الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية بوغيز العجيب

زهير إسماعيل عبدالواحد

2019 / 7 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تغييب العقل في رواية بوغيـــز العجيب لــ ضياء جبيلي
زهير اسماعيل عبدالواحد
صدرت رواية بوغيـــز العجيب للكاتب ( ضياء جبيلي) في طبعتها الثانية عن دار المكتبة الأهلية في البصــــرة من القطع المتوسط وتقع في 88 صفحة .
سعى جبيلي الى فتح آفاق واسعة من الفانتازيا اللا متناهية امام القارئ لينسج منها روايته بوغيــز العجيب، أن عنصر التخيل هو أحـــد العناصر المشتركة التفاعل بين الكاتب و القارىء وذلك لأتاحة فرصة للقارىء وتأويليه للنص المطروح بين يديه . أن إدراج عناصر الخيال داخل إطار متماسك ذاتياً يعيطك المتعة و التشويق في عمل متناسق بالداخل حيث يظل الإلهام نابع من فكر المؤلف الممتد الى أبعد مديات حدود الكتابة ولا أكون مبالغاً أن قلت ، أن رواية بوغيز العجيب هي أحـــد دورس الفانتازيا أبتداءاً من اسم الرواية وحتى نهاية أحداثها ، وما يميزجبيلي أن أغلب رواياته تدور أحداثها ومسرحها في البصـــرة ومثال ذلك ( رواية اسد البصـــرة ، و وجه فنسنت القبيح ، ولقــــد حصد جبيلي جائزة المتلقى فـــي الكويت عن مجموعته القصصية لا طواحين هواء في البصـــــرة ) ، ضياء جبيلي فرض نفسه وبقوة كقاص و روائي ينافس الكبار في هذا الفن الراقي في مدينته ( البصرة ) ، لكونه مجبول على حب مدينته فأعماله لا تخلوا من ذكرها ، حيث نجد في رواية بوغيــــزالعجيب أنه يلج بذاكرته الى تاريخ مدينة البصـــــرة لكي يُخرج للقارىء محلة الكرخانة التي كانت موجودة أثناء الحكم العثماني حتى يجعلها حلبه صراع شخوص روايته حيث بنى شخصيته الرئيسة وهو بوغيــــز ذلك الزنجي العملاق الذي يسقي أهل محله الكرخانة بتجواله في أزقتها و يتنقل من بيت الى آخر هذه هي وظيفته فتكون هناك جريمة قتل ((عزت رفقي باشا)) ويدور البحث حول القاتل مما يزج القارئ في متاهة البحث ومايحسب لجبيلي عن غيره هو تثقيف القارىء معتمداً على قراءاته الواسعة فهو قارىء نهم جداً، و شغوف بحب الكتب . لقـــد كَتب الكثير من النقاد عن هذه الرواية و كل واحد منهم تناولها من مدخل معين . قدم لنا الكاتب شخصية (( غالي عبد ربه )) ذلك رجل الدين الذي يسلب الناس عقولهم ويغيبها ويقتل فيهم الرغبات بحيث أن يأمر الرجال بعدم الاقتراب الى نسائهم لحين الأنتهاء من التحقيق في القضية مقتل الباشا وأكتشاف الجاني ،هنا يناقش أمراً مهم جداً هوتأثير بعض رجال الدين على عوام الناس الذين يعيشون في زمن الجهل المركب و المرض في زمن أنعدمت فيه الثقافة وخلت الارض من التثقيف و اليوم نحن نعيش هذه الحقبة من تاريخنا المعاصر بحيث أصبح بعض رجالات الدين يتلاعبون بالآخرين أن تغييب العقل عند الناس و السيطرة عليهم أصبح أمراً بسيط جداً فمنهم من يحاولون أن يلغوا كل شيء في حياتنا من أجل أن يعيشوا ، وهم كثيرون في وقتنا الحالي من أمثال غالي عبد ربه يتحكمون في البلاد و العباد أن الدين وحده سلطة فكيف اذا أصبحت سلطة الدين و سلطة الحاكم الظالم متفقين ،فقط على العباد الصبر و الصمت . ولقـــد كانت للشيخ غالي النهاية التي يستحقها ،في نهاية المطاف يجعلك الكاتب في صدمة ومفاجئة كبيرة لربمـــا كان يريد أن يقول أن هذه نهاية كل منافق . ليست المرة الاولى التي أقرأ فيها لضياء جبيلي فأسلوبه يشد القارئ وأغلب رواياته تمتاز بالتشويق و الاثارة هو يعرف كيف يسحب القارئ الى أن يتأمل في نصه . سيجد القارئ في هذه الرواية وجهاً آخر للادب العربي بنهكة عراقية أتمنى للكاتب المزيد من الابداع و التألق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر