الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة ......!!

زهور العتابي

2019 / 6 / 19
الادب والفن


كنت قد حضرت قبل أيام مجلس عزاء لأبنة خالتي العزيزة التي فارقت الحياة دون سابق إنذار فقد كانت رحمها الله في تمام صحتها..جميلة وسليمة ومعافاة ..ليس فيها اي من تلك الامراض المزمنة كالقلب والضغط أو مرض السكري.....لكن الموت لايعرف تلك المسميات والاسباب فالله سبحانه وتعالى وحده من بيده الأعمار !!!
مشهود لنساء أهل الجنوب حصرا في كل الماتم مايميزهن عن غيرهن من نساء المحافظات الأخرى ليس المبالغة باللطم والبكاء والعويل المستمر فحسب انما بتلك (النعاوي والكولات ) ...فهناك مفردات حلوة تبعث في النفس المزيد من الحزن والشجن وتساهم في إشعال الحماس بينهن ليلطمن أكثر حبا باحبتهن (موتاهن) ..هذا هو ديدن أهل الجنوب منذ أزل...ولعل أغرب ماشدني هذه المرة احدى (الكولات) التي جاءت على لسان إحداهن والتي تربطها بالفقيدة صداقة متينة جدا( أم ...أ ) ..فما أن دخلت وضعت عباءتها جانبا وانشدت وهي تضرب صدرها بقوة وبصوت جهور يعصرها الألم وتتنابها موجة من البكاء والعويل ......
((هاي العيرت ...ماعيروا بيها ))
هذه المقولة كان لها وقعا كبيرا على جميع الحاضرات ذلك لأن أغلب الكولات تكاد تكون مكررة أما هذه فلا ..انا مثلا لم أسمعها من قبل ...مما أثارت بينهن الحماس فارتفع صراخهن وزاد لطمهن وتعالت الصيحات من الجميع ولسان حالهن يؤيد ماتقول ( أي والله عاد والنعم منها .. .شريفة وطاهره كل دغش مابيها ) .....!!!
لدى عودتي وأنا جالسة في المقعد الخلفي بمعية ولدي في سيارة الأجرة وبما يمتلكني من تعب وإرهاق شديدين ..سرحت طويلا بما جرى في هذا العزاء استحضرتني تلك ( الكولة)وأخذت مني ماخذا كبيرا طيلة ساعات السفر الطويلة توصلت خلالها لحقيقة مفادها ...أن أجمل ما في المرأة عفتها وشرفها وشدة التزامها ..أما ماعداها من صفات مهما كانت سلبية أو ايحابية فانها ستأتي بعدها بالتأكيد ..ففي ظل ما نعيشه من أعراف اجتماعية ومانمتلكه من تقاليد تبقى هذه السمة هي ( السمة الأم )والعلامة الفارقة للمراة .. بها ومعها ستكون المراة اكثر حضورا وتميزا...بل قبولا وإقرارا بانها.. كانت فاضلة عظيمة ... أمراة ولا كل النسااااء.....!!!

الثانية ........

اتصلت بي صديقة هذا الصباح كلمتني وهي تشعر بكم من الحزن والألم ومن نبرة صوتها أدركت انها فعلا ( مقهورة) ...قالت لي تشتكي صديقتها الاخرى التي كانت قد ابتعدت قليلا عن التواصل عبر صفحتها في الفيس....افتقدتها..اشتاقت اليها كثيرا كما قالت ...وانا اعرف جيدا ان هناك صداقة طيبة حلوة تجمعهما منذ أمد بعيد... فقررت ان تتصل بها ..قالت لي تخنقها العبرات أنها ( أي صديقتها تلك ) ما أن بدأت وتوا تكلمها اعتذرت منها على أن هناك زائرة قد حضرت وكان يجب أن تذهب و..و وودعتها على عجل وذهبت ..قاطعتها انا قائلة ... وما الجديد في هذا !؟ربما ذاك ما حصل فعلا ....قالت لا أنا شعرت حينها بأنها كانت لي ك (دفعة ليس إلا ) فعزت علي نفسي كثيرا تملكتي شعور باني لست الا حشرة متطفلة لا أكثر ....قلت لها وماذا عساني أن أنصحك !؟...قالت يعصرها الألم ... لا شي والله... فقط لأني حزينة لجات اليك فأنت تعرفين حيدا مكانة( أم ؟) عندي وانا والله ماكنت اتصل بها لولا اعتزازي الشديد بها ولاسالها عن أحوالها ولم ابتعدت على الفيس و...و لم تكمل.....ادركت فعلا أن الموضوع رغم أني ومن زاوبتي أراه بسيطا لكنه من حانبها لا ...فقد أخذ منها مأخذا كبيرا......سالتها ..في ظل ما حدث ماذا ستفعلين !؟ ...قالت...لاشيء سوى انني وصلت إلى قرار لا رجعة فيه وهو أني لن اتصل بها ثانية تحت اية ظروف ولن اكلمها مستقبلا أو اتابع أخبارها أبدأ .....قلت لها مازحة لعلها تخرج مما هي فيه....انت تفعلين هكذا !؟ أشك في هذا فأنا اعرفك جيدا واعرف طيبتك.... فأنت (خبالوو) ام غيرك !؟ صاحبة القلب الحنون الذهب ... قاطعتني بشدة وبذات النبرة من الألم ...أردفت
لاعليك..ساغيره وأجعله نحاسا...وصدقيني سأكون غبية أن فعلتها ...واتصلت ...وانني آنذاك ساكون فعلا.....خبالووو.....!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يربح المليون؟؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 6 / 20 - 04:17 )
هل يستطيع احد ان يخبرني ما هي الفائدة المتوخات من هذا المقال وتحت اي عنوان يندرج من الحوار المتمدن؟؟. فاذا كانت الفقيدة ( رحمها الله ) امراة فاضلة فعلى العراقيات التقيد بسلوكياتها وماذا بعد؟؟. مادخل القراء والمعلقين الكرام في شجارجرى بين صديقتين وما هي الفآئدة المرجوة من ورائه؟؟. ان المكان اللائق بهذا المقال وبعض مقالاتك الاخرى هو الصحافة العراقية لان تلك المقالات تخص الشعب العراقي وليس هناك فآئدة للاخرين خارج الحدود. كل شعب له عاداته وتقاليده منها ما هو موجب ومنها ما هو سالب ولكن تحت حكم المحاصصة اصبحت السلبيات ايجابيات والايجابيات سلبيات ومن هذه السلبيات تطور فن اللطم وتدجين العقول والشاطر من يربح المليون.
ليتني اسطيع بث الوعي في هذي الجماجم ** لاريح البشر المخدوع من شر البهائم
واصون الدين عما ينطوي تحت العمىئم ** من مآس تقتل الحق وتبكي اي حقي
رحم الله بحر العلوم وحم الله العراق مهد الثقافة البابلية.


2 - أؤيد الأستاذ البحراني
ماجدة منصور ( 2019 / 6 / 20 - 08:01 )
لا.............تعليق
حكايات حواري و=حارات...ليس إلا

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما