الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة فهم رواية ختان ابن موسي و حل الاشكاليات المتعلقة بالقصة مع توضيح للترجمات الخطأ.

ابرام لويس حنا

2019 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقرا في سفر الخروج حادثة غريبة فردية من نوعها ( الله يريد قتل نبيه موسي !! )

وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ.
فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي».
فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».

الكثير يُعلِمون إن سفر الخروج الإصحاح الرابع من عدد 24 إلي 26 يتحدث علي سعي الله لقتل موسي ، ومن ثم قامت صفورة زوجة موسي بخنان إبنها لتجنب غضب الله ، وهذا ما نجده أيضاً في سفر ياشر الإصحاح 79 : 8-12 ، هذه القطعة تمثل إشكالية كبيرة لكثير من الدارسين على مر السنين . يمكن تلخيص المشاكل التى تواجه القطعة في الاسئلة التالية :

1- لماذا الله كان يريد قتل موسي ؟
2- كيف يمكن للختان تجنب غضب الله ؟!
3-لماذا صفورة ختنت إبنها بدلا من أن تدع موسي يقوم بهذا ؟
4- ما المعني المقصود بـ ” عريس دم ” التى نطقت بها صفورة ؟

هذه الأسئلة تضم كثير من القضايا الحضارية واللاهوتية ، وهناك عدة محاولات للإجابة على تلك الاسئلة ولكن كلها تحزرية وأفكار شخصية ، هذا بالإضافة أنه لا يوجد آى دليل كتابي على أن عقاب الاب بالموت بسبب عدم قيامه بختان الابن ، فقد كان عقاب عدم الختان يقع على إلابن وليس على الأب ” وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي ” ( تكوين 17 : 14 ) و كان العقاب ليس الموت بل الإقصاء من العهد الإبراهيمي . وحتي لو الله كان يسعي لقتل موسي بسبب خطيه قتل موسي للرجل المصري كما ترائ لبعض المدارس ، فإنه لا يوجد آي شئ يوضح إن الختان يكفر عن الإثم . فالختان هو عهد وليس تضحية او تكفير عن الإثم . فكل هذه الآراء تعبث بمبادئ غير كتابية .

إن المشكلة ليست فى الأجوبة ولكن المشكلة هي فى الأسئلة ، فالإنسان قد يسأل الأسئلة الخطأ بسبب قراءته ترجمة غير دقيقة، فعندما تقرأ القطعة فى ترجمة King James أو من النص العبري فالقطعة تصبح سهلة الفهم ولن تكون هناك حاجة للأسئلة الصعبة .
فعلي سبيل المثال للترجمة الخطا ترجمة New International Version كالتالي :

21 The LORD said to Moses, "When you return to Egypt, see that you perform before Pharaoh all the wonders I have given you the power to do. But I will harden his heart so that he will not let the people go. 22 Then say to Pharaoh, This is what the LORD says: Israel is my firstborn son, 23 and I told you, "Let my son go, so he may worship me." But you refused to let him go so I will kill your firstborn son. "

24 At a lodging place on the way, the LORD met Moses and was about to kill him. 25 But Zipporah took a flint knife, cut off her son s foreskin and touched Moses feet with it. "Surely you are a bridegroom of blood to me," she said. 26 So the LORD let him alone. (At that time she said "bridegroom of blood," referring to circumcision.) (Exodus 4:21-26)

توجد هنا كلمات مُضافة من مُترجمي NIV ، فالنص العبري يتحتوي فقط على ضميري ” He ” و Him ” فى هذه الأعداد ، نعم هذه الأضافات من المترجمين سهلت علي القارئ تتابع سرد الرواية ولكن تبقي اضافة الضمائر بدون وعي كارثة ولكن حينما تقراءها من نسخة الملك جيمس ، فيمككنا ان نفهم القطعة باسلوب صحيح و الاسئلة التى سئلت سابقاً لن توجد ، تمت ترجمة القطعة كالتالي :

21 And the LORD said unto Moses, When thou goest to return into Egypt, see that thou do all those wonders before Pharaoh, which I have put in thine hand: but I will harden his heart, that he shall not let the people go. 22 And thou shalt say unto Pharaoh, Thus saith the LORD, Israel is my son, even my firstborn: 23 And I say unto thee, Let my son go, that he may serve me: and if thou refuse to let him go, behold, I will slay thy son, even thy firstborn. 24 And it came to pass by the way in the inn, that the LORD met him, , and sought to kill him.
25 Then Zipporah took a sharp stone, and cut off the foreskin of her son, and cast it at his feet, and said, Surely a bloody husband art thou to me. 26 So he let him go: then she said, A bloody husband thou art, because of the circumcision. (Exodus 4:21-26)

دعونا نفحص الأجزاء الصعبة :

(ا) فى العدد 24 ( وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله ) يُقصد بالضمير Him هو إبن فرعون وليس موسي . ففى العدد 23 الله يوضح إنه سوف يقتل الإبن البكر لفرعون ” هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ ” وهذا ما سيحدث لو فرعون رفض أن يطلق إسرائيل وهذا طبقاً لقواعد اللغة فحيث إن أقرب إسم هو الابن البكر ( ها أنا أقتل ابنك البكر ) فالعدد 23 + 24 ( حلقة واحدة ) ولهذا بدأت ترجمة الملك جيمس وغيرها من الترجمات بمقطع جديد بعد إيراد هذين العددين بجوار بعضهما البعض ، مما يقوي تفسير إن الضمير هنا عائد على الابن البكر وليس على موسي . وحتي لو وضع العدد 24 فى مقطع جديد فهذا لن يجعل الترجمة خطأ لانه من الواضح هناك فجوة زمنية ” وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ ” فهناك إذا فاصل زمني ولكن ليس هناك فاصل موضوعي . فالعدد 24 يذكر أن الله إلتقي بابن فرعون البكر فى العودة للمنزل و سعي فى قتله ، فالله يعرف بعلمه السابق برفض فرعون بإطلاق شعب اسرائيل ، ولذلك كان الله جاهزاً لقتل ابنه البكر ، هذا بالإضافة إن هذه العبارة تخدم كانذار لما سيحدث لاحقاً .

(ب)نتنقل إلي مقطع جديد من عدد 25 ، فالسرد يبدأ يتصوير صفورة وهي تختن إبنها ، وهنا نجيب على السؤال ” لماذا لم يقم موسي بهذا بدلاً من صفورة !؟ ” والأجابة هي إن موسي كان يجب عليه بأن يثبت إبنه من أجل عملية الختان ، دعنا نتخيل هذا الموقف ، هنا ولد ناضج الذى يجب عليه أن يُختن فالبتالي هذا الطفل لن يبقي من أجل هذه العملية المُرعبة ، حتي فى عصرنا الحالي بعض الآباء يجب عليهم يجبروا اولادهم على الذهاب إلي طبيب الأسنان أو من أجل اخذ الحقن ، وبما أن صفورة أمرأة فقد يكون ليس لديها القوة الكافية لتثبيت الطفل ولذلك كان على موسي أن يجعل هذا الطفل ثابتاً بينما كانت صفورة تؤدي عملية الختان ، ولذلك جاءت عبارة فى العدد 26 ”فَانْفَكَّ عَنْهُ ” فهذه العبارة ليست عن ترك الله لموسي ولكن عن ترك موسي لابنه بعد أن تمت عملية الختان ، وهذا يتماشي منطقياً مع سرد الأحداث منذ أن سعي الله فى قتل ابن فرعون البكر إلي ختان موسي وصفورة لابنهما ، ففي العدد 23 الله قد نطق بالحكم على ابن فرعون ، و من حوار الله مع موسي يظهر ان موسي أن حكم الله لن يشمل فقط فرعون مصر بل أيضاً كل المصرييين ، مما جعله يُسرع من عملية ختان ابنه ليضمن بأن إبنه قد حسب من ضمن شعب الله وأن حكم الله سوف يعبر عنه ولن يشمله.

(جـ) معني عبارة ” عريس دم من أجل الختان ” ، بدون الحاجة إلي تفكير شديد ، فصفورة قطعت الغرلة من إبنها والقتها إمام رجلي موسي وأطلقت عليه ” عريس دم ” وذلك بسبب إنها إشمئزت من هذه الإجراء الدموي للختان ، فكثير من غير العبرانيين قد يرون إن هذا الإجراء هو إجراء مُقزز وغير إنساني ، فتعبير ” عريس دم ” هو مجرد نقد صفورة لزوجها الذى يفعل إجراء دموي وغريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد