الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الالحاد في الوطن العربي

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اُذكِر ( ناقل الكفر ليس بكافر ) ، ان انتشار الالحاد في العالم العربي و تحوله من حالة الى ظاهرة اخذت تقض مضاجع الكثيرين من الشيوخ ومؤسساتهم الدينية كالازهر و المجمع الفقهي وهما اكبر مؤسستين دينيتين في مصر والعالم العربي .اخذت هذه الظاهره بالاتساع في اوساط الشباب بشكل لافت ، اغلبهم في العشرينيات من اعمارهم ، واصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليها . ان انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على الفيس و غيره من المواقع سهل عملية التواصل بين الشباب ، و فتحوا مواقع خاصة بهم يتبادلون الاراء و يدعون بقية الشباب الى اللحاق بهم ، قسم من هذه المواقع تشن حملات مبرمجة على الاسلام وتسخر من جوهر الدين ، مما حدا بالازهر الى ان يعلن الاستنفار في صفوف المشايخ ، ومطالبتهم في حث الخطى باتجاه توعية الشباب و اجراء الحوارات في الجامعات و المعاهد لاعادتهم الى حضيرة الاسلام ، و يفضل ان تكون بعيدة عن وسائل الاعلام خوفا من ان يتأثر المشاهدين من العامة بالسجالات الدائرة و هذا اعتراف ضمني بقوة الحجج التي يرتكن اليها الشباب الملحد و فشل المشايخ في مجاراتهم بسبب طريقة الشيوخ التلقينية و كونهم حفظة قدرتهم ضعيفة على المناورة مما وضعهم موضع السخرية ، و بدا واضحا عجزهم على توفير اجوبة مقنعة لاسئلة الشباب المحرجة ، و هذا سبب مهم في زيادة ترسيخ قناعة الشباب مما ادى الى نتائج عكسية . لذلك نرى اعداد الملحدين في تزايد و لا توجد احصائيات دقيقة لاعدادهم بسبب غياب الشفافية ، ولكنهم يؤكدون بأن اعدادهم بالملايين و يقدرونها بخمسة ملايين في مصر و يعتبرونها الاولى على مستوى الوطن العربي . قسم من المشايخ يرجعون هذه الظاهرة الى غياب الوعي و الجهل بالدين ، و انا ارى ان هذا الافتراض غير صحيح لان الكثير من الملحدين ازهريون و سلفيون و خطباء مساجد و حملة شهادات عليا ، و لهم دراية كاملة بكل تفاصيل الدين لهذا قاموا باستغلال معلوماتهم هذه في كشف ما يعتقدونه من مثالب الدين ، وفي مقابلات عشوائية مع ملحدين اكدوا فيها ان الذي نفرهم من الدين هو تصرفات الشيوخ و السلفيين والتشريعات و القوانين التى اطلقوها عندما استلم الاخوان السلطة في مصر ، عكس ما كانت الصورة المرسومة لهم بأنهم ملائكة تمشي على الارض . اذ قام الحكام الجدد من الاخوان بممارسات غبية منها تقييد الحريات و محاولة طمس الطابع المدني للدولة المصرية و احلال الطابع الديني محله ، و يضيف الشباب بان الدين لم يجلب لهم سوى القتل و الخراب و التخلف ، و يضربون مثلا من ان الدول التي تحررت من هيمنة التعاليم الدينية هي الدول الاكثر سعادة و رقي و غنى و علم و تحضر . و ان اقل دولة فيها جرائم سرقة في العالم ليست السعودية التي تقطع يد السارق ، وانما السويد التي فيها اعلى نسبة الحاد في العالم تصل الى 90 % . عليه اصبح الشباب في عموم الوطن العربي اكثر ميلا للتفكير النقدي للدين ، و في مقابلة مع مجموعة متفرقة من الشباب منهم احدى الفتيات ، والدها سلفي جهادي تقول انها بدءت تشكك في الدين قبل اكثر من عام لسبب يتعلق بغياب العدالة و الرحمة التي من المفترض ان يقرها الدين ، و اصرت على اعلان الحادها بالرغم من الضرب الذي تعرضت له من الاب و الاخ في باحة الازهر .و هكذا مع بقية الشباب ، كل يعطي اسباب و مبررات تركه للدين و اكثرها مرتبط بغرابة و صرامة التعاليم و سوء استغلالها من قبل السلفيين و المتشددين و المشايخ .و مع هذا اجمع اساتذة الجامعات اللذين اخذت ارائهم حول الموضوع بان استعمال العنف او اي نوع من انواع العقوبات القاسية ستكون له نتائج عكسية و غير مجدي ، و اوصوا باطلاق الحوار لمعالجة هذه الظاهرة . وفي العراق الحالة لاتختلف كثيرا ، اصبح الالحاد اهم هواجس السلطة الدينية والسياسية في البلاد ، اذ دق المالكي و الحكيم ناقوس الخطر داعين الى معالجة الحالة التي اصبحت تهدد الدين و ثوابته . و على الرغم من ان الدستور العراقي في مادته الخامسة و العشرون تؤكد على حرية الرأي و التعبير ، الا ان السلطات و الاحزاب اخذت بمراقبة اصحاب المكتبات و تحذيرهم من بيع الكتب التي تروج للالحاد و خاصة في مناطق الجنوب . اعتقد ان مرد انتشار هذه الظاهره في العراق عموما هو اصابة الشباب بالاحباط بسبب فشل الحكومة في معالجة كثير من المشاكل الحياتية و اهمها البطالة و المحاصصة و الفساد ، الذ ي ينخر في جسد البلاد اضف الى ذلك تنشيط وعي الشباب الذي توفره منصات التواصل الاجتماعي و انفتاحها على كل العالم اذ اصبحت كل الامور بالمتناول و كتاب مفتوح ما عليك سوى ان تغرف بما يكفي نهمك للمعرفة . من ناحية اخرى ، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مواقع تروج للالحاد مثل الشبكة المصرية للالحاد و السورية و التونسية و شبكة الالحاد العربي الجامعة و الواسعة الانتشار و اعضائها بالالاف . يطالب هذه الايام قسم من الشباب المصري الملحد ان يكون لهم مكان في الدستور وسط معارضة شديدةمن قبل المشايخ ، و حتى من بعض الملحدين اللذين يرون ان الوقت لازال مبكرا على هذا الامر . لا ننسى دور التنظيمات الاسلامية المتطرفة مثل داعش و النصرة … الخ و التي قدمت نفسها كاسوأ نموذج للاسلام و قيامها بممارسة التوحش في ابشع صوره ، و تركت الاف الاسئلة في اذهان الكل و خاصة الشباب التواق الى معرفة و استجلاء الحقيقة . ارى ان الحل الانسب لهكذا حالة هو اعلان الدولة المدنية ، و فصل الدين عن الدولة ، حماية للدولة و الدين في نفس الوقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص