الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبب الخلاف في الطبيعتين بين الارذوكس و باقي المسيحيين

محمد برازي
(Mohamed Brazi)

2019 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيرلس علم و كتب في بعض كتاباته بعقيده الطبيعه الواحده و كان هذا لسبيبن معروفين و اليوم الكنائس الارذوكسيه تنادي بعقيده الطبيعه الواحد و تخرج كل من يومن بالطبيعتين من الارذوكس و الكاثوليك و البروتسنتات هذا الامر جعلني اغوص و ابحث في هذا و وصلت الى المراجع اللتي كانت سبب في هذا الامر اللذي قسيم المسيحين الى هذا الوضع و قد علم كيرلس بعقيده الطبيعه الواحده لسبين على الاقل.
السبب الاول هو انه عندما بدا في البحث عن المصادر اللتي اراد فيها دحض اقوال نسطوريوس وجد كتابات ابولوناريوس كمصدر له و كان ابولوناريوس قد كتب هذه الكتابات و وضع عليها اسماء مزيفه لامعه مثل اسم اثناسيوس و اغريغوريوس العجائبي و البابا يوليانوس و فيليكس و اخرين و كانت هذه الكتابات اللتي حملت اسماء هؤلاء الاباء المشهود لهم بالارذوكسيه تتكلم عن وحده هي طبيعه الكلمه المتجسد فقد كانت تتحدث جميعها عن وجود طبيعه واحده في المسيح و اعتقد كيرلس ان هذه التعاليم هي تعاليم الاباء.
السبب الثاني اللذي دفع كيرلس لتكرار هذه الجمله هو انه وجد بها التعليم المضاد تماما لتعاليم نسطوريوس و بناء على ذلك فان معلم الاسكندريه قبل هذه الجمله و كررها مرارا و تكرارا دون ان يتحقق للاسف الشديد من مصدرها لانه كان يرى في تعاليم نسطويوس تهديدا خطيرا جدا لوحده المسيح كما انه يعتقد ان تعاليم اسقف القسطنطينيه توذى الى فصل الطبيعتين الواحده عن الاخرى و ان الدارس المدقق اللذي يتبع بنظام تسلسل الحوادث التاريخيه العقائديه يلاحظ الاتي:
ظهور اريوس و رفضه لعقيده مساوه جوهر الاب بجوهر الابن و عدم وجود روح بشريه في المسيح بعد ذلك ظهور ابولوناريوس و مقاومته لعقيده اريوس و لكنه قبل في نفس الوقت عقيده عدم وجود روح بشريه في المسيح و ان الكلمه حل محل الروح في الجسد ثم نادى بجملته الشهيره واحده هي طبيعه الكلمه المتجسد.
فلقد علم ابولوناريوس بانه لا يوجد الا طبيعه واحده في المسيح الطبيعه الالهيه فقط و هنا ظهرت جماعه من العلماء الانطاكيين اللذين رفضوا تعاليم ابولوناريوس ونادوا بازدواجيه الطبيعه و بذلك برز تياران عقائديان مهمان الاول و على راسه ابولونايوس اللذي حاول ان يحافظ على وحده المسيح فنادى بوجود طبيعه واحده و هي الطبيعه الالهيه الكلمه اللذي حل في جسد المسيح بدون روح.
و التيار الثاني اللذي راى اتباعه خطر هذه التعاليم الابولوناريوسيه الاندماجيه اللتي خلطت و ادمجت اللاهوت الكلمه في جسد بشري بدون روح فنادى بان الكلمه الازلي حل بملء لاهوته على الانسان يسوع الناصري منذ الحبل فيه فهو انسان كامل و اله كامل و بما ان ابولوناريوس و اتباعه حاولوا اظهار وحده المسيح فادمجوا او خلطوا الطبيعتين فان اتباع ديودوريوس و الانطاكيين حاولوا تميز الطبعتين الواحد عن الاخرى بطريقه واضحه و لكن في محاولتهم شرح و ايضاح و ابراز الطبيعتين تمادوا في بعض الاحيان الى تقسيم المسيح الواحد و فصل الطبيعتين امام هذين التيارين العقائديين تيار الاندماجيه او خلط الطبيعتين بل ازاله و محو الناسوت اللذي تزعمه ابولوناريوس و تيار الانفصاليه اللذي تزعمه الانطاكيين و اللذي كان يهدد في بعض الاحيان وحده المسيح. حاول كيرلس ان يجد حلا لهذه المشكله فلقد رفض رئس اساقفه الاسكندريه تعاليم بعض الانطاكيين اللتي قسمت او فصلت الطبيعتين كما انه رفض ايضا تعاليم الاندماجيه اللتي خلطت و مزجت الطبيعتين.
كان هم كيرلس الاعظم ان يقدم مسيحا واحدا بدون انقسام او انفصال بين الطبيعتين فشدد كثيرا جدا على الوحده في المسيح : ان المسيح يسوع واحد و اقنوم واحد. فمع ان هذه جمله : واحده هي طبيعه الكلمه المتجسد. و وردت عده مرات في كتاباته الا انه تمسك بعقيده الطبيعتين و سوف لهذه النقطه فيما بعد. ان اللذين تمسكوا بعقيده الطبيعه الواحده بطريقه حرفيه هم اتباع كيرلس و ليس كيرلس نفسه امثال اكاكيوس الميليتي و رابوله الرهاوي و اخرون. و جاء بع ذلك اتيخوس و اخرون ايضا حتى عصرنا الحاضر. فجيمع هؤلاء يعلمون بعقيده الطبيعه الواحده و المشكله الاساسيه و الجوهريه في هذه القضيه العقديه هي ان المناده بهذه العقيده بدات كما بيننا ذلك بمفهوم خطاء و ان كبرلس اعتقد ان الاباء اثناسيوس و يوليانوس و غريغوريوس العجائبي و فيليكس و اخرين نادوا بهذه التعاليم المزيفه اللتي كتبها ابولوناريوس تحت اسماء اخرى لاشخاص لهم وزنهم و اعتبارهم في المسيحيه و اليوم الارذوكس يبنون عقيدتهم على اسس باطله من كتب مزيفه للاسف و يصارعون الباقي.
هكذا نادى ايضا اللاحقون لكيرلس بنفس هذه التعاليم اللتي اعتقدوا هم ايضا ان كيرلس و الاباء نادوا فيها و حقيقه الامر ان معظم هذه التعاليم ما هي الا تعاليم ابوناريوسه فمثلا حاول الاب القمص كيرلس الانطوني في كتاب عصر المجامع ان يشرح هذا: عقيده الطبيعه الواحده فاقتبس الى القديس غريغويوس الثيولوغس هو اقنوم واحد طبيعه واحده سجد له المجوس لان وحدانيه الكلمه ليست بعدد طبائع ولا اقانيم و هو ايضا نفس الاتجاه اللذي اتخذه الشماس جورج باقي في تفسيره لاقوال القديس كيرلس عندما قال: وقد ايد القديس كيرلس الكبير عقيده الطبيعه الواحده بادله كتابيه و منها و ليس احد صعد الى السماء الا اللذي نزل من السماء ابن الانسان اللذي هو في السماء يوحنا3-13. فاللذي في السماء هو بعينه اللذي على الارض و هو ابن الله و هو ابن الانسان جوهر واحد و اقنوم واحد و طبيعه واحده كما يقول ايضا ان الاقنوم الثاني في الثالوث الاقدس اتخذ من السيده العذراء جسدا بشريا و نفسا انسانيه ناطقه عاقله و ان المولود منها هو الاله اللذي له طبيعه واحده متجسده لها جميع صفات و خصائص الطبيعتين معا.
ان هذه العبارات و عبارات اخرى كتبها بعض الكتاب الاخرين اللذين ينتدون بطعيه واحده تدل على تمسكهم بهذه العقيده و في حقيقه الامر ان بعض الكنائس الارذوكسيه اللتي تنادي بعقيده الطبيعه الواحده لا تنكر باي حال من الاحوال وجود الناسوت و اللاهوت.
ان المشكله الحقيقه في هذه القضيه هي التمسك ببعض الكلمات و العبارات اللتي تمسك فيها الاباء في العصور الغابره و لظروف معينه و محاوله تطبيقها الان على مجتمع يختلف اختلافا كليا عن المجتمع اللذي ظهرت فيه هذه العقيده فعلى سبيل المثال تمسك كيرلس في بعض الاحيان بعباره واحده هي طبيعه الكلمه المتجسد لانه كان يعتقد ان كاتبها هو اثناسيوس كما ان كيرلس كان يستعمل الاصطلاح هيبوستاس لكي يعبر عن الطبيعه او عن الشخص الكامل التكوين و استعمل ايضا في نفس الوقت كلمه طبيعه لكي يعبر عن كائن مكون من روح و جسد.
ان الكنائس اللتي تنادي بعقيده الطبيعه الواحده لا ترفض البته وجود اللاهوت و الناسوت في شخص المسيح يسوع و هذا واضح من الاعلان اللذي صرح فيه كل من البابا بولس السادس و الانبا شنوده بعد اللقاء التاريخي سنه 1973 شهر ايار حيث اعلنا: و نقر و نعترف بان ربنا و الهنا و مخلصنا و ملكنا كلنا يسوع المسيح انه اله كامل من حيث لاهوته و انسان كامل من حيث ناسوته و ان فيه اتحد اللاهوت بالناسوت اتحادا حقيقيا كاملا بغير اختلاط ولا امتزاج و لا تشويش ولا تقسيم و لا افتراق فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده او طرفع عين و انه هو الاله الازلي الابدي غير المنظور صار منظورا في الجسد و اتخذ صوره عبد و فيه حفظت كل خصائص الناسوت جميعا باتحاد حقيقي كامل.
ان هذا اقرار الايمان هذا اللذي وقع عليه يعترف بوجود الناسوت و اللاهوت كما انه يعترف ايضا بوجود اتحاد قوي وثيق بين العنصرين اي بين الطبيعتين فلا وجود اختلاف بين الكنستين في الاعترف بوجود عنصرين بوجود اللاهوت و الناسوت في شخص المسيح. و ان هذا ما كان يخشاه كيرلس و ما يجب على الكنائس اللتي تنادي بالطبيعه الواحده ان تخشاه ايضا وهو فصل الطبيعتين المتحدتين باتحاد قوى عميق ان وجود الطبيعتين في المسيح حقيقه لا ينكر اذا قبلنا سر التجسد.

المراجع:
Kelly 330: Quasten 3. 202-204 Adv Nest, 2 Prooem
Tixeront 61-63
Tixeront 63 De recta Fide ad Reg, 1 13 Col 1221: De incarn, unigeniti, Col 1208-1220
Quasten 3. 204-206
Lål,ui hgavu hgöksd w 296
القمص كيرلس الانطوني عصر المجامع 173
الشماس جورج باقي ص 70-71-79








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح