الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف حسين، الجبل ليس له ضجيج

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2019 / 7 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بعد ان أشهر الشعب السوداني قوته الجماهرية السلمية في 30 يونيو 2019 وطأطأت الكواسر والضباع رؤوسها، آن للبطل الرفيق يوسف حسين مغادرة هذه الحياة.

أسهم الرفيق يوسف حسين (تاج السر) إسهام الأبطال في القضاء على ثلاثة عهود عسكرية لتحكم نظام السوق وتماسيح السوق في حياة الشعب السوداني.

تسلح بالوعي وانتظم به ونظم آلاف النضالات التي شملت مع أسهامه في تنظيم الحزب الشيوعي تنظيم كثير من الأنشطة الديموقراطية بكل معاني الكلمة، في مجال المنظمات والروابط الإشتراكية، وفي مجال الجمعيات التعاونية، وفي النشاطات الثقافية والاعلامية، وفي العمل السياسي بما فيه من أفكار واختلافات وتوافقات، وعمل مكتبي، ووثائق تأسيس، برامج عمل، وتنظيمات رأسية وأفقية، وعضوية، وإجتماعات علنية واجتماعات أخرى سرية، محاضر وتقارير، بيانات، ندوات، تحالفات، منشورات، مطالب، مذكرات، عرائض ومواكب، وتظاهرات وإضرابات واعتصامات. وما بين هذه وتلك من جهود وتضحيات، وتحمل إساءات وإعتقالات وتعذيب وسجون.

لا مبالغة أن في خضم كل نضال جمعي شهده السودان، كان للحزب الشيوعي والرفيق يوسف حسين في قلب آلته التنظيمية إسهام من يدرس أكثر، ويعمل أكثر،وينظم أكثر، ويضحي أكثر، ثم بعد كل هذا الفداء يعف عند المغنم.

وقف الرفيق يوسف حسين بصلابة ضد الإمبريالية والإستعمار، وكان من أوائل المنتبهين لخطورة الإرث الإستعماري في تكوين الدولة وتأثير سياستها وتكوينها الإداري في توزيع موارد المجتمع وفرص التنمية، وفي هذا السياق الوطني أهتم بمصمون الأدب السياسي الذي صاغ بعضه في الخمسينيات الرفيق الراحل الأستاذ حسن الطاهر زروق، أول نائب برلماني للشيوعيين في أول برلمان للسودان، وبذلك الأدب المتجدد، وفي شرحه رفض تحكم الإستعمار في تجارة وتمويل السودان نبه الرفيق الراحل يوسف حسين الى طبيعة ترابط الإستغلال والتهميش في فترات ما بعد الإستقلال وشرح الصلة العضوية بين طبيعة التمويل الدولي للتنمية الرأسمالية، ونموء حالة التفاوت الطبقي والتفاوت بين الأقاليم.

لمع إسم الرفيق الراحل يوسف حسين بعد خروجه للعمل السياسي العلني في عام 1985 بعد كسر الشكل العسكري الثاني لتحكم السوق العالمي والداخلي في حياة الشعب السوداني، حيث واجه الرفيق الراحل مع الشعب ثلاثة قضايا:
1- قضية المعيشة والحريات النقابية،
2- قضية الحرب والسلام،
3- قضية نوع الديموقراطية المناسبة لحل هاتين القضيتين.

ربطت الظروف الحل الإصلاحي لقضايا المعيشة بالحقوق الإجتماعية والنقابية للكادحين وحرية النقابات في المطالبة بالإصلاحات الضرورية لشؤون العاملين والعمل، بينما أرتبط حل قضية الحرب والسلام بتقسيم عادل لفرص التنمية ومقاليد تنظيمها في/بين أقاليم السودان. وأرتبط تحقيق هذين الحلين بضرورة تطوير التمثيل البرلماني (الليبرالي) بتحقيق تمثيل برلماني مباشر لقوى العمل ومجتمعات العمل العام. بالصورة التي يتوافق عليها "المؤتمر القومي الدستوري" الجامع لكل فئات المجتمع السوداني السياسية والنقابية والعسكرية إلخ، وهو مؤتمر كان متوقعاً عقده في يوليو 1989 لولا حدوث الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ السودان السياسي الحديث وقيام الجبهة الإسلامية لطفيليي السوق بقطع طريق تقدم الشعب.

بصلادة وبرسوخ يهز الجبال واجه الرفيق الراحل يوسف حسين مع بقية قادة العمل النقابي والسياسي الموجة الأولى من ويلات القمع والتعذيب والحرب والفساد، وانتصروا للشعب أيما إنتصار بتعاليهم على آلامهم وآلام أسرهم، حتى خجلت منهم قيم الصمود والبسالة، وقد درجوا بها الإنقلاب العسكري الإسلامي من مرحلة القوة والبطش الدموي وأنزلوه إلى مرحلة السياسة ومنها لمرحلة الإنقسام.

في نشاطه وفي "المناقشة العامة" لوجود وفاعلية الحزب الشيوعي السوداني تصدى الرفيق الراحل يوسف حسين لـعدد من السلبيات منها:
1- نزعات "الإستالينية" المتمثلة في تخفيف الجزء السياسي القاعدي من الديموقراطية المركزية.

2- لت وعجن البيروقراطية والتنظير،

3- ضد التصورات الجزئية وضد نزعات الادارة الفوقية اهتم بترقية جمعية لكل مقومات التنظيم بمقرطة العلاقة الجدلية بين "الإنضباط" و"المرونة" فقط على أساس الدراسة العلمية للواقع وطبيعة معالمه، وليس على أساس تصور مجموعة، أو رأي مفرد من القمة.

كذلك وكد الرفيق الراحل يوسف حسين على أهمية ترابط القوام الطبقي والتنوع الإقليمي لنشاط الحزب وإثراءهما معاً الأسس الوطنية للديموقراطية والأسس الديموقراطية للعمل الوطني.


أما في مجال الحركة الجماهيرية فقد كانت كثير من التظاهرات والانتفاضات والحركات المطلبية والحركات المدنية التي شهدها السودان في فترتي التسعينيات والألفينات وكذلك حملات تنظيمات العمل المدني والحقوقي خارج السودان، كانت وثيقة الارتباط بنشاط كثير من الناس، لكن لعل أكثرهم صمتاً وتدبيراً وعملاً ومتابعة لانتظامها أو ضعفها وجهداً لتنميتها كان البطل الرفيق الراحل يوسف حسين.

مع النشاط الدولي لجولات تفاوض "الإيقاد" واتفاقات "ماشكوس" و"نيفاشا" تصدى الرفيق الراحل يوسف حسين بشكل حكيم لتياري الانتهازية، السوداني منهما والأجنبي، حيث

يوسف حسين، الجبل ليس له ضجيج

بعد ان أشهر الشعب قوته الضاربة في 30 يونيو 2019 وطأطأت الكواسر والضباع رؤوسها آن للبطل الرفيق يوسف حسين مغادرة هذه الحياة.

أسهم الرفيق يوسف حسين إسهام الأبطال في القضاء على ثلاثة عهود عسكرية لتحكم نظام السوق وتماسيح السوق في حياة الشعب السوداني.

تسلح بالوعي وانتظم به ونظم آلاف النضالات التي شملت مع أسهامه في تنظيم الحزب الشيوعي تنظيم كثير من الأنشطة الديموقراطية بكل معاني الكلمة، في مجال المنظمات والروابط الإشتراكية، وفي مجال الجمعيات التعاونية، وفي النشاطات الثقافية والاعلامية، وفي العمل السياسي بما فيه من أفكار واختلافات وتوافقات، وعمل مكتبي، ووثائق تأسيس، برامج عمل، وتنظيمات رأسية وأفقية، وعضوية، وإجتماعات علنية واجتماعات أخرى سرية، محاضر وتقارير، بيانات، ندوات، تحالفات، منشورات، مطالب، مذكرات، عرائض ومواكب، وتظاهرات وإضرابات واعتصامات. وما بين هذه وتلك من جهود وتضحيات، وتحمل إساءات وإعتقالات وتعذيب وسجون.

لا مبالغة أن في خضم كل نضال جمعي شهده السودان، كان للحزب الشيوعي والرفيق يوسف حسين في قلب آلته التنظيمية إسهام من يدرس أكثر، ويعمل أكثر،وينظم أكثر، ويضحي أكثر، ثم بعد كل هذا الفداء يعف عند المغنم.

وقف الرفيق يوسف حسين بصلابة ضد الإمبريالية والإستعمار، وكان من أوائل المنتبهين لخطورة الإرث الإستعماري في تكوين الدولة وتأثير سياستها وتكوينها الإداري في توزيع موارد المجتمع وفرص التنمية، وفي هذا السياق الوطني أهتم بمصمون الأدب السياسي الذي صاغ بعضه في الخمسينيات الرفيق الراحل الأستاذ حسن الطاهر زروق، أول نائب برلماني للشيوعيين في أول برلمان للسودان، وبذلك الأدب المتجدد، وبرفضه آنذاك تحكم الإستعمار في تجارة وتمويل السودان، أنتبه الرفيق الراحل يوسف حسين الى طبيعة ترابط الإستغلال والتهميش في فترات ما بعد الإستقلال والصلة العضوية في تلك الفترات بين طبيعة التمويل الدولي للتنمية الرأسمالية، ونموء حالة التفاوت الطبقي والتفاوت بين الأقاليم.

لمع إسم الرفيق الراحل يوسف حسين بعد خروجه للعمل السياسي العلني في عام 1985 بعد كسر الشكل العسكري الثاني لتحكم السوق العالمي والداخلي في حياة الشعب السوداني، حيث واجه الرفيق الراحل مع الشعب ثلاثة قضايا: 1- قضية المعيشة والحريات النقابية،
2- قضية الحرب والسلام،
3- قضية نوع الديموقراطية المناسبة لحل هاتين القضيتين.

ربطت الظروف الحل الإصلاحي لقضايا المعيشة بالحقوق الإجتماعية والنقابية للكادحين وحرية النقابات في المطالبة بالإصلاحات الضرورية لشؤون العاملين والعمل، بينما أرتبط حل قضية الحرب والسلام بتقسيم عادل لفرص التنمية ومقاليد تنظيمها في/بين أقاليم السودان. وأرتبط تحقيق هذين الحلين بضرورة تطوير التمثيل البرلماني (الليبرالي) بتحقيق تمثيل برلماني مباشر لقوى العمل ومجتمعات العمل العام. بالصورة التي يتوافق عليها "المؤتمر القومي الدستوري" الجامع لكل فئات المجتمع السوداني السياسية والنقابية والعسكرية إلخ، وهو مؤتمر كان متوقعاً عقده في يوليو 1989 لولا حدوث الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ السودان السياسي الحديث وقيام الجبهة الإسلامية لطفيليي السوق بقطع طريق تقدم الشعب.

بصلادة ورسوخ يهز الجبال واجه الرفيق الراحل يوسف حسين مع بقية قادة العمل النقابي والسياسي الموجة الأولى من ويلات القمع والتعذيب والحرب والفساد، وانتصروا للشعب أيما إنتصار بتعاليهم على آلامهم وآلام أسرهم، حتى خجلت منهم قيم الصمود والبسالة، وقد درجوا بها الإنقلاب العسكري الإسلامي من مرحلة القوة والبطش الدموي وأنزلوه إلى مرحلة السياسة ومنها لمرحلة الإنقسام.

في نشاطه وفي "المناقشة العامة" لوجود وفاعلية الحزب الشيوعي السوداني تصدى الرفيق الراحل يوسف حسين لنزعات "الإستالينية" المتمثلة في تخفيف الجزء السياسي القاعدي من الديموقراطية المركزية.

وانتقد الرفيق يوسف لت وعجن البيروقراطية والتنظير، مهتماً بترقية كل مقومات التنظيم بمقرطة العلاقة الجدلية بين "الإنضباط" و"المرونة" على أساس الدراسة العلمية للواقع وطبيعة معالمه وليس على أساس تصور مجموعة، أو رأي مفرد من القمة.

كذلك وكد الرفيق الراحل يوسف حسين على أهمية ترابط القوام الطبقي والتنوع الإقليمي لنشاط الحزب وإثراءهما الأسس الوطنية للديموقراطية والأسس الديموقراطية للعمل الوطني.

كانت كثير من التظاهرات والانتفاضات والحركات المطلبية والحركات المدنية التي شهدها السودان في فترتي التسعينيات والألفينات وكذلك حملات تنظيمات العمل المدني والحقوقي خارج السودان، ذات نشاطات وثيقة الارتباط بنشاط كثير من الناس، لكن لعل أكثرهم صمتاً وتدبيراً وعملاً ومتابعة لانتظامها أو ضعفها وجهداً لتنميتها كان البطل الرفيق الراحل يوسف حسين.

مع النشاط الدولي لجولات تفاوض "الإيقاد" واتفاقات "ماشكوس" و"نيفاشا" تصدى الرفيق الراحل يوسف حسين بشكل حكيم لتياري الانتهازية، السوداني منهما والأجنبي، موضحاً طبيعة النفع الذاتي لتحركات بعض عناصر وزعماء القوى الرجعية في شمال السودان، وأشباههم في جنوب السودان، وكشف الطبيعة الاخضاعية لنشاطات الحصار ولاغراءات فك الحصار الخارجي، وكون الارتباط بها استجارة من الرمضاء بالنار.

العزاء للسودان في بطل صنديد أضاء مع الآخرين وعي الشعب والوطن بقضية التنظيم وقضية التهميش.

كانت تعاملاته أصفى من النهار وأروى من النيل، ترتيبه أحد من السيف، وكلامه أهدأ من الصمت، وسكوته بليغ، الجبل لا يتكلم وليس له كالطبول ضجيج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي