الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة يوم القيامة: سباق الأسلحة النووي الجديد، وكيف يمكن ل واشنطن وموسكو إيقافه (فورين أفيرز Foreign Affairs) ترجمة: بوناب كمال

بوناب كمال

2019 / 8 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


فورين أفيرز (Foreign Affairs) ـ ترجمة بوناب كمال

إنه العام 2020؛ يقوم الجيش الرّوسي بمناورات واسعة في كليننغراد المحاطة ببحر البلطيق وعضوي الناتو ليتوانيا وبولندا؛ طائرة مراقبةٍ تابعة للتحالف الغربي تعبر بطريق الخطأ إلى المجال الجوي الروسي، ويتم إسقاطها بصاروخ أرض ـ جو، يدفع الناتو بسربه الجوي وسفنه القتالية إلى المنطقة؛ يحذّر الجانبان أنهما سيفكران في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرّضت مصالحهما الحيوية للخطر.
بعد غزو القرم، والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وانهيار اتفاقيات الحد من الأسلحة ونشر أسلحة نووية جديدة، يستعد الناتو وروسيا فجأة للنزاع؛ في واشنطن، مع الحملة الرئاسية الجارية، يتنافس المترشحون على اتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه روسيا، أما في موسكو، وبعد أن علمت القيادة الروسية أن العداء لأمريكا يؤتي ثماره، ها هي تصعّد خطابها القاسي ضد واشنطن.
في حالة تأهبٍ من كلا الجانبين؛ يتم شن هجوم إلكتروني، من أصل غير معروف، على أنظمة الإنذار المبكر الروسية، في محاكاةٍ لهجوم جوّي وارد للناتو على القواعد الجوية والبحرية في كليننغراد؛ بعد دقائق فقط تقرر موسكو الرد على الهجوم بإطلاق صواريخ كروز تقليدية من قواعد كليننغراد على مهابط طائرات تابعة للناتو في بحر البلطيق؛ ليرد الناتو على الفور بضربات جوية على المدينة؛ عندما ترى وصول تعزيزات الناتو وخشية أن يتبع ذلك غزو بري تخلص موسكو إلى أنه يجب عليها أن تُصعّد لتتراجع، وأملا في إيقاف النزاع وفتح مسار تسوية متفاوض عليه بشروط موسكو، تقوم بضربة نووية ذات عائد منخفض على مستودعات التخزين النووي التابعة للناتو؛ لكن حساب التفكيك هذا يثبُت أنه مجرد وهم؛ لقد بدأ التبادل النووي.
قد يبدو هذا الافتراض وكأنه نوع من السيناريو الكارثي الذي كان يجب أن ينتهي بانقضاء الحرب الباردة، لكن عناصره الأساسية أصبحت موجودة اليوم بالفعل وبشكل مثير للقلق؛ فكل ما هو مطلوب شرارة صغيرة لإضاءة صوفان.
حتى بعد عقود من تخفيض ترسانتهما، لا تزال الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان أكثر من 90 % من الأسلحة النووية في العالم، أي أكثر من 8000 رأس حربي، وهو ما يكفي كلا منهما من تدمير الآخر والعالم ولعدّة مرات. لفترة طويلة، عمل الجانبان بجد على إدارة الخطر الذي تمثل هذه الترسانة، ومع ذلك، قوّض التوتر الجيوبوليتيكي في السنوات الأخيرة " الاستقرار الإستراتيجي" (المسارات، الآليات والاتفاقيات التي تُيسّر إدارة العلاقات الإستراتيجية وتُجنّب الصراع النووي)؛ لقد تضاءلت الرقابة على التسلح، وأغلقت قنوات الاتصال، في حين استمرت المواقف النووية التي عفا عليها زمن الحرب الباردة، متلازمةً في ذلك مع تهديدات جديدة في الفضاء الإلكتروني وتطورات خطيرة في التكنولوجيا العسكرية ستشمل قريبا أسلحة تفوق سرعة الصوت.
الولايات المتحدة وروسيا الآن في حالةٍ من عدم الاستقرار الإستراتيجي؛ أي حادث أو حظّ عاثر يمكن أن يتسبب في جائحة، ومنذ أزمة الصواريخ الكوبية 1962، فإن خطر المواجهة الأمريكية ـ الروسية باستخدام الأسلحة النووية لم يكن مرتفعا كما هو اليوم، لكن بخلاف الحرب الباردة، يبدو الطرفان غير مُبصريْن بالخطر.
حتى في وقت يسود فيه انعدام الثقة المتبادل، فإن واشنطن وموسكو تشتركان في المسؤولية عن منع وقوع كارثة نووية؛ يجب أن يشرع الرئيسان الأمريكي والروسي في خلق مناخ للحوار بين حكومتيهما، وإدارة خلافاتهما، والتعاون لمعالجة التهديد الوجودي المشترك الذي تخلّفه الحرب النووية. سيكون إحياء الاستقرار الإستراتيجي وإعادة إحيائه عملية طويلة الأمد، لكن في الولايات المتحدة ينبغي أن يضع القادة، من مختلف الأطياف السياسية، هذا الرهان على رأس قائمة الأولويات، وأن يعملوا على تجفيف مخاطر المواجهة القصيرة. إن خطر التصعيد النووي أكبر من أن ينتظر.
صواريخ وعدم ثقة:
على مدار العقدين الماضيين؛ أدى تصادم المصالح الوطنية وسياسات الأمن الصّفرية في أوروبا وحوْلها إلى زيادة التوتر وعدم الثقة بين روسيا والغرب. الخلاف حول البلقان وحرب كوسوفو في التسعينات قدّمت مؤشرا مبكرا على أن العلاقة ستكون مثرة للجدل في ففترة ما بعد الاتحاد السوفييتي. إن العملية المستمرة لتوسيع الناتو، التي بدأت عام 1997، قد فاقمت من حدّة التوترات. بعد تولّي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جورج دبليو بوش السلطة، في عامي 2000 و2001 على التوالي، ساهمت الخلافات حول الدفاع الصاروخي وحرب العراق في تشكيل خطاب بوتين بمؤتمر ميونيخ عام 2007 والذي انتقد فيه الاستخدام المفرط للقوة من الولايات المتحدة، محذّرا من سباق تسلح جديد. أعقب ذلك الغزو الروسي لـ جورجيا في 2008، ما أدى إلى تعميق انعدام الثقة بين روسيا والغرب، والذي استمر في عهد أوباما رغم الجهود المبذولة لجبر العلاقة. أدّى تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 وتغيير نظام القذافي إلى تأجيج شكوك الكرملين إلى حدود وُصفت بالبارانويا.
استمرّ الوضع في التدهور إلى ما بعد 2014، حيث أدى ضم روسيا لـ شبه جزيرة القرم وتدخلها العسكري في شرق أكرانيا وإسقاط طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية بصاروخ روسي الصنع، وفق ما هو متداول، أطلق من الأراضي التي يسيطر عليها انفصاليو أكرانيا المدعومين من روسيا. تمثّل ردّ الولايات المتحدة والغرب في عقوبات اقتصادية نهدف إلى عزل روسيا وفرض حل دبلوماسي للأزمة الأكرانية؛ وعلى الرغم من وجود اتفاقيتين تم التفاوض بشأنهما، وهما اتفاق مينسك الأول والثاني لعامي 2014 و2015، إلا أن النزاع قد استمر، وقام الناتو وروسيا بتعزيز مواقفهما العسكرية في جميع أنحاء المنطقة. في دول البلطيق وحول البحر الأسود تعمل قوات روسيا والناتو على مقربة من بعضهما، ما يزيد من خطر أن يؤدي وقوع حادث ما أو سوء تقدير إلى نتيجة كارثية.
يتفاقم هذا الخطر مع الانهيار المتسارع لهندسة الحد من الأسلحة، التي ظلت لعقود من الزمن بمثابة قيد يضبط الأنفس ويضمن الشفافية وإمكانية التنبؤ لكل من القوات التقليدية والنووية. إلا أنه في غيابها سيزداد هامش الفرضيات والتخطيط لسيناريوهات أسوأ الحالات؛ وقد ظهرت أول بوادر الصّدع عام 2002 عندما انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، والتي وُقّعت قبل ثلاث عقود لمنع واشنطن وموسكو من نشر دفاعات وطنية ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى؛ بعد خمس سنوات من ذلك تقوم روسيا فعليا بتعليق اتفاق تاريخي آخر، يتعلّق الأمر باتفاقية القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ليحذو الناتو عقب ذلك حذو موسكو.
تعرّضت معاهدة القوى النووية المتوسطة عام 1987 لضربة قاتلة بقرار واشنطن هذا العام (2019) الانسحاب من المعاهدة، كما قامت موسكو بتعليق التنفيذ. كما أن مصير الحظر الشامل للتجارب النووية أصبح موضع شك، حيث كتب أربع أعضاء، من مجلس الشيوخ، الجمهوريين، إلى الرئيس دونالد ترامب، في الربيع الماضي، يسألونه عمّا إذا كان يفكّر في " إلغاء توقيع" المعاهدة. مستقبل معاهدة ستارت الجديدة لعام 2010 يبدو غير واضح هو الآخر ما لم يوافق الطرفان على تمديده، وهو اقتراح رفضه ترامب وإدارته باستمرار (المعاهدة ستنتهي عام 2021). باختصار؛ في أقل من عامين سيكون آخر اتفاق للحد من ومراقبة نشر القوى الإستراتيجية النووية عرضة للانهيار التام؛ إذا كان الأمر كذلك، فإن ما تبقّى من شفافية في الترسانة النووية للجانبين، بما في ذلك عمليات التفتيش الموقعي لكل دولة، ستختفي كلها. وفي الوقت الذي تتراجع فيه عمليات التثبّت من الأسلحة المتوافرة، تهدّد التقنيات الجديدة بزيادةٍ في زعزعة التوازن العسكري.
هذا المزيج السّام بين تفسّخ نظام الحد من الأسلحة وظهور أسلحة أخرى متطورة جديدة أصبح أكثر خطورة بسبب غياب الحوار بين روسيا والغرب، وعلى وجه الخصوص بين منتسبي وزارتيْ الدفاع والخارجية. الانفصال الحالي غير مسبوق حتى عند مقارنته بأشد مراحل التوتر ارتفاعا أثناء الحرب الباردة؛ في تلك الفترة أدرك الديمقراطيون والجمهوريون في البيت الأبيض والكونغرس أن التواصل مع الاتحاد السوفييتي ضروري للحفاظ على سلامة الأمريكيين؛ التقى المفاوضون الأمريكيون والسوفييت بشكل منتظم في جنيف، نيويورك وفيينا؛ الجميع كان متّحدا من خلال الشعور بالالتزام المتبادل لمنع الكوارث النووية.
تلاشى هذا التفكير الوقائي عقب العدوان الروسي على أكرانيا والتدخل في الانتخابات الأمريكية والأوروبية؛ الولايات المتحدة وحلفاءها عالقون الآن في دوامة انتقامية في مواجهتهم لروسيا؛ إن عدم كفاية التواصل يؤدي إلى تفاقم حدة التوتر، ما من شأنه أن يصنع حواجزا إضافية لعرقلة الحوار؛ فعلى سبيل المثال مجلس روسيا ـ الناتو، الذي أنشئ عام 2002 لضمان التشاور المتبادل والمنتظم، أصبح هشا ومختلّا، ولم يتم اللجوء إليه في لحظات الأزمات ،كما حدث أثناء الهجوم الروسي على أكرانيا، بدلا من ذلك علّق الناتو كل أنشطة التعاون العملي داخل المجلس لمدة عامين بدءا من أفريل 2014، ومنذ ذلك الحين لم يجتمع إلا 11 مرة في جلسات منظمة بعناية مع مسؤولين دون مستوى السفراء. من جهتها لا تزال التبادلات الروتينية بين المهنيين العسكريين في عداد المحظور.
أقرّ الكونغرس، بأغلبية ساحقة، اعتماد قوانين العقوبات الحالية وسن عقوبات جديدة ضد روسيا، ما يجعل من مهمة أي رئيس في تغييرها أو إزالتها بمفرد صعبة للغاية، وازداد الأمر تعقيدا بإصدار تشريع يحظر على الجيش الأمريكي التعاون مع نظيره الروسي (لا يزال الحوار لأغراض محدودة مسموحا به وإن كان لا يشجّع عليه)، مثل هذه التشريعات التقييدية تحمل تأثيرات مخيفة على تفاعلات عسكرية قد تشتد لها الحاجة مستقبلا.
عودةً إلى جاو ـ جاو (فكْ لـ فك):
* ـ تنويه من المترجم: اشتهر ونستون تشرشل بعبارة "فك ـ فك أفضل من حرب ـ حرب" Jaw -jaw is better than war – war ؛ في إشارة إلى أهمية الحوار؛ إلا أن رئيس الوزراء البريطاني هارولد مك ميلان هو اول من صاغ هذه العبارة.

في واشنطن، تتمثل الخطوة الأولى، لبناء حوار مثمر مع موسكو، في إعادة تشكيل علاقة العمل بين إدارة ترامب وسياسة الكونغرس بشأن روسيا؛ وعلى الرغم من اهتزاز الثقة بين الرئيس وديمقراطيي الكونغرس، وخاصة في الفترة التي تسبق انتخابات 2020، فإن توافر قيادة من حزبي الكونغرس، وفي هذا الوقت، جدّ ضرورية نظرا لفداحة المخاطر؛ ببساطة، ليس في مقدور المشرّعين انتظار قيادة جديدة في البيت الأبيض أو الكرملين.
إن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ممثلة ديمقراطيي كاليفورنيا) وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل (ممثل جمهوريي كنتاكي) ليسا في حاجة إلى انتظار مكالمة من البيت الأبيض لتنشيط مجموعة اتصال جديدة تُعنى بسياسات روسيا والناتو والمخاطر النووية؛ بل ينبغي عليهما تقديم هذا الاقتراح مباشرة إلى الرئيس ووزير الخارجية؛ فمثل هذا المنتدى سيُظهر جبهة تنفيذية ـ تشريعية تعزز من تعامل الولايات المتحدة مع روسيا؛ وإذا حدث وأن رفضت أو اعترضت إدارة ترامب على هذا الاقتراح، يجدر بالكونغرس استخدام صلاحياته لإنشاء مجموعة الاتصال هذه، وبأي ثمن.
حقيقةً؛ كان خطوة في الاتجاه الصحيح أن يتفق ترامب وبوتين على إجراء حوار جديد حول الاستقرار الإستراتيجي والمخاطر النووية في اجتماع هلسنكي يوليو 2018؛ لكن افتقارهم للمتابعة وفقدان الرسميين المدنيين والعسكريين الضوء الأخضر من قادتهم، يؤكد الطابع اللاعملي لهذه العلاقات. هناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق المحادثات بين دبلوماسيي البلدين حول "الأمن الإستراتيجي"؛ هذه المحادثات التي بدأت فعليا في اجتماع ترامب ـ بوتين في قمة مجموعة العشرين بـ أوساكا، يجب أن تشمل كبار المسؤولين العسكريين وكذا ممثلي الحكومتين، مع جدول أعمال أفسح ولقاءات أكثر تواترا.
قبل فوات الأوان:
على مدار عقود؛ تضمّن الاستقرار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا اعترافا متبادلا بالمصالح الحيوية، وتحديدا للخطوط الحمراء، وتوافقا على آليات الحد من مخاطر الحوادث أو سوء التقدير الذي يؤدي إلى الصراعات؛ اليوم يبدو الأمر مختلفا، فتضارب المصالح الوطنية، وعدم كفاية الحوار، وتآكل هياكل مراقبة الأسلحة، وصعود الأسلحة الإلكترونية الجديدة؛ كلها عوامل من شأنها زعزعة الاستقرار القديم؛ وقد زاد الأمر سوءا بفعل الاستقطاب السياسي الحاد في واشنطن، ما أزال بقايا رواسب الإجماع الداخلي حول سياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاه روسيا؛ ومالم تواجه واشنطن وموسكو هذه التحديات في أسرع وقت، فإن وجود نزاع دولي كبير أو تصعيد نووي بات أمرا معقولا ، وربما محتملا، بشكل مثير للقلق؛ وفي وقت يثير فيه ترامب وبوتين مسألة تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وتثار فكرة التخلص من الصحافة وإشكالية "الأخبار الزائفة"؛ في ظل هذا تتنامى السلطوية على مستوى العالم وتتعرض حريات الصحافة لمزيد من التقييد؛ في مثل هذه الظروف يقترح البعض التخلي عن المحادثات الروسية ـ الأمريكية وانتظار قيادة جديدة في الدولتين؛ سيكون ذلك خطأ جسيما، فالحوار بين الرئيسين لا يزال ضروريا.
كان الرئيس الأمريكي جون ف، كينيدي، أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، على مقربة وشيكة من معركة هرمجدون أكثر من أي قائد أمريكي آخر؛ وبتصرف بسيط في صياغته لم تنجُ البشرية من اختبارات ومحاكمات آلاف السنين لتسلّم الآن كل شيء . واليوم، بينما يتجّه صرح الاستقرار الإستراتيجي ببطء وثبات إلى الانهيار، تتصرف واشنطن وموسكو كما لو أن الوقت في جانبهما؛ وهو ليس كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل