الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .

يوسف حمك

2019 / 6 / 20
الادب والفن


أشياءٌ جديدةٌ يقع بصرك عليها لأول مرةٍ . تعكس رونق الطبيعة و طلاوة جوها المثالي بلا منازعٍ .
و لا سيما بالنسبة لشخصٍ مجنونٍ مثلي بحب الطبيعة ، و مهوسٍ بوداعتها و براعة الجو الراقي .
كل شيءٍ هنا رائعٌ أكثر مما تتخيل . ملامح الطبيعة مبتهجةٌ دوماً ، زاخرةٌ باللطف و الرفق .

الأزهار متفتحةٌ ، و الغابات كثافتها عاليةٌ ، أغصانها تلتف على بعضٍ ، و الأوراق تتكاتف بازدحامٍ .
الأعشاب تنمو في كل مكانٍ ، و الجلوس عليها مهدئ للأعصاب ، و يزيل التوتر .
لاشيء ينزوي خارج نطاق الأشجار .
الطرقات تمر بمحاذاتها ، و كل الشوارع أيضاً .
البيوت و الأبنية المتشابهة بأشكالها الهندسية و ألوانها الفاقعة تكاد بين الأشجار تغرق و تتوارى عن الأنظار . و مثلها المؤسسات و المراكز و الأسواق .
المدن بأكملها تكتسي حلةً خضراء ، و تتزر بوشاحٍ مرصعٍ بأزهى ألوان الورود و الأزاهير .

الأرض هنا دائم الخصوبة ، و للتكاثر مستديمٌ . لا كما أرض الشرق العاقرة المريضة بعدوى عقول حكامها و ناسها .
الجو هادئ ودودٌ من سكونه ينبض ربيعٌ دائمٌ .
و النسمات الخفيفة للموتى مؤنسٌ ، و للأحياء خير مزيلٍ للوحشة .
و صباحٌ ضاحكٌ من بسمته تختلج نفحاتٌ تبهج النفس ، لتراقص شدو الطيور الطروب .
قد تتذوق النكهة ، و تستمتع المناظر أكثر حينما تسير وحيداً بصحبة همساتٍ ناعمةٍ ، ترفع عيار صفاء مزاجك عالياً - و أنت تمارس الرياضة الصباحية - لتطرد الكآبة إلى حيث بلاد القهر و الاستبداد . و الكدر يحتضر رويداً رويداً بحضور الرذاذ الناعم للمطر .
و قطرات الندى تهبط من الأوراق بين الفينة و الأخرى ، لتلامس وجنتيك بحنوٍ دون أدنى شعورٍ بالانقباض .
ثم ينقشع الضباب الرهيف مهلاً فمهلاً . حتى تتوضح الرؤية على امتداد البصر .

الجمال يحيط بك من كل جانبٍ . كيفما تخرج ، و أينما تتوجه ... فكأنك في نزهةٍ جميلةٍ ، أوفسحةٍ ترويحاً عن النفس .
فتجمع ثروةً كبيرةٌ من الزينة للعيون . و للروح رصيداً وفيراً من استرخاءٍ مريحٍ .

حتى الشمس هنا في بلاد الكفر - حسب زعمكم - على الكَفَرَةِ حانيةٌ ، لا تقسو عليهم . مثلما تحرقكم بلظى لهيبها في بلدانكم - بلدان مهد الأديان - . و ناهيك عن قطع الكهرباء الحكوميِّ المتعمد . و التباطؤ المتقصد لأصحاب المولدات بالاستجابة لتوسلكم . و إن استجابوا فبجفاءٍ و غلاظةٍ .

بيئةٌ مثاليةٌ بلا تشويهٍ أو تلويثٍ ،
مكانٌ رائعٌ مع كل مقومات العمل و الابتكار .
و زمانٌ مبدعٌ سبق زمانكم بقرونٍ في الأمانة و النزاهة و العدل و التضحية من أجل ترقية الوطن ، و ترفيه المواطن .
إنها ثقافة النظافة و التعالي و التنظيم و الرتابة و التنسيق ، و الحياة الأنيقة ، و الذوق الرفيع .

لا قائد أوحد هنا ، و لا زعيم وحيد .
فلا أحد ينصر القائد العاق . و لا منقذ للزعيم المحبط الفاسد .
و المجتمع لا مرض فيه . كما يخلو من المظاهر البراقة و التباهي المزيف .

الأرواح كلها زاخرةٌ بالحيوية دون بلادةٍ . على النقيض من أرواحكم التي تنازع الموت ، و لا تتحرك إلا بالإكراه - و إن تحركت فلصالح الحاكم الباغي ، و الولي ( قدس سره ) - .

لا تهامس في الغرف المغلقة بالكلام المحظور . لأن النطق بكل الكلمات مباحٌ ، و الحيطان صماءٌ لا آذان لها .
و لا مكان لِكَتَبَةِ التقارير السرية من أذيال رجال الأمن ، و أذناب زوار مابعد منتصف الليل .
و ليس هنا ما يثير التوتر للعقل أو إحباطه . فكل شيءٍ محفزٌ للعمل . ثم الأولوية للمعطاء الفطين ، و المبدع المبتكر .
بعكس تكلس عقولكم و انغلاق أذهانكم . أو إعطاء الأهمية للمصفق الجاهل المعتوه ، و المهرول المغفل ، أو المداح المأجور .
ففي مدارس الخيبة تعلمتم الخذلان و العجز .
ليصبح الإنسان لا أعتبار له و لا أهمية ، بل أرخص من خرقةٍ باليةٍ .
و ذواتكم هائمةٌ منذ عهودٍ في مأزقٍ دائمٍ لا ينتهي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في