بالهوية وربطتها فقط بما هو إسلامي، وكأن الهوية لا معنى لها بدون دين، هنا كانت اجتهاداتهم بمصر،من خلال كتابات سيد قطب، ومحمد قطب، قبل أن ينضاف لهم دعاة جدد من العالم الإسلامي كباكستان وحتى الهند،بل أوجدت لنفسها جذورا في دول عربية مجاورة، مثل سوريا والعراق واليمن، لتمتد فيما بعد إلى شمال إفريقيا في صيغ دعوية موازية،لكن قوة وجودها ترسخت من خلال تحالفها مع الحركة الوهابية، التي تعتبر الصيغة الأكثر تشددا لها فيما سكتت عن الحركة الأم، طمعا في المال الخليجي،وقد لعبت دورا مهما في عمليات التحريض الديني ضد الاتحاد السوفياتي بدعم أمريكي، علني وسري، تبين فيما بعد أنه امتداد لقيم التحالف مع المتدينين من أهل الكتاب لضرب الملاحدة، باستحضار سورة الروم، التي اعتبر نصرها على المجوس مصدر فرحة للمؤمنين من المسلمين، ولأن أمريكا بمستشرقيها تقرأ الحضارة الإسلامية،عرفت كيف تتحايل باسم الإسلام على حركة إسلامية كانت حليفا لها في صراعاتها ضد الخصوم من الغرب والشرق، وحاولت مع الصين اللعب بهذه الصيغ، لكن العملية لم تنجح، لأن الأخطاء لا يكررها إلا البلهاء،الذين لا يقرأون التاريخ، وإن قرأوه كان سرديات عاطفية مثيرة للنعرات الدينية ومحرضة على الآخرين.

التمكين
هي مرحلة توجت بظهور دول صرحت بإسلاميتها، مثل أندونيسيا والباكستان،والسعودية بدولها الخليجية،فاعتبرت حركة الإخوان المسلمين نفسها،فكرا متجذرا وله نفوذ ينبغي استغلاله، شريطة ألا يورط الحلفاء في الخليج،أو يدفع بهم للتنكر لها،وقطع التمويل عنها، لكن الدول الإسلامية، تنبهت إلى خطورة هذه الحركة، خصوصا بعد ظهور قوى نووية في آسيا وهي الباكستان والهند، حيث كان ضروريا قطع دابر هذه الحركة حتى لا تورط هذه القوى في مواجهات مكلفة،فانهارت مخططاتهم،وعادت إلى العالم العربي،باحثة عن استءناف رحلتها لبناء الخلافة الإسلامية في حدود العالم العربي،الذي عليه أن يكون النواة الأولى للخلافة، من هنا بدأت الحكاية من جديد، تمهيدا لخطة بديلة، دخلت من خلالها تركيا على الخط، وانسحبت منها السعودية ومصر، من هنا كان التعامل المصري مع هذه الحركة عنيفا،لأنها أعطاها فرصة التحول إلى قوة سياسية شريط فك ارتباطاتها بما هو دولي خارجيا وما هو عنيف داخليا، هنا شعرت الحركة من خلال بياناتها الأخيرة،أنها لم تكن بارعة سياسيا، بل منفعلة بعاطفية مفرطة، ووقعت صراعات على مستوى القيادات القطرية والإسلامية،خصوصا في كل من السودان وسوريا، بحيث تحالفت مثلا في السودان مع قوى عسكرية،ودعمتها بدون الرجوع للقيادات الإسلامية الأولى، مما اعتبر إخلالا باتفاقات اجتماعات تركيا وتونس، وهنا وثائق تثبت هذه اللقاءات، بل هناك تصريحات من بعض قياداتها،التي انشقت عمليا عن الحركة الأم وحاولت بناء ذاتها بدون أن تتنكر للأصول الفكرية لها، مثل الحاكمية والخلافة، وبناء الدولة الإسلامية،بل واستغلال كل الواجهات لأجل ترسيخ ضرورة الخلافة،التي ينبغي أن تعود للعالم الإسلامي.

الحسابات
راهنت من جديد على الانتفاضات التي عرفتها الدول العربية،بناء على تقديرات، يعرفها الكل، وهي أن الحركات التابعة لها أو المنشقة عنها هي الأكثر تنظيما وقوة،وأن الديمقراطية في نظر قادتها لم تعد لعبة مرفوضة،بل يمكن التعامل معها،والقبول بها كوسيلة للوصول إلى الحكم بدون عنف، يمكن التفكير فيما بعد في وسائل أخرى للحفاظ على السلطة أو التأثير في اختياراتها، لكن التجربة السودانية انضافت إليها تجربة أخرى وهي التجربة المصرية، حيث تبين أن حركة الإخوان المسلمين، ظهرت من داخلها قيادات جديدة رافضة للطرق القديمة في العمل، الشبيهة بما هو عسكري سري،وأن التجربة المدنية لم يتم بعد هضمها وفهمها، بحيث كلما نشبت صراعات يتم الاحتكام للرموز،الذين تجاوزتهم الممارسة السياسية وآليات الحكم الجديدة، وظهر ذلك في خطاباتهم السياسية،التي حافظت على حمولاتها الدينية الضيقة، والعجز على بناء تحالفات حتى مع المقربين من الحركات الدينية السلفية وغيرهما من الحركات المتنورة نسبيا،بل إن القيادات لم تعرف منطق الدولة،بل بقيت رهينة الحذر الحركي، ينضاف إلى ذلك العجز عن مسايرة المجال الحقوقي والاختلافات الدينية،بل إنها ضاقت حتى بالمسلمين،فكيف تتعامل مع الأقباط وعموم المسيحيين.

المآلات
حاولت قطر حاليا الإمساك باللعبة، وانضافت إليها تركيا، في محاولة تبني المشروع الإخواني لإعادة بنائه وفق قواعد جديدة، لم تظهر بعد ملامحها العامة، لكنها حتما غير مختلفة عن رهانات بناء أنظمة إسلامية في العالم العربي،ذات جذور ثقافية إسلامية، تمتح من التراث وتستنهض به المجتمعات العربية، لتكون داعمة لمشروع إسلامي خليجي، ينهي الصراعات ويحسمها لصالح العودة إلى النموذج الإخواني في الحكم، بحيث تكون قاعدته سلطانية، ذات مشروعية دائمة بعيدا عن خطر الديمقراطية التي تخافها كل دول الخليح العربية وتتفاداها ببناء تحالفات توظف الإسلام كضمانة دائمة للمشروعية وحفظ التوازنات، والغريب أن الفكرة مدعومة حتة من طرف بعض الدول الغربية لحسابات معروفة سلفا.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر