الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الهويات ومستقبل العراق

عبدالله عطية

2019 / 6 / 26
المجتمع المدني


من المستعجل الحديث عن هكذا موضوع يخص المستقبل العراقي، سيما واننا اليوم في مرحلة محرجة جداً من تاريخ بلدنا، وهي مرحلة اللادولة، فكل قوة هي سلطة في هذا البلد، من المليشات تبدأ، والعشائر وتنتهي بأحزاب الفساد السياسي، الا ان هناك زاوية اخرى ينبغي النظر من خلالها بقلق حول المستقبل، فأكثر من قضية جدلية تثار من هذا الجانب على شكل تسؤلات وهي ما مستقبل العراق في ظل الهويات الفرعية؟ هل الصراع الحاد بين هذه الفرعيات يستمر؟ وهل التشريع القانوني سوف يحد من هذه الصراعات؟ ما دور الطبقة السياسية في ادارة هكذا صراعات؟ وهل السياسين ولائتهم للهوية الوطنية ام الفرغية؟ مادور رجال الدين؟ هل يسلكون التحريض ام طريق جمع الناس؟ الكثير من التسؤلات تثار حول هذا الموضوع لدرجة انها لاتنتهي فكل سؤال يقود الى عشرات الاسئلة لذا احاول تقديم المهم من نظرة اجتماعية عشتها في مجتمعنا.
نعرف ان بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 وكأداة تفيد المحتل من اجل تنفيذ سياساته تم تبني فكرة الطائفية، اولاً من اجل احكام السيطرة، وثانياً من اجل اضعاف المقاومة الشعبية، وهكذا تم زرع الطائفية في المجتمع الذي كان تحت راية واحدة، ما نتج عن هذه السياسة اثار كبيرة في الحياة وانتقلت الى البعد السياسي، وكل هذا تم زرعة في جيل ولد وترعرع وقاتل في حربين او ثلاثة تحت راية وطنية موحدة، الا ان سياسة الطائفية والإعلام المغرض زرع هذه الفكرة الا وهي ان الاخر وهو الشريك في الوطن خطير بهويته الفرعية على هوية الشخص الاخر، ومما زاد الطين بللاً هو تبني سياسي هذه الفئة او تلك من الهويات بلدان داعمة لها تنفذ سياسياتها في الداخل، وتروجها في وسائل اعلامها، ولاحقاً أصبحت اكثر واقعية حينما تم تقسيم المناصب والوزارات السياسية حسب الهويات الفرعية المبطنة بالقول عن تشكيل الحكومات بطريقة الاغلبية السياسية، ومن هنا تم تثبيت الاساسات الداعمة لصراع الهويات في المجتمع.
ذكرت اعلاه ان اجيال عاشت في ظل هوية موحدة وقاتلت من اجل علم واحد في اكثر من حرب وبسنتين او ثلاثة عادت الى الهوية الفرعية وانسحبت من الهوية الوطنية، وانا هنا اتحدث عن المستقبل لا عن الماضي والحاضر، تخيل عزيزي القارىء ان غداً هناك جيل ولد ونشأ وتربى في فترة الطائفية سوف يكون على عاتقه حمل مسؤولية البلد، جيل اغلب افراده يرى ان الاخر على خطأ ولا يتقبله ويصل الى عدن الثقة به وتكفيره، جيل يرى اتباع المذهب الذي ينتمي اليه او القبيلة او العشيرة اهم من الانتماء الى الوطن، هذا الجيل نفسه مما لا شك فيه قليل الثقافة، لذا كيف يمكن ان يقود وطن لمستقبل مشرق، الاهم من ذلك ان هذه الظاهرة تزداد توسعاً مع الازمات، والكثير من الحوادث التي عايشناها خلال السنوات الماضية تشهد ذلك.
ظاهرة الانقسام على الهوية لم تكون بهذه الحدة، بعد انقسام الهوية الوطنية الى هويات فرعية، اليوم حتى الهويات الفرعية بدأت بالانقسام على انفسها وكأنها تتفتت، وهذا نموذج موجود في اكبر الهويات في المجتمع العراقي، كل جماعة بجماعتها داخل المكون، وهذه الانقسامات كلما تقادمت بالزمن تصبح اشد خطورة لذا ينبغي النظر الى هذا الموضوع بجدية اكثر.
برأيي الشخصي هناك الكثير من الحلول ينبغي تبنيها في هذا الموضوع، وهي تنشأ الاطفال تنشأة صحيحة منذ الطفولة، وذلك بزرع المفاهيم الوطنية والانسانية لا الطائفية في انفسهم من خلال تغيير المناهج الدراسية، والغاء المواد التي تحث على الطائفية والكراهية من المناهج، وضع قانون وطني لتجريم الطائفية وهذا افضل حل، والاهم تقيد مساحة رجال الدين في العمل الاجتماعي والسياسي، وجعلهم يكفون عن الدعوة الى التحزب والطائفية، بالاضافة الى التوعية المجتمعية، من اجل زرع الوعي في المجتمع بطريقة غير مباشرة عن طريق اعادة وتكرار المشاهد والبوسترات برأيي هذه حلول واقعية وبسيطة ومهمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟