الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواجهة مع الواقع بالسخرية

عبدالله عطية

2019 / 8 / 20
الصحافة والاعلام


من أسبوع تقريباً قررت الا أكُتب كي أرتاح، القرار كان صارم لدرجة أني لا أمارس اي نوع من الكتابة، بداخلي أنا كنتُ أعرف ان هذا القرار خاطىء جداً وله تبعات نفسية تترك أثاراً تدوم لأسابيع، لكن أحداث الواقع أكثر مأساوية، لذا أنا بين خيارين أفضلهم سيء وتبعاته كارثية كما الاخر، لذا أنا اكتب عن شيء ما يدفعني للكتابة، وهو قليل التداول بين الكتاب والقراء، الا أنه يملك شعبية كبيرة في المجتمع بغض النظر عن قضية فهم المحتوى او لا، لكن للأمانة فهو يستحق الإحترام لكونه جريء وواقعي وكوميدي ساخر ، يتحدى كل الأصنام التي أثقلت بالمجتمع ولا يستطيع التخلص منها للنهوض، ما يُعجبني به كمشاهد هو تعرية الحقيقة التي يقدمها على شكل ضحكة او مشهد او تناقض للسياسين في مقاطع فديوا مختلفة في اوقات مختلفة ايضاً، هذا يشُعرني بنوع من الأمان النسبي كون أحدهم يرى الحقيقة مثلي، مما يعني لي ان هناك أمل، وبأمكاننا التغيير نحن كشباب واعي يحُب العراق، الشعور إتجاه هذا المحتوى بداخلي غريب جداً، وربما عاطفي أكثر من كونه عقلاني، لأنك تشعر ان احدهم يقول ما في قلبكَ، ويتبنى رأيكَ او الأصح ينادي به لديه مشاعر وطنية مثل التي عندك حول الوطن والمجتمع والواقع، كأنما هو الرئة التي تتنفس بها انتَ.
أنا اتكلم عن برنامج أسبوعي يسمى البشير شو من تقديم أحمد البشير، لا أرُيد الحديث عما يقدمه من محتوى، وإنما أرُيد الكلام عن الواقع الذي ينقله، كصحفي مع الفضول ونسبة مرتفعة من الوعي تستطيع رؤية الواقع، لكن ما هي نسبة الناس الذين يمتلكون هذه المؤهلات؟، كم عددهم؟، والأهم ما هي ولاءتهم؟، كم واحد منهم ينتمي للعراق فقط؟، كل مرة اذكر سؤال من هذه التسؤلات أعلاه يسقط جزء كبير من هذه النسبة الضئيلة، لماذا؟ لأنهم جزء مشارك من عملية الفساد السياسي الذي يعيشه البلد، جزء من منظومة الفساد التي يديرها الحزب او التيار، كون عمله وراتبه الذي يتقاضاها من المال السياسي، فالإعلام هنا ليس سلطة رابعة ولا بطيخ، الإعلام هنا عبارة عن أبواق تعمل لصالح مالكها، لذا لا أحد يجرىء على قول الحقيقة، الحقيقة شيء بعيد المنال مع هذا الواقع السخيف المليء بالتناقضات والقرف الممزوج بقائمة من الولاءات والمعتقدات التي حتى الذي يؤمن بها لا يعرفها، وهذا برأيي جهل مؤسس له ومتعوب عليه، لذا انا أتابع هذا البرنامج فقط.
ربما هناك سؤال يأتي بديهياً عما هو المختلف بهذا البرنامج كي تشاهده، صراحة أنا اشاهده لانه يبكيني بقدر ما يضحكني، لا أبالغ حينما اقول ان هذا البرنامج يبكيني، لكن أقُسم أن هذا البرنامج يبكيني وبحرقة، كونه يسلط الضوء على الجهلة والفاسدين الذين يصفق لهم الشعب، يصدقهم ويكاد يَعبد بعضهم، أنا لا أبكي على الشعب انا أبكي على العراق وحاله في ظل هذه الشلة التي عادت بالعراق الى القاع، شخصياً انا لا ارى هذا البرنامج ساخر بقدر ما اراه حقيقي ومنطقي، ولأنه حقيقي فهو مؤلم وعلينا تقبل الألم، الشخصيات التي مثل أحمد هي التي يجب ان تقود البلد، لأن البلد يحتاج أمثالها، والسبب واضح، أحمد شخصياً اكثر الاشخاص ضحى للبلد تضحية حقيقية، كونه لم يأتي من الخارج على ظهر الدبابات، أحمد هرب من التهديدات والموت والاغتيالات، تعرض لضغوط الا انه لم يستسلم، يكفي أنه يخيف السياسين ويهز عروشهم بأضحاك الناس عليهم، يكفي ان احمد عراقي أصيل همه العراق وحده، برأيي أحمد بطل حقيقي ويستحق لقب الوطني، لأنه رفض كل الإغراءات والتهديدات وأستمر بالعمل، لذا ان أردنا ان نصلح الحال يجب علينا ان نتبنى قضية الوطن بأصرار مثلما فعل احمد، بالكتابة، بالعمل، بالمعاملة، لأن العراق يحتاجنا.
شيء اخر ينبغي عليه قوله كي لا انال من التهم التي نعرفها والتي ما انزل الله بها من سلطان، انا صحفي صغير وجمهوري قليل، اكتب ما اراه في الواقع وأحاول التغيير بقدر المستطاع، ولا اريد من هذه المادة الا ما اردته من الاخريات، وهو ايصال صوت يريد التغيير، وعن علاقتي بأحمد هي فقط علاقة مشاهد حالي من حال بقية المشاهدين، ولأنه أثر بي ونحن نملك القضية ذاتها أكتب عنه، ولا اريد من لا جزاء ولا شكوراً، وهذا النص يعبر عن رأيي الشخصي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة