الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بات سقوط أردوغان وشيكاً؟ -أردوغان يلهي الجيش بالحروب كي لا ينقلب عليه-!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 8 / 7
القضية الكردية


إن العنوان الأساسي طرحته قبل فترة من الزمن، أما العنوان الفرعي فهو مأخوذ من مقال للكاتب (سعيد غفوروف، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول إشغال أردوغان للجيش خشية أن ينقلب عليه، ونضوج شروط أزمة خطيرة في تركيا) حيث يقول فيه؛ "يحتاج الرئيس التركي إلى الحرب بحد ذاتها، وليس إلى النصر. فالوضع السياسي في البلاد غير مستقر، والظروف موضوعيا تنقلب ضده. فقد أظهرت انتخابات مارس بوضوح أن المعارضين يكتسبون قوة. إلا أن أردوغان سياسي تكتيكي مذهل، يعرف ماذا يفعل. فبعد عمليات التطهير، لم يعد هناك توازن في القوات المسلحة، فكل قيادتها المتبقية تنتمي إلى حزب واحد، لذلك من الضروري إشغال الجيش طوال الوقت، وهنا الحرب مناسبة تماما، خاصة وأنها تصرف الانتباه عن الوضع في إدلب. فـ أردوغان هناك في دوامة: لا قوة عسكرية كافية للفوز، والالتزامات بحل النزاع، التي قدمها للعالم بأسره، ينبغي تحقيقها".

ويضيف الكاتب أيضاً؛ "أمر آخر أن تكتيكاته -ويقصد أردوغان- تتخلف عن الاتجاهات السياسية العامة في البلاد. فحتى أولئك الذين كانوا يساندونه مؤخرا، بشكل قاطع، بما في ذلك العديد من أعضاء حزبه، غير راضين عن الموقف... فقد يتم عزله من منصب القيادة داخل الحزب. ويمكن أن يقوم بذلك العسكريون المستاؤون" ويستكمل فيقول: (كما يغدو احتمال تغيير السلطة في تركيا على غرار الميدان الأوكراني أكثر واقعية. فثمة دلائل تشير إلى أن أوروبا تفكر بالفعل في الإطاحة بـ"أردوغان، على طريقة الإطاحة بيانوكوفيتش في"أوكرانيا". خاصة وأن الظروف الحالية في تركيا تشبه من نواح كثيرة ما كانت عليه أوكرانيا قبل خمس سنوات، فالطغمة المالية غير راضية عن الرئيس، وترى فيه عقبة أمام التكامل الأوروبي، والعمال يضربون باستمرار، والحزب غير راض عن نتائج الانتخابات، والإخوان المسلمون الطامحون إلى التفوق أيديولوجيا محبطون... ثم، الأزمة المالية الحادة. يمكن افتراض أن تأزيم الوضع السياسي في تركيا عمل منسق).

وبالتالي -ومما سبق- فإنني أعتقد؛ بأن مجريات الأحداث تذهب إلى عزل أردوغان بالنهاية ولذلك فهو يحاول إنقاذ نفسه من السقوط وذلك بجر تركيا وجيشها لحروب خارجية، كما قالها الكاتب غفوروف، بل كما نشاهد الأحداث على أرض الواقع حيث ورغم أن لا تهديد لتركيا من كل الحدود السورية التركية من جانب الإدارة الذاتية، فإن أردوغان يريد جر الجيش التركي لمعركة ربما تكون فيها المواجهة مع الأمريكان وليس الكرد وذلك نظراً للوجود الأمريكي بالمنطقة مع تأكيدات هذه الأخيرة؛ بأن أي عمل عسكري منفرد لتركيا ودون تنسيق معها هو عمل "غير مقبول"، لكن رغم ذلك وجدنا بأن الرئيس التركي كان يصعد اللهجة؛ بأن تركيا ستقوم بعمل منفرد وذلك بحجة "الحفاظ على الأمن القومي التركي" والأصح -أو المخفي خلف ذاك التصريح كان- الحفاظ على رأس النظام وحكومة العدالة والتنمية، لكن المفاجئ كان رد العسكر اليوم حيث جاء قوياً وذلك عندما صرح خلوصي آكار؛ وزير الدفاع التركي وهو يقول: "نفضل العمل سوياً مع أمريكا" وليؤكد بأنهم "لن يهاجموا شرق الفرات وإنهم على تفاهم مع الأمريكان وإنهم حريصون على صداقتهم وتحالفهم مع واشنطن".

وهكذا يبدو أن الدائرة مع الأيام تضيق على الرئيس التركي أردوغان وخاصةً عندما تستكمل مع خروج عدد من القيادات السابقة لحزب العدالة والتنمية بتشكيل جسم سياسي جديد يعيد سياسات تركيا إلى ما كانت عليه في العقد الأول من حكومة العدالة والتنمية وذلك بين أعوام 2002 و2012 أو تتوافق تلك الكتلة مع قوى المعارضة على تشكيل جسم سياسي جديد بحيث تعيد فتح كافة الملفات وعلى رأسها ملف الحريات العامة وحقوق الإنسان وإعادة فتح الحوار مع إيمرالي وقنديل -بدل شن العملية العسكرية والتي هي الأخرى إحدى ألاعيب أردوغان لإلهاء الجيش والشارع التركي عن مآسي الداخل- وحينها؛ أي عندما تتشكل كتلة سياسية قوية في وجه حزب العدالة وأردوغان مع ما تشهدها تركيا من أزمات داخلية وخارجية .. فحينها أعتقد سيكون الانقلاب أبيضاً على أردوغان وسياسته الحمقاء وذلك في محاولة بائسة منه ل"إعادة أمجاد أجداده السلاطين العثمانيين" ويتناسى بأن مقولة؛ "يحيي العظام وهي رميم" ليس إلا أسطورة أخرى حمقاء من حماقات تاريخنا اللاهوتي، بل يتناسى بأن الغرب ما زال يقدس "الفارس جاك" وإنهم لم ينسوا تاريخ الدولة العثمانية .. نعم بدأت الدائرة تضيق على أردوغان وسننتظر من يسحب الكرسي من تحت قدمي السلطان العثماني الأحمق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر




.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..


.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك




.. قانون ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا ينتظر مصادقة ال